الصفحة الإسلامية

مفهوم من عنده علم الكتاب عند الشيخ جلال الدين الصغير من القرآن الكريم (ح 17)


الدكتور فاضل حسن شريف

يقول الشيخ جلال الدين الصغير كاشفا عن المنحرفين: إن ما حدث لا ريب في أنه مؤلم للغاية، ولا أعلم أن مراجع الطائفة المحقة أعلى الله مقامهم الشريف حكمت على أحد بالخروج من المذهب وأعلنت انحرافه عنه، كما أعلنت هنا، ولربما تكون هذه الحالة هي الحالة الوحيدة التي يتم الإعلان عنها، ولكن حالة الانحراف هذه ليست بالأمر المستغرب، فلقد تحدث القرآن عن انحراف إبليس وهو الذي كان يسمى بطاوس المتعبدين، وكذا تحدث عن حالة انحراف بلعم بن باعوراء حيث قال: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ" (الاعراف 175) وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" (التوبة 34). إن الانحراف حالة مرضية يمكن أن تصاب بها كل الكيانات غير المعصومة، وخط الانحراف يبدأ ضيقا حتى إذا ما بلغ أشده بان على حقيقته، وما أصدق كلام أمير المؤمنين عليه السلام حينما قال في صحيحة ثقة الإسلام الكليني موضحا حقيقة الانحراف وبدء دبيبه في كيان الأشخاص والأمم: أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله، يتولى فيها رجال رجالا، فلو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يأخذ من هذا ضغث، ومن ذاك ضغث، فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى. أما كيف نتخلص من ذلك فلن يكون إلا من خلال الحذر الشديد والورع الكبير في التعامل مع مسائل الدين وعقائده، ولن يتم ذلك إلا من خلال الرجوع لأهل البيت عليهم السلام فما جاءنا منهم بقول صحيح تعبدنا به، وما جاء عن غيرهم مخالفا لهم رددناه وكفرنا به، كائنا من كان قائله والملتزم به، فالحق هو الذي يعرف الرجال، ولا يعرف الحق بالرجال كائنا من كانوا، فيما خلا أهل بيت العصمة والطهارة فهم مرجع الدين وهم الملاذ من الفتن والبدع، وما أحسن قول الصادق من آل محمد عليه السلام حينما قال بشأن التنازع على أمر ما، بأن يتم التحاكم إلى: من كان منكم ممن قد روى حديثنا فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه، فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد، والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك.

ويختتم الشيخ جلال الدين الصغير كتابه من عنده علم الكتاب قائلا: عصمنا الله وإياك عزيزي القارئ من الضلالة والتخبط بنار الفتن، وجعلنا من المتمسكين بشرعة آل محمد عليهم السلام، وأستميحك في الختام العذر فيما إذا بدر مني هفوة أو زلة، وشفيعي في الاعتذار أن غايتي أن أسهم في الرد عن آل محمد عليهم السلام ظلامة لحقت بهم أثارتها عليهم نار الجهل والغرور. اللهم إني أشهدك وكفى بك عالما وشهيدا أنه ما كان مني في التصدي لموجة الضلال هوى في دنياهم، ولا طمعا في وجاهتهم، ولا حسدا مني لمالهم، ولا إحنة على أشخاصهم، وإنما كان الذي كان مني تعبدا بالولاء لعقيدة آل محمد عليهم السلام خالصة لهم دون سواهم ورائدي في ذلك يا رب قول دعاة الهدى: "وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" (الاعراف 164). اللهم إن كنت تعلم صدقي فيما أشهدك به فأعني منك بحول وقوة، فإن المستجير بغيرك خائب، واللائذ بسواك مخذول، والمستعين بغيرك بائر، أنت الهادي لطريق الهدى والموفق لنهج الحق عليك توكلت وإليك مآب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك