الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله جلت قدرته "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ الله اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ الله يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" (التوبة 36) الصدوق باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رجب شهر الله الأصم يصب الله فيه الرحمة على عباده، وشهر شعبان تنشعب فيه الخيرات، وفي أول ليلة من شهر رمضان تغل المردة من الشياطين ويغفر في كل ليلة سبعين ألفا فإذا كان في ليلة القدر غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان ورمضان إلى ذلك اليوم إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقول الله عز وجل: انظروا هؤلاء حتى يصطلحوا).
قال الله سبحانه وتعالى "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (البقرة 185) ابن طاووس قال: رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي، باسناده إلى علي بن الحسن بن فضال، من كتاب الصيام، ورواه أيضا ابن أبي قرة في كتابه واللفظ واحد فقالا معا عن أيوب بن يقطين أنه كتب إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام يسئله أن يصحح له هذا الدعاء فكتب إليه: (نعم وهو دعاء أبي جعفر عليه السلام بالأسحار في شهر رمضان). من دعاء السحر: اللهم إني أسئلك بما أنت فيه من الشأن والجبروت، وأسئلك بكل شان وحده وجبروت وحدها، اللهم إني أسئلك بما تجيبني به حين أسئلك فأجبني يا الله.
قال الله تبارك وتعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً" (المائدة 3) علي بن طاووس رحمه الله قال: فيما نذكره من فضل يوم الغدير من كتاب النشر والطي، رواه عن الرضا عليه السلام قال: (إذا كان يوم القيمة زفت أربعة أيام إلى الله كما زف العروس إلى خدرها، قيل: ما هذه الأيام قال: يوم الأضحى ويوم الفطر، ويوم الجمعة، ويوم الغدير، وإن يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب وهو اليوم الذي نجا فيه إبراهيم الخليل من النار فصامه شكر الله. وهو اليوم الذي أكمل الله به الدين في إقامة النبي عليه السلام عليا أمير المؤمنين علما وأبان فضيلته ووصاءته، فصام ذلك اليوم وإنه ليوم الكمال، ويوم مرغمة الشيطان ويوم تقبل أعمال الشيعة ومحبي آل محمد، وهو اليوم الذي يعمد الله فيه إلى ما عمله المخالفون، فيجعله هباء منثورا، وهو اليوم الذي يأمر جبرئيل عليه السلام أن ينصب كرسي كرامة الله بإزاء بيت المعمور ويصعده جبرئيل عليه السلام وتجتمع إليه الملائكة من جميع السماوات ويثنون على محمد و يستغفرون لشيعة أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام ومحبيهم من ولد آدم عليه السلام. وهو اليوم الذي يأمر الله فيه الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن محبي أهل البيت وشيعتهم، ثلاثة أيام من يوم الغدير ولا يكتبون عليهم شيئا من خطايا هم كرامة لمحمد وعلي والأئمة، وهو اليوم الذي جعله الله لمحمد وآله وذوي رحمته وهو اليوم الذي يزيد الله في حال من عبد فيه، ووسع على عياله ونفسه وإخوانه ويعتقه الله من النار. وهو اليوم الذي يجعل الله فيه سعى الشيعة مشكورا، وذنبهم مغفورا، وعملهم مقبولا، وهو يوم تنفيس الكرب ويوم تحطيط الوزر، ويوم الحباء والعطية، ويوم نشر العلم ويوم البشارة والعيد الأكبر، ويوم يستجاب فيه الدعا ويوم الموقف العظيم، ويوم لبس الثياب، ونزع السواد، ويوم الشرط المشروط ويوم نفى الغموم، ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أمير المؤمنين. وهو يوم السبقة ويوم إكثار الصلاة على محمد وآل محمد ويوم الرضا ويوم عيد أهل بيت محمد ويوم قبول الأعمال ويوم طلب الزيادة، ويوم استراحة المؤمنين، ويوم المتاجرة ويوم التودد، ويوم الوصول إلى رحمة الله ويوم التزكية، ويوم ترك الكبائر والذنوب، ويوم العبادة ويوم تفطير الصائمين فمن فطر فيه صائما مؤمنا كان كمن أطعم فئاما و فئاما إلى أن عد عشرا.) ثم قال: (أو تدري ما الفئام؟) قال: لا قال: (مائة ألف وهو يوم التهنئة يهنئ بعضكم بعضا فإذا لقى المؤمن أخاه يقول: الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام، وهو يوم التبسم في وجوه الناس من أهل الايمان فمن تبسم في وجه أخيه يوم الغدير نظر الله إليه يوم القيمة بالرحمة، وقضى له ألف حاجة، وبنى له قصرا في الجنة من درة بيضاء ونضر وجهه.). الى ان قال عليه السلام: (ومثل المؤمنين في قبولهم ولاء أمير المؤمنين في يوم غدير خم كمثل الملائكة في سجودهم لآدم ومثل من أبي ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير مثل إبليس وفي هذ اليوم أنزلت هذه الآية "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ" وما بعث الله نبيا إلا وكان يوم بعثه مثل يوم الغدير عنده وعرف حرمته إذ نصب لامته وصيا وخليفة من بعده في ذلك اليوم).
https://telegram.me/buratha