الصفحة الإسلامية

هبوط آدم عليه السلام ومفهوم الهبوط في القرآن الكريم (ح 5)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: ما هي جنّة آدم عليه السّلام؟ يبدو أن الجنّة التي مكث فيها آدم قبل هبوطه إلى الأرض، لم تكن الجنّة التي وعد بها المتقون. بل كانت من جنان الدنيا، و صقعا منعّما خلّابا من أصقاع الأرض. و دليلنا على ذلك: أوّلا: الجنّة الموعودة في القيامة نعمة خالدة، و القرآن ذكر مرارا خلودها، فلا يمكن إذن الخروج منها. ثانيا: إبليس الملعون ليس له طريق للجنّة، و ليس لوسوسته مكان هناك. ثالثا: وردت عن أهل البيت عليهم السّلام روايات تصرّح بذلك. منها ما روي عن الإمام جعفر بن محمّد الصّادق عليه السّلام‌ كما جاء في كتاب الكافي أنه سئل عن جنّة آدم، فقال: (جنّة من جنّات الدّنيا، يطلع فيها الشّمس و القمر، و لو كان من جنان الاخرة ما خرج منها أبدا). من هذا يتضح أن هبوط آدم و نزوله إلى الأرض لم يكن مكانيا بل مقاميا. أي أنه هبط من مكانته السامية و من تلك الجنّة المزدانة. من المحتمل أيضا أن تكون هذه الجنّة غير الخالدة في إحدى الكواكب السماوية، و في بعض الرّوايات الإسلامية إشارة إلى أن هذه الجنّة في السماء. غير أنّ من الممكن أن يكون المقصود بالسماء في هذه الرّوايات (المقام الرفيع) لا (المكان المرتفع). على كل حال، توجد شواهد كثيرة على أن هذه الجنّة هي غير جنّة الخلد الموعودة. لأن جنّة آدم بداية مسير الإنسان و جنّة الخلد نهايتها. و هذه مقدمة لأعمال الإنسان و مراحل حياته، و تلك نتيجة أعمال الإنسان و مسيرته.

جاء في شبكة المعارف الاسلامية الثقافية: الخروج من الجنة: ماكاد آدم وحوّاءُ، يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها، حتى نادى منادٍ من لدن العرش الإلهي، أن: (ياآدم، اخرج من جواري، فإنه لايُجاوِرُني مَن عصانيْ). وبكى آدم عليه السلام لما سمع الأمر الإلهيّ له بالخروج من الجنة. وبكت الملائكة لهذا المخلوق الذي سجدت له تكريماً. فبعث الله عزّ وجلّ جبرائيل عليه السلام ، فأهبط آدم إلى الأرض، وتركه على جبل سرنديب في بلاد الهند، وعاد فأنزل حوّاء إلى جُدَّة. ثم أنّ الله سبحانه وتعالى، أمر آدم أن يتوجّه من الهند إلى مكة المكرّمة، فتوجّه آدم إليها حتى وصل إلى الصفا. ونزلت حواء بأمر الله إلى المروة، حتى التقيا من جديد في عرفة. وهناك دعا آدم ربّه مستغفراً: اللهم بحق محمد وآله والأطهار، أقلني عثرتي، واغفر لي زلتي، وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها. الرحمة والغفران: "فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ" (البقرة 37) وأوحى الله عزوجلّ إلى جبرائيل عليه السلام: إني قد رحمت آدم وحوّاء، فاهبط عليهما بخيمةٍ من خيم الجنة، واضربها لهما مكان البيت وقواعده، التي رفعتها الملائكة من قبل، وأنرها لهما بالحجر الأسود. فهبط جبرائيل عليه السلام بالخيمة ونصبها، فكان المسجد الحرام منتهى أوتادها، وجاء بآدم وحواء إليها. ثم إنّه سبحانه أمر جبرائيل بأن يُنَحّيهما منها، وأن يبني لهما مكانها بيتاً بالأحجار، يرفع قواعده، ويتم بناءه للملائكة والخلق من آدم وولده، فعمد جبرائيل إلى رفع قواعد البيت كما أمره الله. وأقال الله آدم عثرته، وغفر زلته، ووعده بأن يعيده إلى الجنة التي أُخرج منها. وأوحى سبحانه إليه، أن: ياآدم، إني إجمع لك الخير كله في أربع كلمات: واحدة منهن لي، أن تعبدني، ولاتشرك بي شيئاً، وواحدة منهن لك: أجازيك بعملك، أحوجَ ماتكون، وكلمة بيني وبينك: عليك الدعاء ومني الإجابة، وواحدة بينك وبين الناس من ذريتك، ترضى لهم ماترضى لنفسك. وهكذا، أنزل الله على آدم عليه السلام دلائل الألوهية والوحدانية، كما علمه الفرائض والأحكام والشرايع، والسنن والحدود.

كل سورة فيها قصة نبي الله آدم عليه السّلام وإبليس فهي سورة مكيّة، باستثناء سورة البقرة. قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله: (يوم الجمعة سيّد الأيام، وأعظم عند الله عزّ وجلّ من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خصالٍ: خلق الله عزّ وجلّ فيه آدم عليه السلام، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفّى الله آدم، وفيه ساعةٌ لا يسأل الله العبد فيها شيئاً إلاّ آتاه ما لم يسأل حراماً. وما من مَلَكٍ مقرَّبٍ ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا برّ ولا بحر، إلا وهنَّ يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة). جاء في تفسير التبيان للشيخ الطوسي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: وفيه (كانت عصى موسى لآدم عليه السلام حين انتزعت من شجرتها، يصنع بها ما كان يصنع موسى، وتلقف ما يأفكون وتصنع ما تؤمر به، إنها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون يفتح لها شعبتان: إحداهما في الارض والاخرى في السقف وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها). وعن موسوعة الامام الخوئي للسيد أبوالقاسم الخوئي: الدلوك: أخذ الشمس في الهبوط والاقتراب من الأُفق بعد نهاية الارتفاع والابتعاد عنه.

الخامس والعشرون من ذي القعدة يوم دحو الأرض، وهو أحد الأيّام الأربعة التي خُصّت بالصيام بين أيّام السنة كما ورد في مفاتيح الجنان للقمي. وفي بعض الروايات يُذكر أنّ صيامه يعدل صيام سبعين سنة، إذ هو كفّارة لذنوب سبعين سنة. عن الصَّيقل قال: (خرج علينا الإمام أبو الحسن الرضا عليه السلام بـ"مَرُو" في يوم خمسٍ وعشرين من ذي القعدة فقال: صوموا، فإنّي أصبحت صائماً. قلنا: جُعِلنا فداك، أيّ يوم هو؟ قال: يوم نُشرت فيه الرحمة، ودُحيت فيه الأرض، ونُصبت فيه الكعبة، وهبط فيه آدم عليه السلام).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك