موضوع كسر ضلع الزهراء {ع} من المواضيع التي اختلف عليها المسلمون منذ يوم السقيفة الى يومنا هذا , وهو الحدث الثاني بعد حدث اقصاء امير المؤمنين(ع) عن الخلافة . وبعيدا عن الاتهامات الطائفية يجب ان نناقش الحدث مناقشة علمية مهنية تاريخية لنصل الى الحقيقة. دون ميل لجهة دون اخرى ولننظر الى امهات المصادر السنية اولا التي ذكرت خبر كسر ضلع الزهراء(ع).
طبعا مصادر السنة كثيرة التي ذكرت حادثة كسر ضلع الزهراء من قبل الخليفة عمر بن الخطاب بالذات .. وهذا الذي اثار حفيظتكم . ولو كان غيره لما اثيرت هذه الزوبعة , لان المذاهب السنية لم يجدوا افضل من عمر شخصية اسلامية .
واليك بعضا من تلك المصادر ذكر المسعودي صاحب تاريخ مروج الذهب وهو مؤرخ مشهور نقل عنه كل مؤرخ جاء بعده ،قال في كتابه إثبات الوصية عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة : فهجموا عليه وأحرقوا بابه ، واستخرجوه كرهاً {وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً !! }. ... المصدر الثاني:
قال الصفدي في كتاب الوافي بالوفيات ج6 صفحة 76 في حرف الالف ، عند ذكر إبراهيم بن سيار ، المعروف بالنظام ،يقول :{ إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها !! }ونقل أبو الفتح الشهرستاني في كتاب الملل والنحل ج1 صفحة 57 وقال النظام:{إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح [ عمر ] أحرقوا دارها بمن فيها !! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين } . وساكتفي باربعة مصادر وهو اخرهم ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 14 صفحة 193 بعدما ينقل خبر هبار بن الأسود وترويعه زينب بنت رسول الله{ص}حتى أسقطت جنينها ، فأباح النبي دم هبار لذلك..هذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر فقال : { إذا كان رسول الله أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال أنه لو كان حياً لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها ... ألخ } . وهناك روايات عديدة يذكرها الطبري وغيره وهي من المسلمات عند المؤرخين السنة .
والان لننظر ماذا يقول البخاري شيخ المحدثين عند اخواننا السنة. هل صحيح ان الخليفة الاول و الثاني ظلما فاطمة الزهراء و اذوها او هذا من اقوال الشيعة فقط؟؟ ليس هذا القول إدعاءً من الشيعة بل هو حقيقة أثبتها التاريخ السُني قبل الشيعي ، فإن الخليفتين روعا الزهراء ( ع ) ولم يراعيا فيها وصايا الرسول{ص}حتى ماتت و هي غاضبة عليهما ، و هي التي قال المصطفى (ص) بشأنها : " فاطمة بضعة منّي ، فمن أغضبها فقد أغضبني " وقال{ص}" يا فاطمة إنّ اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك "وهي سيدة نساء العالمين ، حيث أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال : " يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين ، و سيّدة نساء هذه الأُمّة ، و سيدة نساء المؤمنين " .
رَوى البخاري في كتاب الخمس قائلاً : فغضبت فاطمة بنت رسول اللّه فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وأخرج البخاري أيضاً في كتاب الفرائض قال : هجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت ..وذكر البخاري في كتاب المغازي في باب غزوة خيبر قوله : فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ..
واخيرا انقل راي المدائني المعتزلي المعروف بموقفه من اهل البيت{ع} كتب عن حوادث السقيفة قال : لما بويع لأبي بكر ، كان الزبير و المقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى عليّ ،وهو في بيت فاطمة ، فيتشاورون ويتراجعون أمورهم ، فخرج عمر حتى دخل على فاطمة (ع) ، و قال : يا بنت رسول اللّه ، ما من أحد من الخلق أحبّ إلينا من أبيك ، و ما من أحد أحبّ إلينا قلت بعد أبيك ، و أيم اللّه ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بتحريق البيت عليهم ، فلمّا خرج عمر جاءوها ، فقالت : تعلمون إن عمر جاءني ، و حلف لي باللّه إن عدتم ليحرقن عليكم البيت ، و أيم اللّه ليمضين لما حلف له .
يقول عمر رضا كحالة: وتفقد أبو بكر قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي {ع} كالعباس و الزبير و سعد بن عبادة فقعدوا في بيت فاطمة ، فبعث أبو بكر إليهم عمر بن الخطاب ، فجاءهم عمر فناداهم فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب ، و قال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة ، فقال : وإن ...ومن المصادر السنية ما رواه أحمد بن محمد المعروف بابن أبي دارم ، انّ عمر رفس فاطمة حتى أسقطت جنينها محسن ..
***** الان اناقش موضوع يعتبره ابناء المذاهب السنية حجة علينا وهو راي السيد الخوئي {قدس} اود ان ابين ان ما نقلوه عن السيد الخوئي ونسبوه اليه لم يكن صحيحا . بل فيه مغالطات كما يشتهي الناقل. وساكتب ما قاله بنص صريح دون ميل او تلاعب لاللفظ. قال: السيد الخوئي عن كسر ضلع الزهراء.. إن ذلك معروف ومشهور، "ولم ينف ذلك"، لكي يصح القول: إنه لا يرى الهجوم على الزهراء عليها السلام. فلماذا تقوِّلون ما لم يقله الرجل.
ثانياً: إن عدم توفر سند صحيح لرواية لا يعني أنها مكذوبة، خصوصاً مع اشتهار ذلك الحدث ومعروفيته، حسبما أشار إليه السيد الخوئي نفسه قدس سره..
ثالثاً: إنه رحمه الله إنما تحدث عن خصوص موضوع كسر الضلع، وكان هو مورد السؤال دون سواه.. فما معنى أن تنسبوا إليه أنه لايرى الهجوم على الزهراء عليها السلام. مع أنه قدس سره لم ينف ضربها، و لا إسقاط جنينها، ولطم خدها، واحمرار عينها، وإحراق بيتها، وضربها بالسوط، حتى لقد كان في عضدها كمثل الدملج.. ولم يشر إليه في هذا السؤال ولا في الجواب.. فمن أين عرفتم أنه لا يرى ذلك كله..
اذن موضوع الهجوم على الدار والتهديد بالحرق على من فيه .. وحتما رافقته حوادث منها ضرب الزهراء وكسر ضلعها.. وهذه النصوص المذكرة خير دليل على ادانة من قام بالعمل وهو عمر بن الخطاب ومن كان معه من يقودهم من بني اسلم الذين حملوا الحطب ومنعوا الناس من التقرب من بيت الامام.{ع}.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha