الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تبارك وتعالى "مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ۚ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ" ﴿الأحزاب 4﴾ ادعياءكم: من تتبنونهم من أبناء غيركم، و "عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ" ﴿الأحزاب 37﴾ ادعيائهم: الأبناء بالتبني قبل نسخ التبني.
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي قوله تعالى: "وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ" (الاحزاب 4) الأدعياء جمع دعي وهو المتخذ ولدا المدعو ابنا وقد كان الدعاء والتبني دائرا بينهم في الجاهلية وكذا بين الأمم الراقية يومئذ كالروم و فارس وكانوا يرتبون على الدعي أحكام الولد الصلبي من التوارث وحرمة الازدواج وغيرهما وقد ألغاه الاسلام. فمفاد الآية أن الله لم يجعل الذين تدعونهم لأنفسكم أبناء لكم بحيث يجرى فيهم ما يجرى في الأبناء الصلبيين.
قال الله تبارك وتعالى "وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ" ﴿الأنبياء 11﴾ قصمنا بمعنى اهلكنا او هشمنا، اي كم اهلكنا من قرية. القصم كسر الصلب قهرا، قصمه يقصمه قصما، فهو قاصم الجبابرة. جاء في الحديث الشريف (أَرْبَعَةٌ مِنْ قَوَاصِمِ الظَّهْرِ إِمَامٌ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يُطَاعُ أَمْرُهُ وَ زَوْجَةٌ يَحْفَظُهَا زَوْجُهَا وَ هِيَ تَخُونُهُ وَ فَقْرٌ لَا يَجِدُ صَاحِبُهُ مُدَاوِياً وَ جَارُ سَوْءٍ فِي دَارِ).
جاء في كتاب من هدي القرآن للسيد محمد تقي المدرسي: قوله تعالى "وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ" (الانبياء 11)، ثم يقول "وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ" (الانبياء 11)، فلماذا لا يقول القرآن وكم قصمنا من قوم وأنشأنا بعدهم قوماً آخرين؟ أو وكم قصمنا من قرية وأنشأنا بعدها قرى أخرى؟. والجواب هو حينما يقصم الله سبحانه وتعالى قرية فإنه لا يهلك أهلها فقط، ويترك العمارات والشوارع والمصانع سالمة، وإنما يدمر كل شيء فيها، مرة واحدة، وحينما ينشىء قوماً آخرين فإنه لا ينشىء معهم قراهم، ومعابدهم ومصانعهم، بل يخلقهم، وبعد ذلك يقول لهم: اسعوا في الأرض أي اصنعوا حضارتكم بأنفسكم، فهم المسؤولون عن بناء البيوت والشوارع وتأسيس المصانع.
قال الله تبارك وتعالى "وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ" ﴿هود 69﴾ حنيذ بمعنى مشوي، بعجل حنيذ اي ولد البقرة المشوي، مشويّ بالحجارة المحمّاة في حُفرة، عجل حنيذ اي النضيج السخن. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ قَالَ: يَعْنِي: شواه نضجه. قَالَ حَفْصٌ: وَالْحَنِيذُ: مِثْلُ حِنَاذِ الْخَيْلِ حِينَ يَقْطُرُ مِنْهُ الْمَاءُ. عَنِ الضَّحَّاكِ، قَوْلُهُ: بِعِجْلٍ حَنِيذٍ وَالْحَنِيذُ: الَّذِي أُنْضِجَ بِالْحِجَارَةِ.
روي عند خروج الدجال: ثم يخرج الدجال فيأخذ المؤمن منه كهيئة الزكمة، وتدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالشئ الحنيذ.
https://telegram.me/buratha