الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في کتاب مسند الإمام المجتبى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام للمؤلف عزيز الله عطاردي: روى سفيان الثوري، عن واصل، عن الحسن، عن ابن عباس في قوله "وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ" (الاسراء 61) إنه جلس الحسن بن علي عليهما السلام و يزيد بن معاوية بن ابي سفيان يأكلان من الرطب، فقال: يزيد يا حسن: اني مذ كنت ابغضك. قال الحسن عليه السلام: اعلم يا يزيد إن ابليس شارك أباك في جماعه، فاختلط الماءان فأورثك ذلك عداوتي، لأن اللّه تعالى يقول: "وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ" (الاسراء 61) و شارك الشيطان حربا عند جماعه، فولد له صخر، فلذلك كان يبغض جدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن عمرويه الصفّار ببغداد، حدثنا أحمد بن زهير بن حرب حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا القاسم بن الفضل الحداني، و أخبرني أبو الحسن اليعمري حدثنا محمد ابن إسحاق الامام حدثنا أبو طالب زيد بن اخزم الطائي حدثنا أبو داود، حدثنا القاسم بن الفضل، حدثنا يوسف بن مازن الراسبي قال: قام رجل إلى الحسن بن عليّ، فقال: يا مسوّد وجوه المؤمنين، فقال الحسن لا تؤنّبني رحمك اللّه فإن رسول اللّه 6، قد رأى بني أميّة يخطبون على منبره رجلا، رجلا، فساءه ذلك، فنزلت "إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ" (الكوثر 1)، نهر في الجنة و نزلت "إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر 1-3) تملكها بنو أميّة فحسبنا ذلك، فاذا هو لا يزيد و لا ينقص، هذا اسناد صحيح و هذا القائل للحسن بن علي بهذا القول هو سفيان بن اللّيل صاحب أبيه.
قال الاربلي: روى الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي رحمه الله في تفسيره الوسيط ما يرفعه بسنده أنّ رجلا قال: دخلت مسجد المدينة: فإذا أنا برجل يحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و الناس حوله فقلت له: أخبرني عن "شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ" (البروج 3)؟ فقال: نعم، أما الشاهد فيوم الجمعة، و أما المشهود فيوم عرفة، فجزته الى آخر يحدث فقلت له: اخبرني عن "شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ" (البروج 3)، فقال: نعم أما الشاهد فيوم الجمعة و أما المشهود فيوم النحر، فجزتهما الى غلام كأن وجهه الدينار و هو يحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله. فقلت: أخبرني عن "شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ" (البروج 3)؟ فقال: نعم، أما الشاهد فمحمد صلى اللّه عليه و آله، و أما المشهود فيوم القيامة، أ ما سمعته يقول: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً" (الاحزاب 45) و قال تعالى: "ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ" (هود 103). فسألت عن الأول؟ فقالوا: ابن عباس و سألت عن الثاني؟ فقالوا: ابن عمر و سألت عن الثالث؟ فقالوا: الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام و كان قول الحسن أحسن.
وفي باب نزول آية التطهير: الطوسي باسناده قال: أخبرنا أبو عمر قال: حدثنا أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا أبي عن أبي اسحاق عن عبد اللّه بن مغيرة مولى أمّ سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و آله انها قالت: نزلت هذه الآية في بيتها "إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" (الاحزاب 33) أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أن ارسل الى عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين : فلما أتوه اعتنق عليا بيمينه و الحسن بشماله و الحسين على بطنه و فاطمة عند رجله، فقال: (اللّهم هؤلاء أهلي و عترتي فأذهب عنهم الرّجس و تطهرهم تطهيرا، قالها ثلاث مرات. قلت: فانا يا رسول اللّه. فقال: انك على خير إن شاء اللّه). الحافظ ابن عساكر، أخبرنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد بن أحمد البيهقي أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح، أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد، أنبأنا أبو همام الوليد بن شجاع، أنبأنا يحيى بن، زكريا بن أبي زائدة، أنبأنا أبي عن مصعب بن شيبة، عن صفيّة بنت الحجبيّة عن عائشة أم المؤمنين قالت: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ذات غداة و عليه مرط مرحّل من شعر أسود فجلس، فأتت فاطمة فأدخلها فيه ثم جاء عليّ فأدخله ثم جاء الحسن فأدخله فيه ثم جاء الحسين فأدخله فيه ثم قال: "إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" (الاحزاب 33). قيل في قوله "ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ" (الاحزاب 40)، إنما نزل في نفي التبني لزيد بن حارثة و أراد بقوله من رجالكم البالغين في وقتكم.
https://telegram.me/buratha