الدكتور فاضل حسن شريف
مسلم بن عوسجة الأسدي صحابي جليل اشترك في الفتوحات الاسلامية ومن شخصيات بني اسد وشخصيات الكوفة. وقال الامام الحسين عليه السلام عند استشهاده (رحمك الله يا مسلم "فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ" (الاحزاب 23)). كان الامام الحسين عليه السلام يحرض اصحابه على القتال ولا يجبرهم كما امر الله تعالى من رسوله ان القتال تكليف له وتحريض المؤمنين "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ" (الانفال 65). وقال لاصحابه ( أنتم في حل من بيعتي، و هذا الليل فاتخذوه جملا).
عن شبكة الامام الرضا الالكترونية حول الامام الحسين عليه السلام في القران: ما رواه موسى بن عقبة، أنّه أمر معاوية الحسين أن يخطب، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ. فسُمع رجلٌ يقول: مَن هذا الذي يخطب فقال عليه السّلام: نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسول الله الأقربون، وأهل بيته الطيّبون، وأحد الثقلين الّذين جعلنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثاني كتاب الله تعالى، فيه تفصيلُ كلّ شيءٍ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمعوّل علينا في تفسيره لا يبطئنا تأويله، بل نتّبع حقائقه، فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضةٌ إذ كانت بطاعة الله مقرونةٌ، قال الله تعالى: "أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمر منكم" وقال: "ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أُولي الأمر منهم" (النساء 83). وأُحذّركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان فإنّه لكم عدوٌ مبينٌ، فتكونوا كأوليائه الّذين قال لهم: "لا غالبَ لكمُ اليومَ مِن الناسِ وإنّي جارٌ لكم" (الانفال 48) فتلقون للسيوف ضرباً وللرماح، ورداً وللعمد حطماً، وللسهام غرضاً، ثمّ لا يُقبَل من نفسٍ إيمانها لم تكن آمنت من قبل. قال معاوية: حسبك أبا عبدالله فقد أبلغت.
عن مؤسسة وارث الانبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية (تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين عليه السلام) للكاتب علي كريم: الآيات الدالة على ضرورة الحفاظ على سلامة المجتمع الديني: للإسلام تعاليم مهمّة فيما يرتبط بضرورة إصلاح المجتمع والشؤون الاجتماعية، كقانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يعدّ من حيث القيمة بمستوى مبدأ العدالة؛ لأنّ العدالة وتطبيقها في المجتمع متوقفة على إصلاح الأُمور، وكذلك فإنّ تطبيق العدالة هو من أجل الإصلاح الاجتماعي، بناءً على ذلك يكون الإصلاح الاجتماعي والعدالة متكافئين في القيمة، من هنا يعتبر العلّامة الطباطبائي في ذيل قوله تعالى: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى" (النحل 90) أنّ موارد العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى هي من أهم الأُمور التي يقوم بها المجتمع، ويقول في معرض استدلاله لإثبات ذلك: (لما أنّ صلاح المجتمع العام أهمّ ما يبتغيه الإسلام في تعاليمه المصلحة فإنّ أهمّ الأشياء عند الإنسان في نظر الطبيعة وإن كان هو نفسه الفردية لكن سعادة الشخص مبنية على صلاح الظرف الاجتماعي الذي يعيش فيه). وعلى أيّة حال، يعتبر القرآن الكريم أنّ إحدى صفات المؤمنين هي العمل بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يقول تعالى: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ" (التوبة 71)، كما يُعدّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبباً لاختيار الأُمّة الإسلامية، وتفضيلها على سائر الأُمم، يقول تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ" (ال عمران 110)، ولدينا الكثير من الأحاديث الإسلامية التي تتضمّن توجيهات مفيدة في هذا المجال، والتي ينبغي أن تحظى بمزيد من التأمّل والدقة. نظراً إلى أنّ نيل الكمال والسعادة حقّ مشروع للجميع من جهة، وأنّ هذا الحق الجمعي من جهة أُخرى لا يمكن أن يتحقّق إلّا إذا تمسّك به الجميع، فلا يكون التخلّف الفردي بطبيعة الحال بمعزل عن الإضرار بالآخرين، من هنا يمتلك الفرد الملتزم بصورة طبيعية الحقّ في الاعتراض على الشخص المتخلّف، فضلاً عن حقّ الحفاظ على نفسه من آثار المخالفات الاجتماعية السلبية؛ لأنّ ذلك الشخص المتخلّف يوجّه بسلوكه ضربة لأخلاقه وعقيدته، ويجعل منه عرضة للأمراض الروحية والجسمية. فمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بناءً على ما ذُكر حقّ يولد متزامناً مع حياة كلّ فرد بمعية سائر أفراد المجتمع، وليس لأحد الحق في أن يسلبه عن نفسه، وليس لغيره الحق في أن يسلبه منه. من هنا يرى الإمام الحسين عليه السلام نفسه أولى من الآخرين بممارسة هذا الحق؛ بُغية تغيير الأوضاع الفاسدة في المجتمع؛ وذلك لما يمتلكه من وعي أكبر في إدراك الحقائق نسبة إلى الآخرين، ولكونه خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله، الأمر الذي يمنحه مسؤولية ورسالة أعظم، ليكون أحرص من غيره على دين جدّه صلّى الله عليه وآله.
جاء في مجلة رسالة القلم عن الآيات القرآنية المؤولة في الامام الحسين عليه السلام للسيد ياسين السيد قاسم الموسوي: دفع توّهم: التوهّم: وردت عدّة روايات ذات مضامين قريبة رواها الشيخ الكليني في الكافي الشريف: منها: ما عن الاصبغ ابن نباتة، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: (نزل القرآن أثلاثا: ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام). ومنها: ما في الصحيح: عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: (نزل القرآن أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام). ومنها: ما عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: (إن القرآن نزل أربعة أرباع: ربع حلال، وربع حرام، وربع سنن وأحكام، وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم). فقد يقول قائل: إنّ هذه الروايات في دلالتها -بغض النظر عن سندها- نظر، وأنّه قد يتوقف في قبولها، سبب ذلك هو: ما يعرفه من آيات نزلت في أهل البيت عليهم السلام من خلال الخطباء والعلماء والمحاضرين، فهو لا يسمع إلا بضع آيات نزلت في أهل البيت عليه السلام كـ (آية التطهير والمودّة والولاية والتبليغ وسورة الإنسان) فكيف تقول هذه الروايات أنّ ثلث آيات القرآن أو ربعها أي ألف آية نزلت فيهم عليهم السلام؟ فكيف نوفّق بين ما نعرفه وبين هذه الروايات؟ فليس لنا إلا ردّها أو التوقّف عندها؟ دفعه: أولاً: هذا التوهّم منشؤه الجهل والقصور منّا لا من الآيات؛ والإنسان عدوّ ما يجهل؛ حيث ترتفع هذه الشبهة ويتنوّر هذا الجهل بالرجوع إلى التفاسير سيما الروائية منها، وإلى بالعودة إلى المصادر الروائية. ثانياً: جاءت الروايات الكثيرة جداً جداً المفسّرة والمؤوّلة والمطبّقة للآيات القرآنية في أهل البيت عليهم السلام، فبعضها: مختصّة بأهل البيت عليهم السلام ولا يمكن تفسيرها في غيرهم كآية التطهير مثلاً، وأخرى: مؤوّلة بهم عليه السلام تصدّوا هم عليهم السلام لبيانها؛ لأنّه لا يعلم ببطون القرآن وتأويلاته التي لا يهتدي إليها أيّ عقل غيرهم، وثالثة: أبرز مصداق ومنطبق لها هم أهل البيت عليهم السلام. ثالثاً: بملاحظة أنّ كلّ آية ورد فيها قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا"، وكل آية تتحدث حول المؤمنين فهي بالدرجة الأولى تتحدّث حول أهل البيت عليهم السلام، لأنّهم هم المؤمنون حقّاً وهم في أعلى درجات الإيمان، فالقدر المتيقّن والفرد الأكمل من مصاديق الآية هم عليهم السلام.
https://telegram.me/buratha