الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب المحكم في اصول الفقه للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: أما ما ذكره بعضهم: من أن متعلق الإرادة التشريعية ليس مطلق فعل العبد، بل خصوص الاختياري منه ، والإرادة المذكورة لا تقتضي جبر العبد، للزوم الخلف. فهو لا يدفع الاشكال، حيث يلزم مع علم المريد بعدم تحقق الفعل الاختياري عدم فعلية إرادة المستتبعة للسعي له بالتكليف. كما يلزم عدم تخلفه مع قدرة المولى عليه، مع وضوح أنه قد يتخلف وإن كان قادرا ، كما هو المشاهد في كثير من الموالي العرفيين ، حيث يتسنى له إقناع العبد وإحداث الداعي له ، بمثل الترهيب والترغيب والتذكير. بل لا إشكال فيه في حق المولى الأعظم عز وجل، إذ لو سلم ما ذكره بعضهم من عدم استناد اختيار العبد إليه تعالى، إلا أنه لا ريب في وقوعه تحت سلطانه ، ولو بتهيئة أسباب الهداية والسعادة، أو الخذلان والشقاوة ، قال سبحانه: "إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ" (الشعراء 4). مضافا إلى أن أخذ الاختيار قيدا في المراد والمكلف به لو أمكن، وغض النظر عما قيل من عدم كون الاختيار اختياريا، فيمتنع أخده في المكلف به الاختياري كان لازمه عدم الاجزاء بالموافقة بوجه غير اختياري، ولا يمكن البناء عليه في غير العباديات.
جاء في موقع الحكيم عن تنصيب الائمة عليهم السلام للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال: المتسالم عليه في مذهبنا أن الإمامة هي بنص من الله تعالى، وإذا تتبعنا سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم نجد أن آيات الولاية والطاعة قد نزلت بعد الهجرة إلى المدينة، فهل هذا يعني أن إمامته قد جعلها الله تعالى له بعد الهجرة، أم أنه كان إماماً منذ البعثة وما هو الدليل على ذلك ؟ الجواب: إمامة أمير المؤمنين وأولاده عليهم السلام مقدرة في علم الله تعالى من الأزل، وأما التبليغ بها فلم يتم إلا بعد البعثة عند حصول الظرف المناسب . ولعل أول مرة بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الدار في مكة المعظمة عند نزول قوله تعالى: "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" (الشعراء 214)، حسبما تضمنته مصادر الحديث المذكور.
جاء في كتاب فاجعة الطف للسيد محمد سعيد الحكيم: خطبة الزهراء عليه السلام الكبرى قال الطبرسي: (وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي، ولا رحم بينن. أفخصكم الله بآية أخرج أبي منه؟ أم هل تقولون: إن أهل ملتين لا يتوارثان؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك.) الى قولها عليها السلام (فبعين الله ما تفعلون "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ" (الشعراء 227) . وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا إنا عاملون، "وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ" (هود 122). ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وخور القناة وبثة الصدر، وتقدمة الحجة.).
https://telegram.me/buratha