الصفحة الإسلامية

كلمات مترابطة في القرآن الكريم (دحاها و طحاها) (ح 2)


الدكتور فاضل حسن شريف

قال الله تعالى عن طحاها "وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا" (الشمس 6) طَحَاهَا: طَحَى فعل، هَا ضمير، الطَّحا: المنبسط من الأرض، و ما طحاها: و الذي بَـسَـطها و وَطّـأها، وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا: ومن بسطها ووطأها، أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها، فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير، قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير، وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي. ورد أن دحاها: بسطها ومهّدها، طحاها: وسّعها من جوانبها.

الطحو تسهيل السكن والدوران حول الشمس وحصول الفصول الاربعة لان تسلسل سورة الشمس يبين ان الشمس خلقت قبل الارض، وانفصال الارض والقمر لتدور الارض حول الشمس وبعدها خلقت النفس, قال الله سبحانه وتعالى "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا" (الشمس 1-7). في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي الضحى انبساط الشمس وامتداد النهار وسمي الوقت به، والضمير للشمس، وفي الآية إقسام بالشمس وانبساط ضوئها على الأرض. وقوله تعالى "وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا" (الشمس 2) القمر هو كوكب سيار يدور حول الارض وينيرها ليلا، واذا ظرف يدل في اكثر الحالات على الزمن المستقبل، وتلاها اي تبعها. عن الطباطبائي في الميزان قوله تعالى: "وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا" (الشمس 3) التجلية الاظهار والابراز، وضمير التأنيث للأرض، والمعنى وأقسم بالنهار إذا أظهر الأرض للابصار. وقيل: ضمير الفاعل في "جلاها " للنهار وضمير المفعول للشمس، والمراد الأقسام بحال إظهار لنهار للشمس فإنها تنجلي وتظهر إذا انبسط النهار، وفيه أنه لا يلائم ما تقدمه فان الشمس هي المظهرة للنهار دون العكس. و قوله تعالى: "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا" (الشمس 4) أي يغطي الأرض، فالضمير للأرض كما في "جلاها". قوله تعالى: "وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا" (الشمس 5-6) طحو الأرض ودحوها بسطها، و "ما " في "وما بناها " و "ما طحاها " موصولة، والذي بناها وطحاها هو الله تعالى والتعبير عنه تعالى بما دون من لايثار الابهام المفيد للتفخيم والتعجيب فالمعنى وأقسم بالسماء والشئ القوي العجيب الذي بناها وأقسم بالأرض والشئ القوي العجيب الذي بسطها. وقيل: ما مصدرية والمعنى وأقسم بالسماء وبنائها والأرض وطحوها، والسياق وفيه قوله: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَىٰهَا" (الشمس 7-8).

جاء عن منتدى مدرسة الامام الحسين عليه السلام الدينية عن الفرق بين الدحو والطحو للسيد علاء الربيعي: معنى دحاها: أي بسطها، ومدّها، وأوسعها، وجعلها صالحة للسكن. اما الطحو كما في قوله "وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا" (الشمس 6) فله معنيان طحا الكره رمى بها بعيده فصارت الأرض بعد دحوها رمي بها بعيد كي تدور. المعنى الاخر الدحو الكتله والطحو للسطح الخارجي. وخير مثال على ذلك العجين فبعد دحوه ككتله ثم كي يكون طبقات كطبقات الأرض غير المنفصلة عن بعضها البعض تحتاج إلى طحو كي تتماسك ولا تنفصل طبقة عن آخرة.

قال المفيد في الإرشاد عن داحي باب خيبر: (ولما قتل أمير المؤمنين عليه السلام مرحباً رجع من كان معه وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه، فصار أمير المؤمنين عليه السلام إليه فعالجه حتى فتحه، وأكثر الناس من جانب الخندق لم يعبروا معه، فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام باب الحصن فجعله على الخندق جسراً لهم حتى عبروا وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم. فلما انصرفوا من الحصن أخذه أمير المؤمنين عليه السلام بميناه، فدحا به أذرعاً من الأرض، وكان الباب يغلقه عشرون رجلا منهم). جاء في بحار الانوار للعلامة المجلسي في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام (السلام على قائد الغر المحجلين، السلام على يعسوب الدين، السلام على قدوة المؤمنين، السلام على العالم بالكتاب، السلام على الناطق بالصواب، السلام على ذي الحكمة وفصل الخطاب، السلام على العالم بالأنساب و الأسباب، السلام على داحي باب خيبر، السلام على أبي شبير وشبر، ورحمة الله وبركاته).

تكملة للحلقة السابقة جاء في شبكة المعارف الاسلامية الثقافية: 1- الليلة الخامسة والعشرون من ذي القعدة ليلة دَحو الأرض، وهي ليلة شريفة تنزل فيها رحمة الله تعالى. وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل. روي عن الإمام الرضا عليه السلام قوله: (ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة وُلد فيها إبراهيم عليه السلام، وولد فيها عيسى بن مريم عليه السلام، وفيها دُحيت الأرض من تحت الكعبة. فمَن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستّين شهراً). 2- اليوم الخامس والعشرون - يوم دحو الأرض، وهو أحد الأيّام الأربعة التي خُصّت بالصيام بين أيّام السنة. وفي بعض الروايات يُذكر أنّ صيامه يعدل صيام سبعين سنة، إذ هو كفّارة لذنوب سبعين سنة. عن الصَّيقل قال: (خرج علينا الإمام أبو الحسن الرضا عليه السلام بـ"مَرُو" في يوم خمسٍ وعشرين من ذي القعدة فقال: صوموا، فإنّي أصبحت صائماً. قلنا: جُعِلنا فداك، أيّ يوم هو؟ قال: يوم نُشرت فيه الرحمة، ودُحيت فيه الأرض، ونُصبت فيه الكعبة، وهبط فيه آدم عليه السلام). 3. وفي بعض الأخبار: من صام هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مئة سنة، ويستغفر لمن صامه كلُّ شيء بين السماء والأرض. فعن أمير المؤمنين عليه السلام: (إنّ أوّل رحمة نزلت من السماء إلى الأرض في خمس وعشرين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة فله عبادة مئة سنة صام نهارها وقام ليلها. وأيّما جماعة اجتمعت في ذلك اليوم في ذِكر ربّهم عزّ وجلّ لم يتفرّقوا حتّى يُعطَوا سُؤلهم، وينزل في ذلك اليوم ألف ألف رحمة، يوضع منها تسع وتسعون في حَلق الذاكرين والصائمين في ذلك اليوم والقائمين في تلك الليلة). 4. ويُستحبّ الغُسل في يوم دحو الأرض، فضلاً عن الصيام والعبادة وذِكر الله تبارك وتعالى. 5. وإلى ذلك هنالك عملان: الأول: صلاة مرويّة، وهي ركعتان تُصلّى عند الضحى بـ "الحمد" مرّة و"الشمس" خمس مرّات، ويقول المصلّي بعد التسليم: لا حول و لا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم. ويقول بعد التّسليم: (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَليِِّ الْعَظيمِ )، ثمّ يدعو ويقول: (يا مُقيلَ العَثَراتِ أقِلْني عَثْرَتي، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ أجِبْ دَعْوَتي، يا سامِعَ الأصْواتِ اِسْمَعْ صَوْتي وَارْحَمْني وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتي وَما عِنْدي يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرامِ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك