الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى "وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أيَّام مَّعْدُودَاتٍفَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى" (البقرة 203). عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: (لا تبت ليالي التشريق إلا بمنى، فإن بت في غيرها فعليك دم، فإن خرجت أول الليل فلا ينتصف الليل إلا وأنت في منى). صحيحة جعفر بن ناجية عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (إذا خرج الرجل من منى أول الليل فلا ينتصف له الليل إلا وهو بمنى، وإذا خرج بعد نصف الليل فلا بأس أن يصبح بغيرها). جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (إذا خرجت من منى قبل غروب الشمس فلا تصبح إلا بها). العيص بن القاسم قال:سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الزيارة من منى، قال: (إن زار بالنهار أو عشاء فلا ينفجر الصبح إلا وهو بمنى). صفوان قال: قال أبو الحسن عليه السلام: سألني بعضهم عن رجل بات ليالي منى بمكة، فقلت: لا أدري، فقلت له: جعلت فداك ما تقول فيها؟ فقال عليه السلام: (عليه دم شاة إذا بات، فقلت: إن كان إنما حبسه شأنه الذي كان فيه من طوافه وسعيه لم يكن لنوم ولا لذة، أعليه مثل ما على هذا ؟ قال: ما هذا بمنزلة هذا، وما أحب أن ينشق له الفجر إلا وهو بمنى).
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام: مِنى، بلدة تقع قرب مكة، يتوجه لها الحجاج يوم عيد الأضحى ويبقون فيها للقيام ببعض أعمال الحج، وهي: رمي الجمرات، ذبح الهدي، الحلق أو التقصير، المبيت فيها، وتعتبر منى جزء من الحرم المكي. تعريفها: لغة: (منى) كـ (إلى) وقد تكرر ذكرها في الأحاديث وهي اسم موضع بـمكة على فرسخ، والغالب عليه التذكير فيُصرف، وحدّه من العقبة إلى وادي محسر. اصطلاحا: بلدة قرب مكة، ينزلها الحجاج أيام التشريق. يجوز فيها التذكير، والتأنيث، والصرف وعدمه. سبب التسمية: ذكرت الروايات العديد من الأسباب التي سُميت من أجلها هذه الأرض بمنى، ومنها ماروي عن الإمام الرضا من أن جبرائيل جاء لإبراهيم في هذه الأرض وقال له: تَمَنَّ على ربك ما شئت فتمنى إبراهيم في نفسه أن يجعل اللّه مكان ابنه إسماعيل كبشاً يأمره بذبحه فداءً له فاعطي مُناهُ. موقعها الجغرافي: هي بلدة قريبة من مكة تبعد عنها بنحو 6 كم، وفيها مرمى الجمار ومذبح الهدي، وعلى مقربة منها غار كان يتعبّد فيه النبي صلی الله عليه وآله وسلم أحيانا ونزلت عليه سورة المرسلات، وسُمي غار المرسلات، ويقال: إن إبراهيم عليه السلام همّ في منى بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، ولذا كانت موضع الذبح بـالحج، وهي أقرب المواقع الثلاثة الرئيسية إلى مكة، ثم المشعر الحرام، ثم عرفة، وبها مسجد الخيف، وهو مسجد كبير ذو فضاء واسع مربع يحيط به سور وفي وسطه قبة كبيرة أقيمت على مكان يصلي فيه الناس، وهو المكان الذي صلّى فيه النبي صلی الله عليه وآله وسلم. إنَّ مشعر مِنى عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال فمن الشمال الغربي جمرة العقبة، ومن الجنوب الشرقي وادي محسر، ومن الشمال جبل القويس، ومن الجنوب جبل مثيبر. وادي محسر: وهو واد يقع بين منى ومزدلفة سمى بذلك لأن فيل أبرهة كَلَّ فيه وأعيا (فَحَسَّرَ) أصحابه بفعله وأوقعهم فى الحسرات، يمر الحجاج به عند خروجهم من المزدلفة يوم عيد الأضحى متجهين إلى منى، وهو بداية حدود منى. الجمرات الثلاث: الجمرات جمع جمرة وهي التي ترمى في منى، وهي ثلاث: الجمرة الأولى، والوسطى، وجمرة العقبة، وهي مجتمع الحصى في منى. محل ذبح الهدي: يقوم الحجاج في يوم عيد الأضحى بذبح هديهم في منى وأن كلّ أرض منى هي موضعٌ للذبح، وكان موضع ذبح أضحية الرسول الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم بين الجمرة الأولى والوسطى.
جاء في موقع سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني عن المبيت بمنى أيام الحج: السؤال: هل يجب العودة الى منى يوم الثاني عشر لمن عرف انه لايدرك الزوال فيها كمن خرج منه صباحاً ليطوف واخذه الزحام؟ الجواب : اذا خلف فيها ما يقتضي العود لزمه العود ليكون نفره منه قبل الغروب من اليوم نفسه او بعد الرمي من نهار اليوم الثالث عشر، والاحوط لزوماً ان يعود وان لم يخلف فيها ما يقتضي العود، وبالجملة ليس المناط ادراك الزوال في منى في اليوم الثاني عشر بل عدم النفر قبل الزوال من ذلك اليوم فيجوز ان يرجع بعد الزوال ليكون نفره عقيب ذلك. السؤال : اذا لم يبت الحاج في منى النصف الاول من الليل ولا النصف الاخر وبدلاً من ذلك ذهب الى البيت الحرام قبل منتصف الليل بساعة وانشغل بالعبادة حتى طلوع الفجر فهل يكفي ذلك؟ الجواب نعم يكفيه عن المبيت في منى في تلك الليلة. السؤال : اذا انتهى من اعماله بعد منتصف الليل فهل له ان يذهب الى منزله الواقع في (مكة الجديدة) لبعض ضرورياته ثم يعود الى منى؟ الجواب: لا يجوز الا اذا كان مضطراً الى التاخير في الرجوع الى منى. السؤال: وما الحكم اذا خرج من منى قبيل الغروب لاداء الاعمال، ولكن ذهب الى منزله الواقع في (مكة الجديدة) لساعة او ساعتين ثم ذهب للطواف والسعي، ولم يرجع الي منى الا بعد منتصف الليل؟ الجواب : تلزمه كفارة شاة على الاحوط. السؤال: اذا رجم الرجل الجمرة صبيحة يوم الثاني عشر ثم رجع الى مكة فهل يجب عليه العود الى منى قبل الزوال؟ الجواب : اذا خرج الحاج من منى بعد الرمي قبل الزوال وكانت له فيها علقة تقتضي العود ـ كان خلف اثقاله فيها ـ لزمه العود اليها، بل الاحوط لزوما العود وان لم تكن له فيها علقة تقتضيه، والاظهر جواز الخروج في الفرض الاول والاحوط لزوماً تركه في الفرض الثاني ، وعلى كل تقدير فلايجب ان يكون عوده الى منى قبل الزوال بل يجوز ان يكون بعده ايضاً لان العبرة بان لا يكون النفر قبل الزوال فيجوز ان يرجع بعد الزوال ليكون نفره منها قبل الغروب من نفس اليوم بعد الرمي في نهار اليوم الثالث عشر. السؤال: هل المبيت في الخيام المخصصة للعراقيين في مني والواقعة قرب نفق المعيصم ليلة الحادي عشر من ذي الحجة مجزياً على اعتبارها تقع خارج منى القديمة؟ الجواب : اذا كانت خارج منى كالمنصوبة في وادي النار فلا يجزي المبيت فيها فمن تمكن من المبيت في منى ومع ازدحام الحجاج فيها ان يبيت في وادي محسر يلزمه ذلك. السؤال : اذا دخلت نفق الملك فهد متجهاً الى منى من جهة العدل فهل خروجي من النفق من جهة منى اعتبر دخلت منى وإلاّ لابد ان انزل عند الكبري عند الجمرات للمبيت في منى. وان كانت هذه المنطقة لا تعتبر من منى؟ الجواب : لابد من الوثوق من ان موضع مبيتك في منى فان لم تتيقن فعليك الكفارة. السؤال: هل يكفي البقاء مشتغلاً بالعبادة في الأحياء المستحدثة في مكة بدلاً عن المبيت في منى أو أن ذلك يختص بمكة القديمة؟ الجواب: يكفي ما ذكر أيضاً .السؤال: إذا كان النفر بعد ظهر يوم الثاني عشر شاقاً على النساء والضعفاء فهل يجوز لهم النفر قبله أم يجب البقاء ليلة الثالث عشر؟ الجواب: إن أمكنهم المبيت في منى في ليلة الثالث عشر من غير حرج شديد تعين وإلا جاز لهم الخروج منها قبل الزوال .السؤال: إذا خرج الحاج من منى في اليوم الثاني عشر وترك رحله بنية الرجوع فإلى متى يحق له التأخير في الرجوع؟ الجواب : يجوز أن يرجع قبل الغروب ولا يجوز التأخير إلى ما بعده .السؤال: المعذور من المبيت في منى هل يلزمه الذهاب إليها للنفر منها؟ الجواب : يلزمه الذهاب إليها للرمي في اليوم الثاني عشر فأن كان معذوراً عن مباشرة الرمي لم يلزمه الذهاب للنفر .السؤال: نتيجة للازدحام الشديد وضيق المكان في منى ترتفع أجور السكن فيها ولا يمكن السكن داخل منى في الشوارع والأرصفة لممانعة السلطات أو بسبب الشعور بالحرج كما بالنسبة إلى النساء فهل يكفي أن يبيت الحاج في وادي محسر أو العزيزية؟ الجواب: يجوز أن يبيت في وادي محسر ولا يجوز ذلك في العزيزية ونحوها .
ويستطرد المرجع السيد السيستاني حفظه الله في موقع مكتبه عن المبيت بمنى: السؤال: إذا خرج الحاج من منى في اليوم الثاني عشر قبل الزوال فما هو حكمه وهل عليه كفارة في الحالات التالية :١ ـ إذا كان خروجه عن جهل بالحكم أو نسياناً أو غفلة ولم يرجع إليها بعد الالتفات تسامحاً وإهمالاً؟ ٢ ـ إذا كان خروجه عن جهل بالحكم أو نحوه ولكنه لم يرجع بعد الالتفات لفوات الأوان؟ ٣ ـ إذا كان خروجه عن جهل بالحكم أو نحوه ورجع إلى منى بعد الالتفات قبل الزوال؟ ٤ ـ إذا كان خروجه عن عمد أو تسامح ولم يرجع إليها حتى فات الأوان؟ ٥ ـ إذا كان خروجه عن عمد أو ما بحكمه ثم تاب ورجع إليها قبل الزوال؟ ٦ ـ إذا كان خروجه عن عمد أو ما بحكمه أو عن جهل أو نحوه ولما حاول الرجوع أدركه الزوال وهو في الطريق فهل عليه شيء ؟ الجواب: ١ ـ كان الواجب عليه الرجوع وأن لم تكن له في منى علقة تقتضي العود على الأحوط .٢ ـ لا شيء عليه ولكن لا يفوت (الأوان) بحلول الظهر لأن الممنوع على الحاج أن ينفر قبل الزوال ولا يجب أن يكون في منى قبل الزوال .٣ ـ لا شيء عليه .٤ ـ يأثم بذلك ولكن لا كفارة عليه .٥ ـ لا شيء عليه .٦ ـ يلزمه الرجوع لينفر قبل الغروب أو في نهار اليوم الثالث عشر. السؤال: هل أن احتمال حدوث الحريق في منى عذر مسوغ لترك المبيت فيها؟ الجواب: لا ، إلا إذا كان بدرجة يصدق عليه الخوف عند العقلاء .السؤال: إذا نفر قبل غروب اليوم الثاني عشر وخرج من منى ثم أجبرته الشرطة على العود إليها فلم يتمكن من الخروج منها قبل الغروب هل يجب عليه المبيت والرمي؟ الجواب: مع صدق النفر على خروجه بأن خرج عازماً على عدم العود مع عدم بقاء علقة له في منى تقتضي العود فلا يبعد عدم وجوب المبيت والرمي عليه. السؤال: إذا خرج من منى قبل الغروب وانتهى من أعماله قبيل منتصف الليل ورجع إلى منى ولكنه لم يصل إليها إلا بعد منتصف الليل فما هو حكمه، وما الحكم إذا كان سبب التأخير ازدحام الطريق ونحوه مما هو خارج عن أراد المكلف؟ الجواب: إذا حصل عائق اتفاقي من وصوله إلى منى قبيل منتصف الليل بعد خروجه من مكة فلا شيء عليه وأما لو كان يعلم بأنه لو لم يخرج من مكة قبل منتصف الليل بساعتين مثلاً فلا يمكنه الوصول إلى منى قبيل منتصف الليل للزحام في الطريق ومع ذلك أخر الخروج فالأحوط ثبوت الكفارة عليه. السؤال: هل يكفي الاشتغال بالعبادة في مكة من أول الليل إلى نصفه وهل يكفي في العبادة النظر إلى الكعبة وقراءة القرآن واطافة الحجيج والإجابة على الأسئلة الدينية ؟ الجواب: الاشتغال بالعبادة في مكة في النصف الأول من الليل لا يوجب سقوط وجوب المبيت بمنى في النصف الثاني وإنما يوجبه الاشتغال بالعبادة من قبل منتصف الليل إلى الفجر ، وتكفي الأعمال المذكورة مع الإتيان بها بقصد القربة لصدق كونه في طاعة الله تعالى .السؤال: إذا نام قبل وقت البيتوتة بمنى قاصداً لها ولم ينتبه حتى انتهى الوقت فماذا عليه؟ الجواب: لا شيء عليه .السؤال: إذا أخره الزحام من الوصول إلى منى وقت الغروب فوصل بعده بدقائق وبقي فيه حتى منتصف الليل وعاد بعده إلى مكة فهل عليه شيء؟ الجواب: عليه دم شاة .السؤال: هل أن نصف الليل في المبيت بمنى يحتسب إلى طلوع الشمس أو إلى طلوع الفجر ؟ الجواب: إلى طلوع الفجر .السؤال: إذا ترك مقداراً من المبيت في منى عن عذر فهل عليه كفارة ؟ الجواب: إذا بقي في منى من أول الليل إلى نصفه أو من قبيل النصف إلى طلوع الفجر فلا شيء عليه وإلا فالأحوط لزوما أن يكفر بشاة . السؤال: إذا خرج من مكة ولم يصل إلى منى أول الليل وتأخر بمقدار نصف ساعة أو ساعة مثلاً فهل يجب عليه المبيت في النصف الثاني؟ الجواب: نعم يجب عليه في هذه الصورة المبيت في النصف الثاني من الليل.
https://telegram.me/buratha