الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى عن كلمة اقلاب ومشتقاتها "لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ " ﴿البقرة 143﴾، و "قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" ﴿البقرة 144﴾، و "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" ﴿آل عمران 144﴾، و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ" ﴿آل عمران 149﴾، و "فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ" ﴿آل عمران 174﴾، و "لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ" ﴿آل عمران 196﴾، و "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ" ﴿المائدة 21﴾، و "وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" ﴿الأنعام 110﴾، و "فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ" ﴿الأعراف 119﴾، و "قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ" ﴿الأعراف 125﴾، و "لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ" ﴿التوبة 48﴾، و "سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ۖ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" ﴿التوبة 95﴾، و "وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" ﴿يوسف 62﴾، و "أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ" ﴿النحل 46﴾.
ورد مصطلح الاقلاب في تلاوة القرآن الكريم عند اقلاب النون الى ميم في مواضع كما قال الله جلت قدرته في سورة آل عمران "إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم بعده لوجود حرف باء بعدها) بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (ال عمران 160)، و "أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في كمن وتقرأ كمم باء لوجود حرف باء بعدها) بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" (ال عمران 162)، و "هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ (م: وجوب اقلاب انون التنوين الى ميم في بصير وتقرأ بصيرم لوجود حرف باء بعدها) بِمَا يَعْمَلُونَ" (ال عمران 163).
عن الموسوعة الحرة: الإقلاب هو قلب النون الساكنة أو التنوين ميمًا قبل الباء مع مراعاة الغنة والإخفاء. تقلب النون والتنوين ميما لأنها تشارك الباء في المخرج والنون في الغنة. وهو أيضا تبديل حرف مكان آخر وقلب النون الساكنة أو النون إلى ميم. قال الله عز وجل في سورة آل عمران "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في اموتا وتقرأ امواتم لوجود حرف باء بعدها عند الوصل و امواتا بسكون الالف عند الوقف لوجود ج) بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (ال عمران 169).
قال الإمام الصادق عليه السلام (مَنْ شُدِّدَ عليه في القرآن كان له أجران، ومن يُسِّرَ له كان مع الأوَّلي) و (عليكُم بتلاوة القرآن؛ فإنَّ درجاتِ الجنّة على عَدَد آيات القرآن، فإذا كان يومُ القيامة قيل لقارئ القرآن: إقْرَاْ وارقَ. فكلّما قرأ آية يرقى درجة). وفي خراسان كان الامام الرضا عليه السلام يدعو الشعراء لرثاء ظلامة ابيه واجداده عليهم السلام ومنهم دعبل الخزاعي الذي من ابياته: مدارس ايات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات. ومن أحكام تلاوة القرآن الكريم اقلاب النون الى ميم في مواضع كما في سورة آل عمران قال عز من قائل و "الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم بعد لوجود حرف باء بعدها) بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ" (ال عمران 172).
ثلاث تجارات لا تعرف الخسارة: التلاوة والصلاة والانفاق كما قال الله جلت قدرته "إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ" (فاطر 29) تجارة لن تبور اي لن تكسد. قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كما جاء في نهج البلاغة: (وعليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين والنور المبين والشفاء النافعُ والرَّيُّ النافع والعصمة التمسك والنجاة للمتعلق، لا يعوج فيقام ولا يزيغ فيستعتب، ولا تخلقه كثرة الرّد وولوج السمع. مَن قال به صدق ومن عمل به سبق). قال الله سبحانه في أحكام التلاوة عند اقلاب النون الى ميم "لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في انبياء وتقرأ الامبياء لوجود حرف باء بعدها) بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ" (ال عمران 181).
https://telegram.me/buratha