الدكتور فاضل حسن شريف
عن ابن مخنف تلا الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء "وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ" (ال عمران 178) والتي تسمى اية الاملاء التي نزلت على المشركين الذين جادلوا ابو طالب عليه السلام حول ابن اخيه محمد صلى الله عليه واله وسلم لان عناد المشركين والظالمين نتيجته دمارهم ولو بعد حين وهي مصداق لجيش يزيد.
جاء في المناهج التفسيريّة في علوم القرآن للشيخ جعفر السبهاني: روى علي بن إبراهيم بسند صحيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وقرأت عند أبي عبد الله عليه السلام "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" (ال عمران 110) فقال أبو عبد الله عليه السلام خير أُمّة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابني علي عليهم السلام ؟ فقال القارئ: جعلت فداك كيف ؟ قال : نزلت "كُنْتُمْ خَيْرَ أئمَّة أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ" ألا ترى مدح الله لهم "تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " (ال عمران 110). والاستدلال دلّ على أنّ المراد ليس كلّ الأُمّة بل بعضها بشهادة قوله سبحانه "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" (ال عمران 104) وأراد الإمام تنبيه القارئ على أن لا يغتر بإطلاق الآية ، بل يتدبّر ويقف على مصاديقها الواقعية، وانّ خير الأُمّة هم الأئمّة وهم الأُسوة، وأولياء الدين، والمخلصون من العلماء الأتقياء، لا كلّ الأُمّة بشهادة أنّ كثيراً منهم ارتكبوا أعمالاً إجرامية مشهودة. يقول الإمام الصادق عليهالسلام في هذا الشأن (فإن ظننت أنّ الله عنى بهذه الآية، جميع أهل القبلة من الموحّدين، أفترى أنّ من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر، يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة الأُمم الماضية؟ كلا: لم يعن الله مثل هذا من خلقه).
جاء في كتاب التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده للسيد محمد تقي المدرسي: قال الله سبحانه: "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران 134). ويبدو أن مصاديق الاحسان هي التي ذكرت في الاية من الانفاق في الرخاء والشدة، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس. وقوله سبحانه: "وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران 134) يهدينا الى ان قيمة الاحسان لا تخص هذه العناوين، بل كل احسان مطلوب. قال الله تعالى: إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ اْلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَآءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (آل عمران 140). هذا ايضاً من انواع علم الله بعد تحقق الحقائق، وهو اظهر مصاديق العلم. قال الله تعالى: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِين" (آل عمران 142). هذا ايضاً من نفس النوع. قوله تعالى في سورة آل عمران (آل عمران 110) و (آل عمران 104) و (آل عمران 114) نستفيد من الآيات البصائر التي تتلى ففيها تختلف مصاديق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باختلاف الازمنة والامصار، فاذا كانت الوسيلة الاقرب إليهما، إقامة المؤسسات التربوية والتثقيفية (روضات الاطفال مدارس جامعات) او تأسيس المراكز الاعلامية (دور نشر اذاعات مسموعة ومرئية) او تكوين تجمعات إلهية (هيئات جمعيات احزاب فرق مواجهة) او بناء مؤسسات خيرية (حسينيات صناديق خيرية مستشفيات) او اية وسيلة اخرى، فإن على الامة ان تسعى اليها جاهدة، حتى تقيم المعروف وتزيل المنكر. ذلك لان الامر بالمعروف كناية عن اقامته ولعل الامر اللفظي ابرز مظاهره وليس كل مصاديقه وكذلك النهي عن المنكر والله العالم.
جاء في صحيفة القران المجيد عن سورة الفاتحة للشيخ حسن جليل حردان الانباري: الشجرة الطيبة النبي وآله وهم كلمة الله الطيبة كما كان المسيح كلمة الله تعالى كما قال سبحانه: "إِذْ قَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ" (آل عمران 45-46). والمصداق للكلمة الطيبة رسول الله وآله الطيبين الطاهرين وهم شجرة طيبة ويريد الله التمثيل لحقيقة في المثل الذي ضربه الله لنبيه وأهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ويبين فيه بركاتهم وثبات دينهم ومعارفهم الحقة الموصله لرضا الله وصراطه المستقيم الذي يؤتي خيره وهداه للمؤمنين في كل حين.
جاء في شبكة النبأ المعلوماتية عن الطريق إلى فهم القرآن - الجزء الرابع للكاتب عبد الله اسكندر المالكي: ولو تأملنا أكثر في متفرقات القرآن الكريم نجد أن هناك بعض المفاهيم التي تختلف مصاديقها حسب المادة التي يتطرق إليها السياق، كما هو الحال في كلمة "أمة" التي يختلف معناها نظراً لورودها في السياق، فقد تطلق ويراد بها أمة الرسالة كما في قوله: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" (آل عمران 110).
https://telegram.me/buratha