علي تميم
تعتبر السيدة فاطمة بنت اسد من النساء العظيمات التي خلدها التاريخ، لما قامت به من مواقف اعلنت من خلالها، مستوى المعرفة بحق امام زمانها عليها، لتفديه بكل وجودها وكيانها خالصة النية في طريق التضحية والفداء من اجل نصرة امامها، بغض النظر عن رابطة النسب التي تربطها بالامام زوجتة كانت ام مقام الام.
بدأت ام البنين (ع) رحلتها الجهادية عندما اعتبرت نفسها خادمة عند امير المؤمنين (ع)
وقد طلبت منه ان يناديها بكنيتها لا باسمها، حيث قالت ام البنين للامام علي (ع) يا امير المؤمنين نادني بكنيتي المعروفة (ام البنين) ولا تذكر اسمي (فاطمة) فقال لها الامير (لِمَ) فقالت: اخشى ان يسمع الحسنان فينكسر خاطرهما و يتصدع قلبهما لسماع ذكر اسم امهما.
حيث انها تعلم المجتمع كيفية التعامل مع امام الزمان، لتصنع منهجا يدرس في اخلاق نكران الذات في قبال الامام المعصوم، فتارة نجدها زوجتا صالحة مطيعة و تارة اخرى تطلب من الحسنين ان يتقبلونها خادمة لهم، لانها بما تمتلك من بصيرة قد ميزة بين مكانة المعصوم الالاهية و بين كونها زوجة لامير المؤمنين.
بعد ان تربت في كنف الامير و نهلت من مناهل علمه، اخذت تربي ابنائها على البصيرة في معرفة حق اماما زمانهم الحسنين، ليقومو بخدمتهم، فكانو خير الرجال من قمر العشيرة ابي الفضل العباس و النجوم الزاهرة جعفر وعثمان و عبد الله (ع) وما كان منهم الا الوفاء والنصرة لسيدهم الحسين في واقعة كربلاء الاليمة.
عملت ام البنين (ع) على جعل اولادها جنودا فدائيين لامام زمانهم لتصنع منهم ابطالا لم يشهد التاريخ امثالهم في التضحية لنصرة الامام الحسين في معركة الطف، التي كانت ثمرة تلك التربية الصالحة عندما استبسل اولادها في الدفاع عن الحسين (ع) فكان ابا الفضل حامل اللواء وحارسا للسيدة زينب (ع) في رحلة العشق.
بعد التضحية باولادها فداء للحسين (ع) مارسة دورا اعلاميا في موقفها المشهور حين سمعة الشاعر ينعى استشهاد الحسين (ع) قدمة ام البنين تنشد الشاعر سلامة الحسين (ع) فاخذ يخبرها عن استشهاد ابنائها واحدا تلو الاخر، وهي تجيب هل اسئلك عن اولادي؟!! اخبرني عن سيدي الحسين (ع) ليكون درسا مفاده ان الامام اعز من الابناء.
هكذا تفانت ام البنين في نصرة امام زمانها، في كل مراحل حياتها لم يأتي هذا صدفتا انما هو نتيجة تربية امير المؤمنين (ع) و ما حصلة علية من البصيرة في معرفة حقيقة الامام المعصوم، المتمثلة بالولاية التكوينية على الخليقة فالامام اولى من المؤمنين بانفسهم و على هذا المبدء نصرة ام البنين (ع) امام زمانها.
https://telegram.me/buratha