الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في المعاجم: دَحْو: (اسم)، دَحْو: مصدر دَحا، دَحا: (فعل)، دحا يَدحو، ادْحُ ، دَحْوًا، فهو داحٍ، والمفعول مَدْحُوّ، دَحَا اللَّهُ الأرْضَ: بَسَطَهَا، النازعات آية 30 "والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاها" (النازعات 30)، دَحَا الحَجَرَ: رَمَى بِهِ، دَفَعَهُ، دَحَا البَطْنُ: اِسْتَرْخَى وَتَدَلَّى إلَى أَسْفَلَ، دَحَا الْمَاشِيَةَ: سَاقَهَا، دَحَا الفَرَسُ: جَرَّ يَدَيْهِ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ، دحا: (اسم) دحا اللهُ الأرضَ: بَسَطَها ومَدَّها ووَسَّعَها على هيئة بيضة للسُّكنى والإعمار، داحَى: (فعل)، دَاحَاهُ : راماه بالمَدإحِي وسابَقَه بها، دحا الله الأرض: بَسَطَها ومَدَّها ووَسَّعَها على هيئة بيضة للسُّكنى والإعمار، ''دحا الخبَّازُ العجينةَ- "وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا'' (النازعات 30). يوم دحو الأرض: (مصطلحات فقهية) اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة، وسمي كذلك لأن فيه دحيت الكعبة عن الماء. مَدْحُوّ: (اسم)، مَدْحُوّ: اسم المفعول من دَحا. الدَّحْوُ: البَسْطُ، دَحَا الأَرضَ يَدْحُوها دَحْواً: بَسَطَها وقال الفراء في قوله عز وجل: والأَرض بعد ذلك دَحاها، قال: بَسَطَها. دحو: الفرس الذي جر يديه على وجه الأرض، وبطن داح: مسترخ لعظمه والداحي الشيء: باسطه وموسعه.
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وَ الْأَرْضَ مَدَدْناها وَ أَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ" (الحجر 19) (المد)، في الأصل بمعنى: التوسعة و البسط، و من المحتمل أن يراد به إخراج القسم اليابس من الأرض من تحت الماء، لأنّ سطح الأرض (كما هو معلوم) كان مغطى بالمياه بشكل كامل نتيجة للأمطار الغزيرة، و استقرت المياه على سطح الأرض بعد أن مرّت السنين الطويلة على انقطاع الأمطار، و بشكل تدريجي ظهرت اليابسة من تحت الماء، و هو ما تسمّيه الرّوايات ب (دحو الأرض). و من جهة أخرى هناك روايات عديدة تقول: إنّ اليابسة قد انتشرت من تحت الكعبة، و هو ما أطلق عليه اسم (دحو الأرض). الرّوايات الإسلامية تصرّح بأنّ الأرض كانت في البداية مغطاة جميعها بالماء، ثمّ بدأت اليابسة تظهر بشكل تدريجي من تحت هذه المياه. (تؤيد النظريات العلمية الآن هذا المعنى). ثمّ تخبرنا الرّوايات بأنّ منطقة الكعبة كانت أوّلا منطقة ظهرت من تحت الماء، ثمّ بدأت اليابسة بالاتساع من جوار الكعبة، و يعرف ذلك بدحو الأرض. و هكذا يتّضح أن مكّة هي أصل و أساس لجميع القرى و المدن على سطح الأرض، لذا فمتى قيل "أُمَّ الْقُرى وَ مَنْ حَوْلَها" (الشورى 7) فالمعنى سيشمل جميع الناس على سطح الكرة الأرضية.
جاء في المعاجم: طَحْو: (اسم)، طَحْو: مصدر طحا، طَحَاه طَحْواً وطُحُوّاً: بسطه، وطَحَى الشيء يَطْحِيه طَحْياً : بَسَطَه أَيضاً، الأَزهري: الطَّحْو كالدَّحْو، وهو البَسْطُ، وفيه لغتان طَحَا يَطْحُو وطَحَى يَطْحَى. والطَّاحِي: المُنْبَسِطُ، "والأرضِ وما طَحاها" (الشمس 6) قال الفراء: طَحاها ودَحاها واحدٌ. جاء الطحو بمعنى أفراش الآرض بالهواء الجوي من الأبخرة المتصعدة بتلامس الماء النازل مع جسم الأرض المنصهر لحين تيبست وصلبت.
قال الإمام الصادق عليه السلام: إنّ الله تعالى دحا الأرض مِن تحت الكعبة إلى مِنى، ثمّ دحاها مِن مِنى إلى عَرَفات، ثمّ دحاها من عَرَفات إلى مِنى. فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة. وعن الإمام الرضا عليه السلام قال: وعلّة وضع البيت (أي الكعبة المشرّفة) وسطَ الأرض، أنّهال موضع الذي مِن تحته دُحيت الأرض. وهي أوّل بقعةٍ وُضعت في الأرض؛ لأنّها الوسط، ليكون الغرض لأهل الشرق والغرب في ذلك سواء.
وقد ورد عن الشّيخ في المصباح انّه يستحبّ قراءة هذا الدّعاء يوم دحو الأرض 25 ذو القعدة: (اللّهُمَّ داحِيَ الْكَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَة، أسْألُكَ في هذَا الْيَوْمِ مِنْ أيّامِكَ الَّتي أعْظَمْتَ حَقَّها، وَأقْدَمْتَ سَبْقَها، وَجَعَلْتَها عِنْدَ الْمُؤْمِنينَ وَديعَةً، وَإِلَيْكَ ذَريعَةً، وَبِرَحْمَتِكَ الْوَسيعَةِ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ الْمُنْتَجَبِ فِي الْميثاقِ الْقَريبِ يَوْمَ التَّلاقِ، فاتِقِ كُلِّ رَتْق، وَداع إِلى كُلِّ حَقِّ، وَعَلى أهْلِ بَيْتِهِ الأطْهارِ الْهُداةِ الْمَنارِ دَعائِمِ الْجَبّارِ، وَوُلاةِ الْجَنَّةِ وَالنّارِ، وَأعْطِنا في يَوْمِنا هذا مِنْ عَطائِكَ الَْمخْزوُنِ غَيْرَ مَقْطوُع وَلا مَمْنوُع، تَجْمَعُ لَنا بِهِ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الأوْبَةِ، يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ، وَأكْرَمُ مَرْجُوٍّ، يا كَفِيُّ يا وَفِيُّ يا مَنْ لُطْفُهُ خَفِيٌّ أُلْطُفْ لي بِلُطْفِكَ، وَأسْعِدْني بِعَفْوِكَ، وَأيِّدْني بِنَصْرِكَ، وَلا تُنْسِني كَريمَ ذِكْرِكَ بِوُلاةِ أمْرِكَ، وَحَفَظَةِ سِرِّكَ، وَاحْفَظْني مِنْ شَوائِبِ الدَّهْرِ إِلى يَوْمِ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، وَأشْهِدْني أوْلِياءِكَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسي، وَحُلُولِ رَمْسي، وَانْقِطاعِ عَمَلي، وَانْقِضاءِ أجَلي، اللّهُمَّ وَاذْكُرْني عَلى طُولِ الْبِلى إِذا حَلَلْتُ بَيْنَ أطْباقِ الثَّرى، وَنَسِيَنِي النّاسُونَ مِنَ الْوَرى، وَأحْلِلْني دارَ الْمُقامَةِ، وَبَوِّئْني مَنْزِلَ الْكَرامَةِ، وَاجْعَلْني مِنْ مُرافِقي أوْلِيائِكَ وَأهْلِ اجْتِبائِكَ وَاصْطَفائِكَ، وَباركْ لي في لِقائِكَ، وَارْزُقْني حُسْنَ الْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الأجَلِ، بَريئاً مِنَ الزَّلَلِ وَسوُءِ الْخَطَلِ، اللّهُمَّ وَأوْرِدْني حَوْضَ نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاسْقِني مِنْهُ مَشْرَباً رَوِيّاً سائِغاً هَنيئاً لا أظْمَأُ بَعْدَهُ وَلا أُحَلأ وِرْدَهُ وَلا عَنْهُ أُذاد، وَاجْعَلْهُ لي خَيْرَ زاد، وَأوْفى ميعاد يَوْمَ يَقُومُ الأشْهادُ، اللّهُمَّ وَالْعَنْ جَبابِرَةَ الأوَّلينَ وَالآْخِرينَ، وَبِحُقُوقِ أوْلِيائِكَ الْمُسْتَأثِرِينَ اللّهُمَّ وَاقْصِمْ دَعائِمَهُمْ وَأهْلِكْ َأشْياعَهُمْ وَعامِلَهُمْ، وَعَجِّلْ مَهالِكَهُمْ، وَاسْلُبْهُمْ مَمالِكَهُمْ، وَضَيِّقْ عَلَيْهِمْ مَسالِكَهُمْ، وَالْعَنْ مُساهِمَهُمْ وَمُشارِكَهُمْ، اللّهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ أوْلِيائِكَ، وَأرْدُدْ عَلَيْهِمْ مَظالِمَهُمْ، وَأظْهِرْ بِالْحَقِّ قائِمَهُمْ، وَاجْعَلْهُ لِدينِكَ مُنْتَصِراً، وَبِأمْرِكَ في أعْدائِكَ مُؤْتَمِراً اللّهُمَّ احْفُفْهُ بِمَلائِكَةِ النَّصْرِ وَبِما ألْقَيْتَ إِلَيْهِ مِنَ الأمْرِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مُنْتَقِماً لَكَ حَتّى تَرْضى وَيَعوُدَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَديداً غَضّاً، وَيَمْحَضَ الْحَقَّ مَحْضاً، وَيَرْفُضَ الْباطِلَ رَفْضاً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى جَميعِ آبائِهِ، وَاجْعَلْنا مِنْ صَحْبِهِ وَأُسْرَتِهِ، وَابْعَثْنا في كَرَّتِهِ حَتّى نَكُونَ في زَمانِهِ مِنْ أعْوانِهِ، اللّهُمَّ أدْرِكْ بِنا قِيامَهُ، وَأشْهِدْنا أيّامَهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَأرْدُدْ إِلَيْنا سَلامَهُ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ).
https://telegram.me/buratha