الدكتور فاضل حسن شريف
بدأ الشيخ احمد الوائلي في خطبة له بهذه الاية "يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" (النحل 111) حول احداث يوم القيامة حيث ان يوم القيامة من المسلمات المفروض منها لانه ليس عبثا ان يذهب جسم الانسان المعقد بعد موته هباءا بدون رجوعه مرة اخرى. والتوفية اعطاء الحق دون زيادة او نقصان الا النفس التي يشفع لها تاخذ فوق حقها.
والشفاعة مذكورة في القرآن والسيرة " مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ" (البقرة 255). فكما في الدنيا يمكن ان يشفع لك شخص ذو شأن لقضاء حاجة فان الانبياء والاولياء يشفعون يوم القيامة. فامير المؤمنين عليه السلام يدخل في شفاعة ربيعة ومضر كما جاء في الاثر فكيف الذي يدفن في وادي الغري. والنفس تأخذ حقها ثوابا او عقابا لانها بين يدي حاكم عادل "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ" (النحل 90). واذا كان في المحراب لا يوجد حاجز بين العبد وربه عندما تقول "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" (الفاتحة 5) فان في الاخرة كذلك لا يوجد حاجز.
واذا كان الانسان يجادل عن اسرته واصدقائه فيوم القيامة لا يجادل الا عن نفسه ويرمي مساوءه على عاتق الاخرين " هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا" (الاعراف 38). ومن احداث يوم القيامة ان الارض ليس كارض الدنيا والمجرمون يومهم لا يحسد عليه "يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ" (ابراهيم 48، 49) و " انَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا" (الكهف 29). ان الظلم لامر عظيم والله تعالى يضع للظالمين نهاية مظلمة في الدنيا والاخرة. والامام الحسين عليه السلام دعا على قاتله ان يحشره مع الظالمين.
https://telegram.me/buratha