الدكتور فاضل حسن شريف
قال السيد محمد حسين فضل الله كما جاء في كتاب لهذا كانت المواجهة لمؤلفه الشيخ جلال الدين الصغير: (إن الثورة الحسينية قد تحولت بفعل التأكيد على الجانب العاطفي إلى ثورة على الذات بتعذيبها بالصراخ ولطم الصدور وضرب الظهور وجرح الرؤوس - من وحي عاشوراء: 21. أنا وقفت منذ سنين ضد هذه المظاهر في عاشوراء ضد الضرب بالسيف والسلاسل وضد اللطم الاستعراضي - حديث عاشوراء: 134. إن ضرب الرأس بالسيف تخلف وإن ضرب الظهور بالسلاسل تخلف، وإن اللطم إذا لم يكن هادئا عاقلا حزينا هو نوع من أنواع التخلف - حديث عاشوراء: 106. ضرب الرؤوس أصبح مظهر تخلف ويشوه صورة الشيعة في العالم - حديث عاشوراء: 134 و 245، وجريدة السفير 27 / 5 / 1996. الزمن الحاضر يرفض ضرب الرؤوس بالسيوف والظهور بالسلاسل، وهي ليست أسلوبا من أساليب التعبير عن الحزن والمأساة، وهي وجه من وجوه التخلف - حديث عاشوراء: 263. اللطم مشروع لأنه تعبير عن الحزن، ولكن عندما يقف الناس بشكل فني استعراضي ويلطمون حسب قواعد وحركات خاصة فهذا ليس اللطم المعبر عن الحزن، والمعبر عنه هو اللطم الهادئ - حديث عاشوراء: 135. هذه العادات التطبير وضرب السلاسل لم تنطلق من اجتهاد فقهي شارك في إنتاجها وتحويلها إلى عادة شعبية لدى الناس - السفير 27 / 5 / 1996، حديث عاشوراء: 247). وقد علق الشيخ جلال الدين الصغير قائلا: ولكن ما شأن الفتاوى التي خرجت في صددها؟ فلئن صح أنها انطلقت دونما استشارة من العلماء وإجازة فيها وهو أمر مشكوك جدا فمما لا شك فيه أنها انتشرت تحت رعاية العلماء ونظرهم، فمنهم من اعتبرها واجبا كفائيا ومنهم من عدها مستحبة ومارسها هو وأصحابه.
وقال السيد محمد حسين فضل الله: (أنا ممن يرون أن الإضرار بالنفس محرم - حديث عاشوراء: 221 و 248. لا يمكن القول بأن الشعائر الحسينية من شعائر الله لأن شعائر الله توقيفية، لم تصدر من الشارع - حديث عاشوراء: 220. ضرب السلاسل محرم - حديث عاشوراء: 220 - 221. لا نحتاج في مسألة التفاعل أن نذكر أن من بكى فله كذا لأن من يقول إنني أريد أن أبكي لأحصل على كذا حسنة مثلا فهذا ليس بكاء طبيعيا، والبكاء الطبيعي هو البكاء العفوي - حديث عاشوراء: 222). رد الشيخ جلال الدين الصغير: أولا: إن عبارة أن من بكى فله كذا هي عبارة روايات صحيحة وكثيرة وردت عن أهل بيت العصمة والطهارة بأسانيد صحيحة ومعتبرة. ثانيا: الثابت في رواياتنا الصحيحة أن المطلوب هو البكاء على الحسين عليه السلام بغض النظر عن أن يكون عفويا أو غيره، بل إن المتباكي يحصل على الأجر أيضا فالرواية الصحيحة تقول: من بكى أو تباكى.
واستمر السيد محمد حسين فضل الله في ما يتصوره عن الشعائر الحسينية: (قلنا بأنه يحرم ضرب الرؤوس بالسيف أو ضرب الظهور بالسلاسل وحتى اللطم العنيف الذي يوجب إضرارا بالإنسان ولو إضرارا غير خطير حتى لو كان ذلك بعنوان الحزن والمواساة - حديث عاشوراء: 248، وجريدة السفير 27 / 5 / 1996. إنني أجد أن هذه العادات لا بد من إزالتها من ناحية شرعية لأنها محرمة بالعنوان الأولي بناء على رأينا ومحرمة بالعنوان الثانوي أيضا ولذلك قلنا نحن هي نوع من أنواع التخلف - حديث عاشوراء: 248. من المؤسف أن هناك فريقا من الناس يصر على هذه الوسائل والأساليب الشعائر تحت عناوين تعظيم الشعائر وتعميق الولاء بالرغم من وضوح السلبيات الشرعية والاجتماعية التي تدخلها في دائرة المحرمات الأمر الذي يحتاج إلى صدمة جديدة تقضي على كل هذا الواقع - مجلة المعارج العدد 28 - 31 ص 399 - 400. نحن نحب لكل إخواننا وأخواتنا أمام هذه العادات الشعائر التي فرضت نفسها علينا أن يفكروا فيها في سلبياتها وإيجابياتها حتى نستطيع أن نخلص عاشوراء من كل هذا التخلف الذي أدمناه والذي حولناه إلى تخلف مقدس - حديث عاشوراء: 136. نحن ننطلق من أننا نريد تصفية هذه المحافل من كل ما علق بها من مظاهر التخلف - حديث عاشوراء: 136. لا يجوز التبرع بالأموال للهيئات والمواكب الحسينية التي تصرف جزء من تلك الأموال على شؤون التطبير وضرب السلاسل - المسائل الفقهية 1: 145. 364. ثمة أناس في العراق يشربون الخمر حزنا على الحسين في يوم العاشر وبعضهم يشرب من أجل الإحماء - جريدة منبر السبت العدد الأول الصفحة الرابعة). ليس من المنطق والمعقول ان يذكر السيد فضل الله ان أناس اي عدد ليس قليل يشربون الخمر ويأتون للعزاء الحسيني، وهو يدعي الانتساب لاتباع اهل البيت، وهذا القول يستحي ان يقوله حتى المعادي للاسلام او اتباع اهل البيت. واذا كان واحد بالالف او اقل، وان عمله احد فهو لتشويه سمعة الشعائر الحسينية، يعمل هكذا عمل مشين فعليه ان لا يعممه بهذا التعميم. وقد رد عليه الشيخ جلال الدين الصغير قائلا: أنظر مفردة تناقضات في ما سيأتي من مفردات لترى كيف يتبرأ من كلماته ومن ثم ليعود إليها في المفردة اللاحقة.
https://telegram.me/buratha