الصفحة الإسلامية

اشارات السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره عن القرآن الكريم من سورة لقمان (ح 57)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب مصباح المنهاج / التجارة للسيد محمد سعيد الحكم قدس سره: في خبري إبراهيم والطاطري من أن الاستماع للجواري المغنيات نفاق. وفي خبر الحسن بن هارون: (سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله، وهو مما قال الله عز وجل: "وَمِن النَّاسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ" (لقمان 6)). ومن الظاهر أن المجلس إنما يكون بالمستمعين. مضافاً إلى قرب استفادته من إطلاق الأمر باجتناب الغناء، لأن الغناء لما كان مطلوباً للتلهي من المغني والسامع، فالأمر باجتنابه ينصرف للنهي عنه في حقهما معاً. ولاسيما ما تضمن منه تفسير قوله تعالى: "وَمِن النَّاسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحَدِيثِ" (لقمان 6) بالغناء، لوضوح أن صدق المشتري على السامع أظهر من صدقه على المغني. ومنه يظهر قرب كونه من الكبائر، كما تقدم في محله. نعم لا يبعد اختصاص حرمة الاستماع بما إذا ابتنى على التلذذ اللهوي ومحاولة الانفعال به والتجاوب معه، دون ما إذا لم يكن كذلك، كالاستماع من أجل التعرف على مادته والتبصر بها، أو الوقوف على بعض الأمور المقارنة له من دون انفعال به، لانصراف عن النهي ذلك بسبب ابتناء الغناء المحرم على ما إذا وقع على نحو اللهو والباطل. وقد تقدم هناك ما ينفع في المقام. وأظهر من ذلك السماع العابر من دون استماع. لقصور الأدلة المتقدمة عنه رأساً. ومنه يظهر أنه مع الاضطرار للسماع لا يجوز الاستماع بوجه لهوي، بل لابد من الاقتصار على السماع أو الاستماع بوجه غير لهوي.

جاء في كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: أن القرآن الكريم قد اشتمل على بعض الحقائق العلمية بنحو لا يتناسب مع ما كانت عليه الجزيرة العربية من الجهل، والبعد عن مراكز الثقافة. بل قد لا يناسب الثقافة العلمية في عصر البعثة. منها: قوله سبحانه: "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَ" (لقمان 10).

جاء في كتاب مصباح المنهاج / التجارة للسيد محمد سعيد الحكم قدس سره: أن وجوب النهي عن المنكر حكم شرعي تعبدي. ما ذكر أيضاً من الذم المستفاد من قوله تعالى: "وَمِن النَّاسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ" (لقمان 6) وكأنه لحمل الآية على النهي عن اكتساب ما يوجب الضلال. أن ظاهر الآية ذم فعل ما يوجب الإضلال فعلاً. ومن ثم كان الظاهر اختصاص حرمة حفظ كتب الضلال، بما إذا احتمل ترتب الفساد عليها.

جاء في كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: شمولية نظام الكون ودقته وروعته: ويزيد في تجلي هذه الحقيقة العظيمة ووضوحها هو دقة الصنع وإتقانه، وتناسقه وإحكامه، وروعة الكون وشمولية نظامه، وما فيه من طرف وعجائب، بنحو يبهر العقول ويحيّر الألباب، ويضطر العاقل للبخوع والإذعان، لا بوجود الخالق المدبر فحسب، بل بعظمته وحكمته، وقدرته المطلقة وإحاطته. وابدأ في الملاحظة والتدبّر بالإنسان في تطوره من مبدأ خلقه إلى منتهى حياته، ودقائق جسده، وإدراكه ومنطقه، وعواطفه وانفعالياته، وغرائزه وعقله، ومرضه وشفائه. إلى غير ذلك. ثم توجه في مثل ذلك إلى الحيوان إلى النبات إلى الماء والهواء إلى الأنهار والبحار إلى السهول والجبال إلى الغلاف الجوي إلى الكواكب السابحة في الفضاء إلى ما لا يحصى من آيات مذهلة، وبدائع خلقة مروعة، تخرس ألسنة المعاندين، ولا تدع لقائل مقال. وَفِي كُلّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ تَدُلُّ عَلى أنهُ واحِدُ. نماذج من العرض القرآني لآيات الله تعالى: قال عزّ من قائل: "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَا وَألقَى فِي الأرضِ رَوَاسِيَ أن تَمِيدَ بِكُم وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأنزَلنَا مِن السَّمَاءِ مَاءً فَأنبَتنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوجٍ كَرِيمٍ" (لقمان 10) إلى غير ذلك من آيات الله تعالى الباهرة، ونعمه الباطنة والظاهرة، التي تعرضت لها الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة، ويدركها عامة الناس وخاصتهم.

قال الله سبحانه وتعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ" (لقمان 6) جاء في كتاب حفلات الاعراس ادابها واحكامها للسيد محمد سعيد الحكيم: س1: ما هو حد الغناء؟ ج: الغناء هو الصوت المشتمل على الترجيع والمدّ بنسق خاص من شأنه أن يوجب الطرب مع قصد اللهوية على النحو المعهود عند أهل الفسوق والترف وليس المراد به استعمالهم له فعلاً ليحل الصوت الغنائي المعهود عند أهل الفسوق بل كل ما يبتني على التلذذ اللهوي بالخروج عن مقام الجد والواقع الحاضر إلى نحو من العبث المبني على التوجه لباطن النفس وتنبيه غرائزها وهز مشاعرها بالصوت الغنائي إشباعاً لرغبتها في المزيد من الابتهاج أو التفجع أو الفخر أو الغرام أو غير ذلك حسب اختلاف الأغراض. س2: ما هو حكم الغناء؟ ج: يحرم الغناء ويحرم استماعه عدا غناء المرأة في الأعراس على تفصيل يأتي بيانه. س3: وهل الترجيع كله حرام أو بعضه؟ ج: الحرام منه بعضه وهو الترجيع الغنائي الذي تقدم الضابط فيه وبعضه حلال كالترجيع في الأذان بالنحو المعهود. س4: هل للمرأة في الأعراس الرقص والغناء المتعارفان عند أهل الفسوق؟ ج: يجوز للمرأة الغناء في خصوص مجالس الزفاف بشرطين: الأول: أن لا يسمع صوتها الأجنبي. الثاني: أن لا تقارنه الموسيقى أو محرم آخر، وكذلك الرقص فإنه يجوز بهذا الشرط، لكن الأحوط وجوبا اجتناب ما يكون منه على غرار إيقاع موسيقي منظم كما أن حكم الرقص لا يختص بمجالس الزفاف والأعراس. س5: ما رأيكم بظاهرة الزفاف بسيارات كثيرة وسط الشارع والناس حول النساء في داخل السيارات متبرجات وزيادة على ذلك يصفقن ويغنين؟ ج: هذا العمل من أعظم المحرمات، وهو سبب من أسباب الفتنة خصوصاً في زماننا هذا الذي يكثر فيه الشباب المحتاجون إلى الزواج، مع ما في ذلك من الجهر بالفسق والاستهتار بالخُلق والقيم والغيرة. ومن المؤسف جداً صدور مثل هذا الأمر من أناس مسلمين ينتسبون إلى خط أهل البيت عليهم السلام ويدّعون أنهم من شيعتهم، وقد حثّ أهل البيت عليهم السلام على عفة المرأة وحشمتها وحجابها وحيائها، وقد ورد الأمر من أهل البيت عليهم السلام بأن يكون زف العرائس ليلاً يوم كان الحجاب منتشراً ولم تكن الكهرباء موجودة والليل ظلام دامس، فكل ذلك من أجل إبعاد الناس عن الفتنة والفساد، فالأمل بشيعة أهل البيت عليهم السلام التأدب بأدبهم والتخلّق بخلُقهم وإلا حلّ بهم الوبال والنكال. و إنا لله و إنا إليه راجع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك