الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى عن التلاوة ومشتقاتها "وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" ﴿البقرة 113﴾، و "لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" ﴿آل عمران 113﴾، و "وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" ﴿الحج 72﴾، و "إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ" ﴿فاطر 29﴾، و "وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ" ﴿الزمر 71﴾، و "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" ﴿البقرة 44﴾، و "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" ﴿البقرة 121﴾، و "تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ" ﴿البقرة 252﴾، و "ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ" ﴿آل عمران 58﴾، و "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" ﴿آل عمران 93﴾، و "وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" ﴿آل عمران 101﴾، و "تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۗ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ" ﴿آل عمران 108﴾، و ".قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ" ﴿النساء 127﴾.
عن الإمام الصادق عليه السلام (صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار) وعنه عليه السلام (إن البيوت التي يُصَلَّى فيها بالليل بتلاوة القرآن تضئ لأهل السماء كما تضئ نجوم السماء لأهل الأرض) كما جاء في الاية "لَيْسُوا سَوَاءًۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" (ال عمران 113). والتلاوة تتطلب القراءة الصحيحة للقرآن الكريم ومنها اقلاب النون الى ميم كما في قوله تعالى في سورة البقرة "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم بني لوجود حرف باء بعدها) بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم بعد لوجود حرف باء بعدها) بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في عليم وتقرأ عليمم لوجود حرف باء بعدها) بِالظَّالِمِينَ" (البقرة 246)، و "فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في غرفة وتقرأ غرفتم لوجود حرف باء بعدها) بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في كثيرة وتقرأ كثيرتم لوجود حرف باء بعدها) بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ" (البقرة 249).
جاء في صفحة مشروع حفظ القرآن المكثف عن الفرق بين الإقلاب والإخفاء الشفوي: أن الإقلاب هو قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم، فكيف يتم النطق عمليًا؟ وذلك يكون بإضعاف مخرج الميم بأن نقلل درجة إطباق الشفتين عند النطق بالميم، وهذا ليس معناه أن يكون هناك انفراج بين الشفتين، إنما المطلوب هو نطق الميم دون كز (إطباق شديد) الشفتين عند إخراج الميم، مع مصاحبة الغنة الملازمة للميم. أما الإخفاء الشفوي للميم: فهو ليس إعدام ذاتها بالكلية، ولكن هو تقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان، وذلك بجعل انفراجة بسيطة جدًّا جدًّا قدرها العلماء بمسافة سمك ورق الشفاف الخفيف.
قال الله تعالى في سورة البقرة "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم بعدهم لوجود حرف باء بعدها) بَعْدِهِمْ مِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في من وتقرأ مم بعد لوجود حرف باء بعدها) بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ" (البقرة 253)، و "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في يؤمن وتقرأ يؤمم لوجود حرف باء بعدها) بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (البقرة 256)، و "مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ (م: وجوب اقلاب النون الى ميم في سنبلة وتقرأ سمبلة لوجود حرف باء بعدها) مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة 261).
جاء في موقع موضوع عن أمثلة الإقلاب في القرآن للكاتبة ايناس مسلم: أمثلة الإقلاب في كلمة واحدة قد يجتمع حرف الإقلاب وهو (الباء)، مع النّون السّاكنة في كلمة واحدة، عندئذٍ يقوم القارئ بقلب النّون ميماً عند النّطق بها، والأمثلة على ذلك كثيرة في القرآن الكريم، منها ما جاء في الآيات الآتية: قال الله تعالى: "قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ" (البقرة 33) فقد اجتمعت النّون الساكنة والباء في كلمة أنبئهم. قال الله تعالى: "كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ" (الهمزة 3) كما في كلمة لينبذن من اجتماع النون الساكنة بالباء في نفس الكلمة. قال الله تعالى: "يُنْبِتُ لَكُمْ" (النحل 11) كما في كلمة ينبت، حيث جاءت النون الساكنة والباء في كلمة واحدة. قال الله تعالى: "وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأنْبَاءِ" (القمر 4) إذ اجتمعت النون الساكنة وحرف الباء في كلمة الأنباء. قال الله تعالى: "وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ" (الشعراء 211) والإقلاب هنا وَقَع عند اجتماع الباء والنون الساكنة في نفس الكلمة. قال الله جل جلاله في سورة البقرة "وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ (م: وجوب اقلاب نون التنوين الى ميم في جنة وتقرأ جنتم لوجود حرف باء بعدها) بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (البقرة 265)،.
https://telegram.me/buratha