الدكتور فاضل حسن شريف
روى الحافظ سليمان القندوزي الحنفي، بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسأله عن أشياء، وإسلامه على يد النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل إلى أن سأل النبي عن أوصيائه، فعدّهم النبي صلى الله عليه وآله له إلى أن قال النبي صلى الله عليه وآله: (فبعده ابنه محمد، يدعى بالمهدي والقائم والحجة، فيغيب ثم يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، وطوبى للمقيمين على محبتهم، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه، وقال: "هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ" (البقرة 2-3)).
عن ادلة قرآنية على حياة الامام المهدي عجل الله فرجه: قوله تعالى :"إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة 30). ان هذه الآية متصلة إلى أن تقوم الساعة، خليفة الله في الأرض في هو في الوقت الحالي الإمام المهدي عليه السلام لذلك فهو حي يرزق. ورد عند ظهور الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف فان حكومة العدل الالهي هي الحاكمة في ارجاء العالم. جاء في موقع الكفيل عن فاجعة الطف للسيد محمد سعيد الحكيم: (و لا يخاف فوت الثار)، فقد ادخر الله الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه لينتقم من قتلة الإمام الحسين عليه السلام في الدنيا، وأما في الآخرة فإن لقتلة الإمام الحسين عليه السلام عذاباً شديداً.
عن أبي سمينة عن مولى لأبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قوله تعالى: "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا" (البقرة 148)، قال: وذلك والله أن لو قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان. جاء عن الثمالي، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ" (البقرة 155) فقال: ذلك جوع خاص وجوع عام، فأما بالشام فإنه عام، وأما الخاص بالكوفة يخص ولا يعم، ولكنه يخص بالكوفة أعداء آل محمد عليه الصلاة والسلام، فيهلكهم الله بالجوع، وأما الخوف فإنه عام بالشام، وذاك الخوف إذا قام القائم عليه السلام، وأما الجوع فقبل قيام القائم (عليه السلام)، وذلك قوله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ" (البقرة 155).
والحجة المنتظر لا يريد من محبيه ان يتولى احدا منهم الظالمين. فالظالم نتيجته الهزيمة باذن الله بتظافر جهود المنتظرين في اي وقت منذ اختفاء الامام المهدي حتى ظهوره الشريف كما قال الله تعالى "فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ" (البقرة 251) مهما كانت عدة وجمع الظالم. وفي كل مجتمع من المنتظرين لهم قائد في كل زمان هو الذي يهزم الظلم واعوانه كما قام بهذه المهمة الانبياء والائمة عليهم السلام "وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ" (البقرة 251).
قال الإمام المهدي عليه السلام في دعاء الافتتاح: (ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي) اشارة الى الآية القرآنية "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة 216).
https://telegram.me/buratha