الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في المعاجم: سُلطان مبين: برهان بَيّن مُظهر للحق، سورة المؤمنون، آية رقم 45. بسلطانٍ مبين: بحجّة تبيّن عُذره في غيبته، سورة :النمل، آية رقم :21. سُلطانا مُبينًا: حُجّةً ظاهرة في العذاب، سورة النساء، آية رقم :144. سُلْطَان : كلمة أصلها الاسم (سُلْطَانٌ) في صورة مفرد مذكر وجذرها (سلط) وجذعها (سلطان). سَلْطَان : كلمة أصلها الاسم (سَلْطٌ) في صورة مثنى وجذرها (سلط) وجذعها (سلط). مُبَيَّن: (اسم) مُبَيَّن: اسم المفعول من بَيَّنَ. مُبِين: (اسم) مُبِين: فاعل من أَبانَ. مُبيِّن: (اسم) مُبيِّن: فاعل من بَيَّنَ. المُبيِّن: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المبيِّن أمرَه في صفات الألوهيَّة والوحدانيَّة. مُبين :واضح بليغ، بيِّن ظاهر. نَصْرٌ مُبِينٌ مِنَ الله: وَاضِحٌ لاَ غُبَارَ عَلَيْهِ. الكِتَابُ الْمُبِينُ: القُرْآنُ الكَرِيمُ. مبين: بيِّن ظاهر: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ" (غافر 23). مُبين: ظاهر أمره لا يشكّ فيه، سورة الاعراف، آية رقم 107. مبين: ظاهر للمبصرين، سورة الحجر، آية رقم 18. آيةُ: (اسم) الجمع: آيات و آي. الآيةُ: العلاَمَةُ والأمَارة. الآيةُ: العِبْرةُ ؛ قال تعالى: يونس آية 92 "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً". الآيةُ: المُعْجزة، قال تعالي: المؤمنون آية 50 "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً". الآيةُ : الشخص. الآيةُ: الجماعة. آية من القرآن: جملة أو جمل، وحدة قرآنية منفصلة عمّا قبلها وبعدها بعلامة. آية الله: لقب يطلق على أكابر رجال الدين. فلانٌ آية في الجمال: كامل الخَلْق والخُلق. عمل إبداعيّ متميِّز هذه اللوحة آية في الجمال. يَكْتُبُ آيَاتِ الوُدِّ : عِبَارَاتِ. هُوَ آيةُ زَمَانِهِ: مُعْجِزَةٌ مِنْ مُعْجِزَاتِهِ. آيَةٌ فِي الجَمَالِ: فِي غَايَةِ الجَمَالِ، نَمُوذَجٌ، مِثَالٌ.
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: ثم ذكر قصة موسى وفرعون، ليعتبروا بها، فقال: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا" ﴿غافر 23﴾ أي: بعثناه بحججنا ودلالاتنا. "وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ" ﴿غافر 23﴾ أي: حجة ظاهرة نحو قلب العصا حية، وفلق البحر "إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ" (غافر 23) كان موسى رسولا إلى كافتهم إلا أنه خص فرعون، لأنه كان رئيسهم، وكان هامان وزيره، وقارون صاحب كنوزه، والباقون تبع لهم. وإنما عطف وبالسلطان على الآيات، لاختلاف اللفظين تأكيدا. وقيل: المراد بالآيات حجج التوحيد، والعدل. وبالسلطان: المعجزات الدالة على نبوته. "فَقَالُوا سَاحِرٌ" (غافر 24) أي: مموه "كَذَّابٌ" (غافر 24) فيما يدعو إليه "فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا" (غافر 25) أي: فلما أتاهم موصى بالتوحيد، والدلالات عليه، من عندنا. وقيل: المراد بالدين الحق "قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ" (غافر 25) أي: أمروا بقتل الذكور من قوم موسى، لئلا يكثر قومه، ولا يتقوى بهم، وباستبقاء نسائهم للخدمة. وهذا القتل غير القتل الأول، لأنه أمر بالقتل الأول، لئلا ينشأ منهم من يزول ملكه على يده، ثم ترك ذلك. فلما ظهر موسى، عاد إلى تلك العادة، فمنعهم الله عنه بإرسال الدم، والضفادع، والطوفان، والجراد، كما مضى ذكر ذلك.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: لقد ذكر المفسرون عدّة تفاسير في الفرق بين (الآيات) و "السلطان المبين" فالبعض اعتبر (الآيات) الأدلة الواضحة، بينما "السلطان المبين" هي المعجزات. و البعض الآخر اعتبر (الآيات) آيات التوراة، بينما "السلطان المبين" المعجزات. و احتمل البعض الثّالث أنّ (الآيات) تشمل كلّ معاجز موسى عليه السّلام، أمّا "السلطان المبين" فهو المعاجز الكبيرة كالعصا و اليد البيضاء، التي تسببت في غلبته الواضحة على فرعون. و منهم من اعتبر (الآيات) المعجزات، بينما فسّر "السلطان المبين" بالسلطة القاهرة و النفوذ الإلهي لموسى عليه السّلام و الذي كان سببا في عدم قتله و عدم فشل دعوته. لكن الملاحظ أنّ هذه الآراء بمجموعها لا تقوم على أدلة قوية واضحة، و لكن نستفيد من الآيات القرآنية الأخرى أنّ "السلطان المبين" يعني في العادة- الدليل الواضح القوي الذي يؤدي إلى السلطة الواضحة، كما نرى ذلك واضحا في الآية (21) من سورة النمل أثناء الحديث عن قصة سليمان عليه السّلام و الهدهد حيث يقول تعالى على لسان سليمان: "وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ" (النمل 20-21) فالسلطان المبين هنا هو الدليل الواضح للغيبة. و في الآية (15) من سورة الكهف قوله تعالى: "لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ" (الكهف 15). أمّا (الآيات) فقد وردت في القرآن مرارا بمعنى المعاجز. و بناء على هذا فإنّ (آيات) في الآية التي نحن بصددها تشير إلى معجزات موسى بينما يشير "سلطان مبين" إلى منطق موسى عليه السّلام القوي و أدلته القاطعة في مقابل الفراعنة. إنّ موسى عليه السّلام كان يزاوج بين منطق العقل، و بين الأعمال الإعجازية التي تعتبر علامة كافية على ارتباطه بعالم الغيب و باللّه تعالى، و لكن في المقابل لم يكن للفراعنة من منطق سوى اتهامه بالسحر أو الكذب. لقد اتهموه بالسحر في مقابل الآيات و المعجزات التي أظهرها، و كذّبوه مقابل منطقه و استدلاله العقلاني على الأمور. و هذا ما يؤيد الرأي الذي اخترناه في تفسير (آيات) و "سلطان مبين".
عن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "أَمْ لَكُمْ سُلْطََانٌ مُبِينٌ" (الصافات 156) حجة و دليل. سلطان مبين: حجة واضحة. قوله تعالى "وَ لَقَدْ أَرْسَلْنََا مُوسىََ بِآيََاتِنََا وَ سُلْطََانٍ مُبِينٍ" (غافر 23) أي بالمعجزات، و منها العصا و اليد. "إِلىََ فِرْعَوْنَ وَ هََامََانَ وَ قََارُونَ" (غافر 24) الأول تعالى و تربب، و الثاني شيطانه المقرّب، و الثالث أطغاه المال و أرداه. قوله تعالى "فَأْتُونََا بِسُلْطََانٍ مُبِينٍ" (ابراهيم 10) بمعجزة نقترحها نحن كما نهوى و نريد. "قََالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاََّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ" (ابراهيم 11) هل ادعينا نحن بأننا آلهة أو نصف آلهة أو ملائكة حتى تقولوا إن أنتم إلا بشر؟ "وَ لََكِنَّ اَللََّهَ يَمُنُّ عَلىََ مَنْ يَشََاءُ مِنْ عِبََادِهِ" (ابراهيم 11) إنه تعالى يختار من عباده البشر من هو كفء لوحيه و رسالته كما يختار أحدكم من هو أهل لوديعته و أمانته؟ "وَ مََا كََانَ لَنََا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطََانٍ إِلاََّ بِإِذْنِ اَللََّهِ" (ابراهيم 11) لقد أتيناكم بالمعجزات الكافية الوافية في الدلالة على صدقنا، أما ما تقترحون علينا من الخوارق فهي في قبضة اللّه وحده، و تقدم في الآية 37 من الأنعام و غيرها.
https://telegram.me/buratha