الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب فاجعة الطف للمرجع الاعلى السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: وقال الشجري: (لما أسقط عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى من الخطب على المنابر لعن أمير المؤمنين عليه السلام قام إليه عمرو بن شعيب وقد بلغ إلى الموضع الذي كانت بنو أمية تلعن فيه علياً عليه السلام فقرأ مكانه: "إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ" (النحل 90) فقام إليه عمرو بن شعيب لعنه الله، فقال يا أمير المؤمنين: السنة السنة، يحرضه على لعنه كذا في المصدر علي عليه السلام. فقال عمر: اسكت. قبحك الله. تلك البدعة لا السنة. وتمم خطبته). الأمالي للشجري ج:1 ص:153 الحديث السابع: فضل أهل البيت عليهم السلام كافة وما يتصل بذلك.
وكان الوليد بن يزيد يصلي ـ إذا صلى أوقات إفاقته من السكر إلى غير القبلة، فقيل له في ذلك. فقرأ: "فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ" (البقرة 115).
روى جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطى سهم ذوي القربى إلى بني هاشم وبني المطلب. المصنف لابن أبي شيبة ج:7 ص:699 كتاب الجهاد: سهم ذوي القربى لمن هو؟. السنن الكبرى للبيهقي ج:6 ص:365 كتاب قسم الفيء والغنيمة: باب إعطاء الفيء على الديوان ومن يقع به البداية. فتح الباري ج:6 ص:174. وقد اختلف الحال بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وعن عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الحسن في هذه الآية "وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ" (الانفال 41) قال: لم يعط أهل البيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس ولا عمر ولا غيرهم، فكانوا يرون أن ذلك إلى الإمام يضعه في سبيل الله وفي الفقراء حيث أراده الله. المصنف لابن أبي شيبة ج:7 ص:700 كتاب الجهاد: سهم ذوي القربى لمن هو؟.
قيام امير المؤمنين عليه السلام بالأمر بعد عثمان بعهد من الله تعالى: ومن الطبيعي أن ذلك كله كان بعهد إليه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله عز وجل "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ" (الانفال 42). قال عليه السلام في خطبته لما بويع: (ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيكم صلى الله عليه واله. والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة، ولتغربلن غربلة، ولتساطن سوط القدر، حتى يعود أسفلكم أعلاكم، وأعلاكم أسفلكم. وليسبقن سابقون كانوا قصرو، وليقصرن سباقون كانوا سبقو. والله ما كتمت وشمة، ولا كذبت كذبة. ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم حق وباطل. ولكل أهل. فلئن أمر الباطل لقديماً فعل. ولئن قلّ الحق فلربما ولعل. ولقلما أدبر شيء فأقبل). وذيل هذا الكلام مشعر بيأسه عليه السلام من تعديل مسار السلطة في الإسلام، وبقاء الخلافة في موضعها الذي وضعها الله عز وجل فيه بعد أن خرجت عنه وأدبرت. وتغلب كلمة الضلال. فكن جليس بيتك حتى تقلَّده. فإذا قلِّدتها جاشت عليك الصدور، وقلبت لك الأمور. تقاتل حينئذ على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله. فليست حالهم الثانية بدون حالهم الأولى. فقلت: (يا رسول الله فبأي المنازل أنزل هؤلاء المفتونين من بعدك، أبمنزلة فتنة أم بمنزلة رِدّة؟ فقال: بمنزلة فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل) إلى غير ذلك مما ورد عنهم صلوات الله عليهم.
محاورة معاوية مع ابن عباس: ففي حديث سليم بن قيس عن حوار بين معاوية وابن عباس قال: (قال معاوية: فإنا كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته، فكفّ لسانك يا ابن عباس، وأربع على نفسك. فقال له ابن عباس: أفتنهانا عن قراءة القرآن؟ قال: لا. قال: أفتنهانا عن تأويله؟ قال: نعم. قال: فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به؟! قال: نعم. قال: فأيما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟ قال: العمل به. قال: فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما أنزل علين؟! قال: سل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك. قال: إنما أنزل القرآن على أهل بيتي، فأسأل عنه آل أبي سفيان، أو أسأل عنه آل أبي معيط، أو اليهود والنصارى والمجوس؟. قال له معاوية: فقد عدلتنا بهم، وصيرتنا منهم. قال له ابن عباس: لعمري ما أعدلك بهم. غير أنك نهيتنا أن نعبد الله بالقرآن، وبما فيه من أمر ونهي، أو حلال أو حرام، أو ناسخ أو منسوخ، أو عام أو خاص، أو محكم أو متشابه. وإن لم تسأل الأمة عن ذلك هلكوا واختلفوا وتاهو. قال معاوية: فاقرؤوا القرآن وتأولوه. ولا ترووا شيئاً مما أنزل الله فيكم من تفسيره، وما قاله رسول الله فيكم، وارووا ما سوى ذلك. قال ابن عباس: قال الله في القرآن: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" (التوبة 32). قال معاوية: يا ابن عباس، اكفني نفسك، وكف عني لسانك. وإن كنت لابد فاعلاً فليكن ذلك سر، ولا يسمعه أحد منك علانية. ثم رجع إلى منزله، فبعث إليه بخمسين ألف درهم).
مواقف الأنبياء والأوصياء وجميع المصلحين: وعلى هذا جرى جميع الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم وكل المصلحين، خصوصاً الأمميين الذين تعم دعوتهم العالم أجمع، ولا تختص بمدينة خاصة أو قبيلة خاصة أو شعب خاص. فإنهم بدعوتهم وتحركهم قد خالفوا المحيط الذي عاشوا فيه، وشقوا كلمة أهله، ولم يتيسر لهم غالباً أو دائماً توحيد كلمة المعنيين بدعوتهم وحركتهم، وكسب اتفاقهم لصالحهم. وأنجحهم من استطاع أن يوحد جماعة صالحة تتمسك بخطه وتعاليمه وتدعوا إليها في مقابل دعوة الباطل التي كان يفترض لها أن تنفرد في الساحة لولا نهضته وظهور دعوته. ولا مبرر لهم في ذلك إلا تنبيه الغافل، وإيضاح معالم الحق الذي يدعون له، وإقامة الحجة عليه، ليتيسر لطالب الحق الوصول إليه، كما قال الله عز وجل: "إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُور" (الانسان 3)، وقال سبحانه: "ليَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ" (الانفال 42)
https://telegram.me/buratha