الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: أسلوب القسم المكي يمتاز بالشدة والعنف والسباب: فقد قالوا: إن أسلوب القسم المكي من القرآن يمتاز عن القسم المدني بطابع الشدة والعنف، بل وبالسباب أيضا، وهذا يدل على تأثر محمد بالبيئة في مكة التي كان يعيش فيها، لأنها مطبوعة بالغلظة والجهل، ولذا يزول هذا الطابع عن القرآن الكريم عندما ينتقل محمد إلى مجتمع المدينة الذي، تأثر فيه بشكل أو بآخر بحضارة أهل الكتاب وأساليبهم. وتستشهد الشبهة بعد ذلك لهذه الملاحظة بالسور والآيات المكية المطبوعة بطابع الوعيد والتهديد والتعنيف. إنه ليس في القرآن الكريم سباب وشتم كيف وقد نهى القرآن نفسه في القسم المكي عن السب والشتم، حيث قال تعالى: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ" (الانعام 108). وليس في سورة المسد أو التكاثر سب أو بذاءة كما يحاول المستشرقون ان يقولوا ذلك وانما فيهما تحذير ووعيد بالمصير الذي ينتهي إليه أبو لهب والكافرون بالله. عم، يوجد في القرآن الكريم تقريع وتأنيب عنيف، وهو موجود في المدني كما هو في المكي وان كان يكثر وجوده في المكي بالنظر لمراعاة ظروف الاضطهاد والقسوة التي كانت تمر بها الدعوة، الامر الذي اقتضى ان يواجه القرآن ذلك بالعنف والتقريع أحيانا لتقوية معنويات المسلمين من جانب، وتحطيم معنويات الكافرين من جانب آخر.
جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن آثار الإمام محمد باقر الحكيم في الاقتصاد الاسلامي للباحثين محمد حسين الشويطي وعلي خوير مطرود: ويؤمن السيد الحكيم بان النظرية الاقتصادية الإسلامية نظرية مرنة تتقاطع مع اشهر نظريات العالم الوضعية، والتي تفترض أن الإنسان إذا تكاثر بشكل طبيعي وبدون قيود وتحديد للنسل فان العالم سوف يواجه مجاعة عامة؛ لان الأرض ليس فيها من البركات والخيرات ما يساوي أعداد هؤلاء الناس. ولذلك فالفقر والمجاعة وعدم القدرة على مواجهتها في رأي سماحته هو بسبب ألامساك وعدم الإنفاق. مستنداً في رأيه هذا الى القران الكريم الذي ذكر هذه الحقيقة، بقوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (الانعام 141). وانطلاقاً من إيمان السيد الحكيم بان سبب التردي الاقتصادي في المجتمع هو ألامساك وعدم الإنفاق، نراه يولي عملية الإنفاق في أفكاره وكتبه وأحاديثه عناية كبيرة، إذ يعتبره العامل الأساسي في بناء مجتمع متوازن اقتصاديا وخلقيا وطبقيا، وسوف نحاول إن نتعرف على معنى الإنفاق وأهميته في أفكار سماحته لإرساء مجتمع خلاق تختفي فيه أو تكاد كل الفروق الاجتماعية والاقتصادية والطبقية.
جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن الحرية في فكر الإمام محمد باقر الحكيم قدس سره للباحث حسين سيد نور الاعرجي: أن لا تتحول الحرية إلى حالة الصراع والاحتكار والاصطدام، بحيث يصبح المجتمع مجتمعاً منقسماً، ومتفرقاً، ومتصارعاً؛ لان الوحدة الاجتماعية مبدأ من مبادئ فكر الإسلام، على خلاف التعددية والتفرق التي هي مبدأ من مبادئ الفكر الغربي. وتوجد آيات كريمة، ونصوص صحيحة السند ومجمع عليها بين المسلمين، سواء في روايات أهل البيت عليهم السلام أم روايات جمهور من المسلمين، تؤكد حرمة الفرقة، والخروج على الجماعة، وعلى الرأي العام للأمة، وليس المقصود من الخروج على الجماعة هو مجرد إبداء الرأي، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل إن إبداء الرأي أمر جائز، ولكن عندما يتحول إلى حالة صراع، بحيث تكون الأمة متفرقة ومنشقة في نفسها وحركتها، يصبح هذا العمل عملاً محرماً وغير جائز، وتصبح الحرية محدودة بهذا الحد الشرعي، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" (الانعام 159).
جاء في كتاب علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: استخلاف آدم الانسان: قضية الاستخلاف تشتمل على جانبين وفصلين: الفصل الأول منهما يتناول معنى الاستخلاف والحكمة والعلة فيه، وهذا الجانب من قصة آدم يكاد ينحصر ذكره والحديث عنه في القرآن الكريم بهذا المقطع القرآني فقط، وإن كان من الممكن أن تكون جميع آيات الاستخلاف مؤكدة. بالإضافة إلى بعض الإشارات الأخرى مثل قوله تعالى "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ" (الانعام 165).
https://telegram.me/buratha