الصفحة الإسلامية

الاجتهاد والتقليد يأخذ الإنسان من الضياع الى الرشاد

1103 2023-05-15

( الجزء الثاني)

لقد صاحبت فكرة التقليد الإنسان منذ نزوله على وجه هذه الأرض ومكافحته من أجل البقاء والعيش الكريم الذي يحفظ له كرامته ونوعه ، فقد صاحبة هذه الفكرة مسيرته وتطورت معها وتشعبت وأصبحت من الأدوات التي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنها نتيجة تطور الحياة على الأرض في شتى المجالات من الصيد والزراعة فالاستقرار في القرى والمدن ، ونتيجة أختلاف المستوى التفكيري والعقلي لبني البشر ومحدودية الإلمام بالعلوم المختلفة جعلت الإنسان وبشكل غريزي ومن ثم عقلي أن يتجه الى التقليد اختصارا للزمن والجهد بالإضافة الى النجاح من أجل تحقيق الأهداف ، وقد شاءت قدرة الله سبحانه وتعالى أن تنطلق أوائل عملية التعلم عن طريق التقليد من أجل حفظ كرامة الإنسان من بعد موته وأن لا يكون عرضة للأكل من قبل وحوش البرية ومن ثم التفسخ والجيفة التي تصاحبها روائح نتنة وما يرافق هذه العملية من هتك لحرمة الإنسان وكرامته بالإضافة للأمراض والأوبئة فقد كان المجتهد الغراب والمقلد هو قابيل ابن نبي الله آدم عليه السلام ، فقد قلد قابيل الغراب في كيفية دفن جثة أخيه هابيل بعد أن قتله ولولا هذه التجربة في التعلم لما كان يقدر الإنسان أن يعيش على هذه الأرض بسبب نتانة الهواء وكثرة الجيف وما يصاحبه من أمراض وأوبئة ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه ( فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين)( 1) ، عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) أنه لما سولت له نفسه قتل أخيه لم يدر كيف يقتله حتى جاء إبليس فعلمه كيف يقتله فقال : ضع رأسه بين حجرين ثم أشدخه فلما قتله لم يدر ما يصنع به فجاء غرابان فأقبلا يتقاتلان حتى قتل أحدهما صاحبه ثم حفر الذي بقي على الارض بمخالبه ودفن صاحبه قال قابيل : يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فحفر له حفيرة ودفنه فيها فرجع قابيل الى أبيه ولم يكن معه هابيل (2) ، فأصبحت جميع البشرية اليوم بمختلف دياناتها السماوية والوضعية وقومياتها ومعتقداتها وأفكارها تقلد الغراب في دفن الموتى ،

(1)سورة المائدة آية 57(2) قصص الأنبياء –نعمة الله الجزائري ص57)

خضير العواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك