الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى في آيات عديدة تتحدث عن الارض والسماوات منها في سورة ال عمران "إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ" ﴿آل عمران 5﴾، و "قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ﴿آل عمران 29﴾، و "أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ" ﴿آل عمران 83﴾، و "وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" ﴿آل عمران 109﴾، و "وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" ﴿آل عمران 129﴾، و "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" ﴿آل عمران 133﴾، و "وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" ﴿آل عمران 180﴾، و "وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ﴿آل عمران 189﴾، و "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ" ﴿آل عمران 190﴾، و "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" ﴿آل عمران 191﴾.
نظرية الانفجار الكبير: يرى أكثر العلماء ان بداية نشوء الكون وقع نتيجة انفجار كبير في النجوم التي تسمى بـ سوبرنوفا وهي نجوم تقلصت في داخلها نتيجة الانفجار الهائل ونتج عن هذا الانفجار قذف كمية هائلة جدا من جسيمات النيوترون التي أخذت بتكوين العناصر بترتيب عدد الالكترونات والبروتونات. ويرى فرانك كلوز ان المنظومة الشمسية تكونت من حدوث سوبرنوفا منذ خمسة ملايين سنة. وقد شبه الله تعالى في كتابه الكريم هذا الانفجار بالدخان "ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" (فصلت 11). وكان للانفجار مركز حيث كانت الجسيمات او الدخان المنبعث من المركز الى الخارج سرعته عاليه جدا تقاس بالسنين الضوئية يشير العلماء الى ان الكواكب والنجوم وجدت بعد الانفجار الكبير الذي وقع منذ مايقرب من 10-20 بليون سنة وظل الكون شفافا بسبب هذا الاشعاع لنحو 700 الف سنة بعد الانفجار الكبير ومنذ ذلك الوقت اخذت المادة تتكتل معا في نجوم ومجرات. وهنالك نظرية اخرى تسمى نظرية النفخ قال الله تعالى "فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ" (الحجر 29) فالله تعالى قادر كما فعل في الانسان ان يفعل نفس الشئ في الكون قال الله تعالى "لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (غافر 57).
خلق الله تعالى الكواكب والنجوم التي في السماء بدون ان تصطدم ببعضها البعض كما قال الله سبحانه "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" ﴿الأنبياء 33﴾، و "لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" ﴿يس 40﴾، و "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ" (الملك 3). قال الله تعالى "وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ" (البروج 1) الواو واو القسم، والبروج هي منازل السماء التي تنتقل فيها الكواكب اثناء دورانها. وقد قدرت المسافات بين البروج الى آلاف السنين الضوئية، وان سرعة الضوء 300 ألف كم في الثانية.
علم الفلك يبحث عن الاجرام السماوية وخصائصها ومواقعها. ويسمى المتخصص بعلم الفلك بالفلكي. ورد عن الطاهر بن عاشور: الفلك أحسن ما يعبر به عن الدوائر المفروضة، التي يضبط بها سير كوكب من الكواكب، خاصة سير الشمس وسير القمر. ويقول الرازي: الفلك في كلام العرب كل شيء دائر، وجمعه أفلاك، اختلف العقلاء فيه، فقال بعضهم: الفلك ليس بجسم وإنما هو مدار هذه النجوم، وهو قول الضحاك، وقال الأكثرون: بل هي أجسام تدور النجوم عليها، وهذا أقرب إلى ظاهر القرآن، ثم اختلفوا في كيفيته، فقال بعضهم: الفلك موج مكفوف تجري الشمس والقمر والنجوم فيه. اعلن مرصد فلكي سويسري اكتشافه عن كوكب يقع على بعد 30 سنة ضوئية يتشكل اساسا من الماء في شكل جليد ساخن. وهو تطور على وجود مياه في كواكب اخرى. وبتعبير آخر وجود حياة قال الله سبحانه وتعالى "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" (الانبياء 30).
في خطبة منسوبة لامير المؤمنين عليه السلام تسمى بخطبة الافتخار، وقد تفرد بنسبتها إليه الحافظ البرسي في مشارق اليقين وقد ساقها مرسلاً، قال وهو يتحدث عن علامات رجعته عليه السلام: ألا وإن لخروجي علامات عشرة، أوله اتحريف الرايات في أزقة الكوفة، وتعطيل المساجد، وانقطاع الحاج، وخسف وقذف بخراسان، وطلوع الكوكب المذنب، واقتران النجوم، وهرج ومرج وقتل ونهب، فتلك علامات عشرة، ومن العلامة إلى العلامة عجب، فإذا تمت العلامات قام قائمنا قائم الحق (مشارق أنوار اليقين: 165) وفي هذه الرواية نلاحظ ايضاً ان العلامات المذكورة سيقت ضمن مسار لا دلالة زمانية فيه بحيث يمكن الاستدلال فيها كما ان عدة من العلامات لم يشخص مكانها مع انها امور يمكن ان تحصل في كل أوان.
https://telegram.me/buratha