الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب لهذا كانت المواجهة للشيخ جلال الدين الصغير: وقد حفلت التجربة الإمامية بالكثير من صور الانحراف، ولئن رأينا في صور حركة الواقفة كيف أن الانحراف يصطاد العديد من وكلاء الإمام الكاظم عليه السلام، فلقد رأينا في صورة أبي جعفر المنصور الذي كان واحدا من أبرز الناعين للإمام الحسين عليه السلام ليتحول من بعدها إلى قاتل الإمام الصادق عليه السلام، ولقد رأينا صورة علي بن إسماعيل بن الإمام الصادق عليه السلام كيف يسقط في حضيض التحايل لقتل عمه وإمامه الإمام الكاظم عليه أفضل التحية والسلام.
وتعليقا على الذي يقول: لا يخلد المسلم صاحب الكبيرة في النار بسبب إسلامه. (من وحي القرآن 7: 131 - 132). حتى لو كان هذا المسلم مثل يزيد ومعاوية والحجاج وزياد بن أبيه وعمر بن سعد وقتلة الزهراء عليها السلام وهكذا قتلة جميع الأئمة عليهم السلام ومنهم الامام الحسين عليه السلام والمئات من غيرهم. رد الشيخ جلال الدين الصغير على مثل هذه الاقوال: هل قرأ يا ترى في القرآن الكريم قوله تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا" (النساء 93) ومثلها 22 آية نزلت بحق المسلمين الذين يخلدون في النار جزاء أعمالهم في ما يشتركون مع غيرهم في نحو 8 آيات أخرى في الخلود في النار.
اسرد الشيخ جلال الدين الصغير اقوال المغرضين والجهلة حول كلامهم الجارح لقدسية ابي الشهداء الامام الحسين عليه السلام ومنهم محمد حسين فضل الله في قوله (نعالج مسألة يحاول أن يرددها بعضهم وهي إن الحسين لم يكن طالب حكم أو سلطة. إننا نقول: كان الحسين طالب حكم وسلطة. محاضرة بتأريخ 20 / 5 / 1996، وحديث عاشوراء: 82. كان الحسين طالب حكم - حديث عاشوراء: 99. حسين مني وأنا من حسين، لا معنى حقيقي لها وإنما هو كلام للكناية والمبالغة - شريط مسجل بصوته. عن عقيدة شفاعة الحسين عليه السلام لذنوب شيعته وخطاياهم من خلال فدائه دمه الشريف: إننا نحب أن نسجل ابتعاد هذه الأساليب عن التفكير الإسلامي - من وحي القرآن 1: 270. السيدة زينب عليه السلام 341 - في قولها عليها السلام ليزيد يا بن الطلقاء، أنها أرادت أن تذكره بما فعل جدها مع جده ومن ثم لتدفعه للعفو عنها واحدة بواحدة على الأقل - شريط مسجل بصوته بتأريخ 20 / 11 / 1998 في صلاة الجمعة. يحاول الشعراء أن يتخيلوا من خلال ظروفهم البدوية ليحركوا زينب في أحاديث عاشوراء على أساس تقاليد نساء البدو فتتصور وأنت تقرأ الشعر القريض أو الشعر الشعبي أنك تلتقي ببدوية تعرف كيف تبكي - حديث عاشوراء: 96. استهجان لتحويل الحوراء الطاهرة زينب صلوات الله عليها رمزا للمأساة: لأن الذين كتبوا المأساة من خيالاتهم أو الذين صوروا المأساة في أشعارهم ونثرهم أرادوا لأبطال كربلاء أن يتحولوا إلى شئ يبكي- حديث عاشوراء: 97. تكذيب للروايات التي تقول بأن السيدة زينب كانت تبكي وتنوح على الحسين - حديث عاشوراء: 133. زينب لا يمكن أن تجزع على الحسين - حديث عاشوراء: 133). ان هذه الاقوال تناقض روايات اتباع اهل البيت والمذاهب الاسلامية الاخرى وتحاول جعل الحسين عليه السلام طالب حكم وسلطة وليس آمر بالمعروف وناه عن المنكر، والحسين لا يشفع لاحد والشفاعة بعيدة عن التفكير الاسلامي، وان حسين مني وانا من حسين ليس لها معنى، وتبرير قول السيدة زينب عليها السلام يا بن الطلقاء، واعتبار ان البكاء و الرثاء والنثر الحسيني من البداوة والتخيلات، وتكذيب بكاء زينب على الحسين عليهما السلام.
وانتقد فضل الله البكاء على الحسين عليه السلام قائلا: إن الاستغراق في المأساة بالطريقة البكائية يملأ النفس بالكثير من الدخان العاطفي الذي يمنع وضوح الرؤية في النظر إلى العناصر الحقيقية المتمثلة بطبيعتها العامة حتى إن الارتباط بالشخصيات القيادية الإسلامية يتحول إلى ارتباط شخصي متصل بالجوانب الذاتية في صفاتها الخاصة ومستغرق بالتقليد الجامد الذي قد يبدو فيه البكاء وأمثاله من الأساليب العاطفية شيئا يتكلفه الإنسان ليكون نوعا من أنواع التباكي الذي قد يلتقي بالصورة في معنى الحزن أكثر مما يرتبط بالمضمون - من وحي عاشوراء: 20.
https://telegram.me/buratha