الدكتور فاضل حسن شريف
جاء عن دار السيدة رقية للقرآن الكريم في استفتاءات المراجع للمرجع السيد محمد سعيد الحكيم: السؤال: يقول تعالى : "إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا" (طه 15)، فهل معنى هذه الآية أن هناك من الناس من يستطيع معرفة الساعة؟ لأن الآية صريحة: "أَكَادُ أُخْفِيهَا" أن الله لم يخفي الساعة، أم هل يدل ذلك على علامات قيام الساعة كما روي في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟ الجواب: ليس المراد من الآية ذلك، بل تضمنت الآيات والأحاديث أن الله تعالى اختصَّ لنفسه بعلم الساعة.
جاء في كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: إن للعقل أهمية كبرى في كيان الإنسان، وتقويم شخصيته، وتوجيه سلوكه، وتحديد مصيره. وبه تميز عن بقية الحيوانات وفضل عليه. فإنها وإن كانت تملك شيئاً من الإدراك الغريزي، إلا أنه في حدود ضيقة. أما الإنسان فهو يستطيع بعقله تمييز الأشياء، ومقارنة بعضها ببعض، ثم الترجيح بينه، واستحصال النتائج من مقدماته، وتحديد الضوابط التي ينبغي الجري عليه، مع سعة أفق وانفتاح على الواقع، قد يقطع به ذوو الهمم العالية شوطاً بعيداً في التقدم، ويرتفعون به إلى مراتب سامية من الرقي والكمال. ولذلك أكد القرآن المجيد على العقل في آيات كثيرة. قال تعالى: "إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأولِي النُّهَى" (طه 54) إلى غير ذلك. كما أكدت على ذلك السنّة الشريفة في أحاديث كثيرة لا تحصى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من آله عليهم السلام، وبصيغ مختلفة في عرض ذلك. فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: (ما قسم الله للعباد شيئاً أفضل من العقل) و (ولا بعث الله رسولاً حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته). وفي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل). وقال عليه السلام في حديث: (من كمل عقله حسن عمله).
جاء في موقع الحكيم عن عصمة الانبياء عليهم السلام للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال: هل عصى ادم عليه السلام الله عزوجل مثل ما اشارت اليه الاية الكريمة. الجواب: عندما نلاحظ الآيات الحاكية عن نهي آدم عن الأكل من الشجرة لا نجد ما يشير إلى كونه نهياً مولويّاً حتّى يوجب عصيانه العذاب الاخروي الذي وعد الله به العاصين، بل في بعض هذه الآيات ما يشير إلى كونه إرشادياً كما في قولـه تعالى : "فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى" (طه 117)، حيث كان تحذير آدم من الشيطان باعتبار أن متابعته توجب الخروج من الجنّة، ولو كان النهي الإلهي عن الأكل من الشجرة مولويّاً لأشارت هذه الآية إلى أن أثر متابعة الشيطان استحقاق العذاب الإلهي الذي هو أهم من الخروج من الجنّة.
جاء في كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: القرآن المجيد وهو المعجزة العظمى الخالدة، التي كان الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم يحتجان بها لتصديق الرسالة، ويتحديان بها الخصوم. قال عزّ من قائل محتجاً بالقرآن: "وَقَالُوا لَولاَ يَأتِينَا بِآيَةٍ مِن رَبِّهِ أوَلَم تَأتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى" (طه 123).
https://telegram.me/buratha