الصفحة الإسلامية

مصداق أو مصاديق مختلفة للآية القرآنية الواحدة (سورة البقرة) (ح 3)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء عن مصاديق الصلاة والصوم للشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي: عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ" (البقرة 45) قال: (الصبر الصيام)، وقال: إذا نزلت بالرجل النازلة والشديدة فليصم فإن الله عزوجل يقول: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ" (البقرة 45)، يعني الصيام). عن النبي صلى الله عليه واله وسلم: (الصبر ثلاثة فصبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية). عن العسكري عليه السلام في قوله: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ" (البقرة 45) أي بالصبر عن الحرام و على تأدية الأمانات، وبالصبر على الرئاسات الباطلة، وعلى الاعتراف لمحمد صلى الله عليه واله وسلم بنبوته ولعلي عليه السلام بوصيته. واسْتَعينُوا بالصبر على خدمتهما، وخدمة من يأمرانكم بخدمته. قال سلمان لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أخا رسول الله صلى الله عليه واله ومن أقام الصلاة أقام ولايتك؟ قال: نعم يا سلمان تصديق ذلك قوله تعالى في الكتاب العزيز: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة 45) فالصبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والصلاة إقامة ولايتي، فمنها قال الله تعالى: "وَإِنَّها لكبيرَةٌ" (البقرة 45) ولم يقل: (وإنّهما لكبيرة) لأن الولاية كبيرة حملها إلا على الخاشعين. اشارة: أ: من باب أن في الصوم كفاً للنفس فهو من مصاديق الصبر، ولما كان الصوم مفيداً لبعض الحوادث الصعبة وليس لجميعها، فإن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم يقول فيه: (الصيام نصف الصبر). ب: لقد بينت للصبر أقسام ثلاثة إلا أنه من خلال التحليل الأولي والعقلي يُعلم أن تلك الأقسام ليست هي في عرض بعضها البعض. التصنيف الأولي للصبر بالمعنى المذكور يتلخص إما في تحمل حادثة أليمة أو تجرع هجرة شيء عذب والحادثة الأليمة، هي إما مصيبة يتحتم تحملها وهي تستبطن تجرّع فقدان محبوب وإمّا تكليف شاق لابد من تحمل الامتثال له وهو ينطوي على تحمّل التنازل عن رفاهية ما. وهجرة العذب الشيء عبارة عن ترك معصية تكون حلوة المذاق في فم الشهوة الكاذب. وهناك مواضيع أخرى مطروحة في طيّات هذا البحث تشترك جميعها في عنصري كف النفس وتجرع ما لا يُستساغ.

جاء في شبكة النبأ المعلوماتية عن الطريق إلى فهم القرآن - الجزء الرابع للكاتب عبد الله اسكندر المالكي: ولو تأملنا أكثر في متفرقات القرآن الكريم نجد أن هناك بعض المفاهيم التي تختلف مصاديقها حسب المادة التي يتطرق إليها السياق، ومثالاً على ذلك فإن مفهوم الظن في اللسان العربي يعني العلم المتأرجح بين الشك واليقين. وقد يطلق الظن ويراد به الشك كما في قوله تعالى: "ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون" (البقرة 78).

جاء في كتاب التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده للسيد محمد تقي المدرسي: عن اسحاق بن عمار ويونس قالا: سألنا أبا عبد الله (الإمام الصادق عليه السلام) "خُذُوا مَآ ءَاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ" (البقرة 93) أقوة الأبدان أو قوة في القلب؟ قال عليه السلام: فيهما جميعاً. وطرح الكسل والضجر، والتسلح بالنشاط والحيوية، هما من مصاديق القوة في التمسك بالدين. وقد جاء في حديث شريف عن الإمام الصادق عليه السلام، أنه قال: (إياك وخصلتين؛ الضجر والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق، وإن كسلت لم تؤد حقاً).

عن تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ" (البقرة 106-107) بيان الآيتان في النسخ ومن المعلوم أن النسخ بالمعنى المعروف عند الفقهاء وهو الإِبانة عن انتهاء أمد الحكم وانقضاء أجله اصطلاح متفرع على الآية مأخوذ منها ومن مصاديق ما يتحصل من الآية في معنى النسخ على ما هو ظاهر إطلاق الآية. قوله تعالى "ما ننسخ" (البقرة 106)، النسخ هو الإِزالة، يقال نسخت الشمس الظل إذا أزالته وذهبت به، ومنه أيضاً قولهم نسخت الكتاب إذا نقل من نسخة إلى أُخرى فكأن الكتاب أُذهب به وأُبدل مكانه ولذلك بدّل لفظ النسخ من التبديل في قوله تعالى "وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزّل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون" (النحل 101)، وكيف كان فالنسخ لا يوجب زوال نفس الآية من الوجود وبطلان تحققها بل الحكم حيث علق بالوصف وهو الآية والعلامة مع ما يلحق بها من التعليل في الآية بقوله تعالى "أَلَمْ تَعْلَمْ" (البقرة 106)، إلخ أفاد ذلك أن المراد بالنسخ هو إذهاب أثر الآية، من حيث أنها آية، أعني إذهاب كون الشيء آية وعلامة مع حفظ أصله، فبالنسخ يزول أثره من تكليف أو غيره مع بقاء أصله وهذا هو المستفاد من اقتران قوله ننسها بقوله "ما ننسخ" (البقرة 106)، والإِنساء إفعال من النسيان وهو الإِذهاب عن العلم كما أن النسخ هو الإِذهاب عن العين فيكون المعنى ما نذهب بآية عن العين أو عن العلم نأت بخير منها أو مثلها. ثم إن كون الشيء آية يختلف باختلاف الأشياء والحيثيات والجهات، فالبعض من القرآن آية لله سبحانه باعتبار عجز البشر عن إتيان مثله، والأحكام والتكاليف الإِلهية آيات له تعالى باعتبار حصول التقوى والقرب بها منه تعالى، والموجودات العينية آيات له تعالى باعتبار كشفها بوجودها عن وجود صانعها وبخصوصيات وجودها عن خصوصيات صفاته وأسمائه سبحانه، وأنبياء الله وأوليائه تعالى آيات له تعالى باعتبار دعوتهم إليه بالقول والفعل وهكذا، ولذلك كانت الآية تقبل الشدة والضعف. ومن جهة أُخرى الآية ربما كانت في أنها آية ذات جهة واحدة وربما كانت ذات جهات كثيرة، ونسخها وإزالتها كما يتصور بجهته الواحدة كإهلاكها كذلك يتصور ببعض جهاتها دون بعض إذا كانت ذات جهات كثيرة، كالآية من القرآن تنسخ من حيث حكمها الشرعي وتبقى من حيث بلاغتها وإعجازها ونحو ذلك. وهذا الذي استظهرناه من عموم معنى النسخ هو الذي يفيده عموم التعليل المستفاد من قوله تعالى "ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير * ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض" (البقرة 106-107)، وذلك أن الإِنكار المتوهم في المقام أو الإِنكار الواقع من اليهود على ما نقل في شأن نزول الآية بالنسبة إلى معنى النسخ يتعلق به من وجهين أحدهما من جهة أن الآية إذا كانت من عند الله تعالى كانت حافظة لمصلحة من المصالح الحقيقية لا تحفظها شيء دونها، فلو زالت الآية فاتت المصلحة ولن تقوم مقامها شيء تحفظ به تلك المصلحة، ويستدرك به ما فات منها من فائدة الخلقة ومصلحة العباد، وليس شأنه تعالى كشأن عباده ولا علمه كعلمهم بحيث يتغير بتغير العوامل الخارجية فيتعلق يوماً علمه بمصلحة فيحكم بحكم ثم يتغير علمه غداً ويتعلق بمصلحة أُخرى فاتت عنه بالأمس، فيتغير الحكم، ويقضي ببطلان ما حكم سابقاً، وإتيان آخر لاحقاً، فيطلع كل يوم حكم، ويظهر لون بعد لون، كما هو شأن العباد غير المحيطين بجهات الصلاح في الأشياء، فكانت أحكامهم وأوضاعهم تتغير بتغير العلوم بالمصالح والمفاسد زيادة ونقيصة وحدوثاً وبقاء، ومرجع هذا الوجه إلى نفي عموم القدرة وإطلاقها.

جاء في موقع سماحة السيد منير الخباز عن الشهادة في رحاب القرآن وَالحديث: معنى الشهادة واحد لا يختلف، إلا أن مصاديق الحضور تختلف، الحضور له مصاديق متعددة، له درجات متعددة، له أمثلة متعددة، وإلا الشهادة معناها واحد وهو الحضور، هناك حضور حسي عبّر عنه القرآن بقوله: "أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ" (البقرة 133) شهداء بمعنى الحضور الحسي. وقد يكون الحضور حضورًا معنويًا، حضورًا ملكوتيًا، كما في قوله عز وجل: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ" (البقرة 143)، الشهادة هنا بمعنى الحضور، لكن الحضور ليس حضورًا حسيًا، وإنما هو حضور معنوي، أي أن الأمة الإسلامية إذا التزمت بالإسلام وطبقت مبادئ الإسلام كان لها حضور معنوي جذّاب بين الأمم، وهذا الحضور المعنوي الجذّاب عبّر عنه القرآن بالشهادة. وقد يكون الحضور حضورًا ذكريًا علميًا، كما في الشاهد الذي يشهد واقعة معينة، ثم يتحملها في عقله، ثم يدلي بها أمام القضاء، فإن الشهادة هنا بمعنى الحضور، إلا أن الحضور هنا حضور ذهني، حضور علمي، الشهادة بمعنى واحد وهو الحضور، مصاديق الحضور، أمثلة الحضور، تجليات الحضور، تختلف من مقام إلى آخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك