الدكتور فاضل حسن شريف
ويستمر الدكتور محمد حسين علي الصغير قائلا في كتابه الصوت اللغوي في القرآن عن علاقة الادغام بالممائلة: وعمد القرّاء رضوان الله عليهم إلى جعل الحروف المدغمة على نوعين من التقسيم. الأول: الحروف التي تدغم في أمثالها، واصطلحوا عليه المدغم الأول: الحروف التي تدغم في أمثالها ، واصطلحوا عليه المدغم من المتماثلين. الثاني: الحروف التي تدغم في مجانسها ومقاربها، واصطلحوا عليه المدغم من المتجانسين والمتقاربين. والنوع الأول يضم سبعة عشر حرفا، والثاني يضم ستة عشر حرفا، وسنورد اسم الحرف مع تنظيره القرآني. أولاً: الادغام بين المتماثلين: 1ـ الباء: تدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "وأنزل معهم الكتاب بالحق" (البقرة 213). 2 ـ التاء: وتدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "فما ربحت تجارتهم" (البقرة 16). وأما إذا كانت التاء: تاء ضمير فلا تدغم كقوله تعالى "ياليتني كنت ترابا" (النبأ 40). 3 ـ الثاء : تدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "واقتلوهم حيث ثقفتموهم" (النساء 91). ومن أبرز مصاديقه وضوحاً قوله تعالى "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من الله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم" (المائدة 73). 4 ـ الحاء: تتدغم في مثلها في نماذج كثيرة من القرآن كنحو قوله تعالى "وإذ قال موسى لفتاه لآ أبرح حتّى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا" (الكهف 60). 5 ـ الراء: وتدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" (البقرة 185). 6 ـ السين: تدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" (الحج 2). 7 ـ العين: تدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه" (البقرة 255). 8 ـ الغين: تدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين" (ال عمران 85). 9 ـ الفاء: تدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل" (الفيل 1). 10 ـ القاف: وتتدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "والطيبات من الرزق قل هي للّذين ءامنوا" (الاعراف32). 11 ـ الكاف: تتدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "واذكر ربّك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار" (ال عمران 41). 12 ـ اللام: تتدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين" (الجمعة 2). 13 ـ الميم: تدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "واتخذوا من مقام إبراهم مصلّى" (البقرة 125). 14 ـ النون: تدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "والاّتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع" (النساء 34). 15 ـ الواو: تدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" (الاعراف 199). 16 ـ الهاء: تدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى لّلمتقين" (البقرة 2). 17 ـ الياء: تدغم في مثلها في نحو قوله تعالى "فلمّا جاء أمرنا نجينا صالحا والّذين ءامنو معه برحمت منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوى العزيز" (هود 66).
وعن شروط الادغام يقول الدكتور الصغير رحمه الله: وقد لا حظنا أن للادغام عدة شروط يصح معها: 1 ـ إسكان الأول المتحرك قبل إدغامه وتحرك الثاني. 2 ـ أن يلتقي المثلان في الرسم فلا يفصل بينهما حرف. 3 ـ أن يكون المثلان مركبين من كلمتين، فإن التقيا من كلمة واحدة فلا إدغام إلا في حرفين "مناسككم" في البقرة، و "سلككم" في المدثر. وعندي أنهما مركبان من كلمتين، فالمناسك كلمة، والضمير لجمع المخاطب كلمة أخرى، وسلك كلمة، والضمير لجمع المخاطب كلمة أخرى، فجرى القياس على أصوله، فهما من الأصل دون الاستثناء المشار إليه. 4 ـ أن لا يكون الأول تاء ضمير المتكلم أو خطاباً ، فلا يدغم حينئذ كقوله تعالى "أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون" (يونس 42). 5 ـ أن لا يكون الأول مشدداً ، فلا يدغم في نحو قوله تعالى "ذوقوا مسّ سقر" (القمر 48). 6 ـ أن لا يكون الأول مشدداً فلا يدغم في نحو قوله تعالى "إن الله غفوررحيم" ( (البقرة 173) وردت لأول مرة في المصحف بسورة البقرة.
ويستطرد الدكتور محمد حسين علي الصغير متحدثا عن شروط الادغام في كتابه اذ يقول: ثانياً: الادغام في المتجانسين والمتقاربين وله شروط:
أ ـ أن لا يكون الحرف الأول مشدداً كقوله "أو أشد ذكرًا" (البقرة 200). ب ـ أن لا يكون منوناً كقوله تعالى "في ظلمات ثلاث" (الزمر 6). ج ـ أن لا يكون تاء ضمير كقوله تعالى "خلقت طيناً" (الاسراء 61). وقد ظهر من الاستقراء القرآني أن هذا الادغام وارد في ستة عشر حرفاً ، وهي من ضم بعضها إلى بعض ، تمثل الحالات التفصيلية الآتية: 1 ـ الباء: وتدغم في الميم كقوله تعالى "يعذّب من يشاء" (العنكبوت 21). 2 ـ التاء: وتدغم في عشرة أحرف سواها هي: أولاً: التاء في الثاء في نحو قوله تعالى "ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون" (المائدة 32). ثانياً: التاء في الجيم كقوله تعالى "ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وءامنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين" (المائدة 93). ثالثاً: التاء في الذال كقوله تعالى "فالتاليات ذكرًا" (الصافات 3). رابعاً: التاء في الزاي كقوله تعالى "فالزاجرات زجرا" (الصافات 2). خامساً: التاء في السين كقوله تعالى "والذين ءامنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات" (النساء 122). سادساً: التاء في الشين كقوله تعالى "لولا جاءو عليه بأربعة شهداء" (النور 13). سابعاً: التاء في الصاد كقوله تعالى "والصافات صفّا" (الصافات 1). ثامناً: التاء في الضاد كقوله تعالى "والعاديات ضبحاً" (العاديات 1). تاسعاً: التاء في الطاء في نحو قوله تعالى "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلو الجنة بما كنتم تعملون" (النحل 32). عاشراً : التاء في الظاء "الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم" (النحل 28).
https://telegram.me/buratha
