الصفحة الإسلامية

سورة هل أتى بحق آل البيت نزلت في 25 ذي الحجة (ح 3)


الدكتور فاضل حسن شريف

وفي تفسيري الزمخشري والقمي عن سورة الانسان و آية الاطعام: عندما كان الحسن والحسين مريضين، فعادهما رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيام، فشفيا وما كان معهم شي‏ء، فاستقرض علي ثلاثة أصواع من شعير، فطحنته فاطمة واختبزته على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل، وقال: السلام عليكم، أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلّا الماء وأصبحوا صياماً، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه وباتوا مرة أخرى لم يذوقوا إلّا الماء وأصبحوا صياماً ووقف عليهم أسير في الثالثة عند الغروب، ففعلوا مثل ذلك، فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم، فلما أبصرهم وهم يرتعشون من شدّة الجوع، قال: (ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم) فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبرئيل وقال: خذها يا محمد هنّأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة.

عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: (من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على الله جنةً وحريراً). وعن الإمام الباقر عليه السلام: (من قرأ سورة هل أتى في كل غداة خميسٍ زوجّه الله من الحور العين، وكان مع محمد وآله عليهم السلام). و عن الإمام الصادق عليه السلام عن سورة الانسان: (قراءتها تقوّي النفس وتشُدّ العصب، وتسكّن القلق، وإن ضَعُف في قراءتها، كُتبت ومحيت وشُرب ماؤها يزول الضعف عنه بإذن الله تعالى).

وتكملة للحلقة السابقة عن تفسير نور الثقلين فلما أصبحوا (علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجاريتهم فضة) غزلت فاطمة عليها السلام الثلث الثاني وطحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة اذا يتيم على الباب يقول السلام عليكم أهل بيت محمد ، انا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونيى مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال: فاطم بنت السيد الكريم بنت نبي ليس بالذميم قد جاءنا الله بذا اليتيم من يرحم اليوم فهو رحيم موعده في جنة النعيم حرمها الله على اللئيم. فقالت فاطمة : انى اعطيه ولا ابالي واوثر الله على عيالي امسوا جياعا وهم اشبالي ثم دفعت ما كان على الخوان اليه وباتوا جياعا ، لا يذوقون الا الماء القراح ، فلما اصبحوا غزلت الثلث الباقي وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السلام اذا اسير من اسراء المشركين على الباب يقول: السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده وقال: فاطم يا بنت النبي أحمد بنت نبي سيد مسدد هذا اسير للنبي المهتدي مكبل في غلة مقيد يشكوا الينا الجوع قد تقدد من يطعم اليوم يجده في غد عند العلي الواحد الممجد فقالت فاطمة: لم يبق مما كان غير صاع قد رميت كفي مع الذراع وما على رأسي من قناع الا عباء نسجه بصاع ابناي والله من الجياع يا رب لا تتركهما ضياع ابوهما للخير ذو اصطناع عبل الذراعين شديد الباع. واعطته ما كان على الخوان وباتوا جياعا ، واصبحوا مفطرين وليس عندهم شئ ، فرآهم النبي صلى الله عليه وآله جياعا فنزل جبرئيل عليه السلام ومعه صحفة من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراقا تفوح منها رائحة المسك والكافور ، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم تنقص منها لقمة، وخرج الحسين ومعه قطعة عراق فنادته امرأة يهودية يا اهل بيت الجوع من اين لكم هذا أطعمنيها؟ فمد يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل واخذها من يدها ورفع الصحفة إلى السماء، فقال النبى صلي الله عليه وآله: لو لا ما أراد الحسين من اطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة في أهل بيتي يأكلون منها إلى يوم القيامة، ونزل: يوفون بالنذر وكان الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذى الحجة، ونزلت هل أتى في اليوم الخامس والعشرين منه.

و في سورة الانسان عن النذر "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" (الانسان 7) والنذر عادة فعل شئ او تركه. وعلى الانسان الوفاء به كما ورد في الاية المباركة "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ" (الانسان 7) وعقاب في حالة عدم الوفاء بالنذر "وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" (الانسان 7) وعلى الانسان الخوف من الله جل جلاله.

قال الله تبارك وتعالى " إِنَّا هَدَيْنَـهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً" (الانسان 3) جاء في موقع دار السيدة رقية للقرآن الكريم: إنّ الله قد خلق الإنسان لهدف الإبتلاء والإختبار والتكامل، فأوجد فيه المقدمات لكي يصل بها إلى هذا الهدف، ووهبه القوى اللازمة لذلك، وهذه هي الهداية التكوينية، ثمّ جعل في أعماق فطرته عشقاً لطي هذا الطريق، وأوضح له السبيل عن طريق الإلهام الفطري، فسمي ذلك بـ الهداية الفطرية، ومن جهة أُخرى بعث القادة السماويين والأنبياء العظام لإراءة الطريق بالتعليمات والقوانين النيّرة السماوية، وذلك هو الهداية التشريعية، وجميع شعب الهداية الثلاث هذه لها صبغة عامّة، وتشمل جميع البشر. وعلى المجموع فإنّ الآية تشير إلى ثلاث مسائل مهمّة مصيرية في حياة الإنسان: مسألة التكليف، ومسألة الهداية، ومسألة الإرادة والإختيار والتي تعتبر متلازمة ومكمّلة بعضها للبعض الآخر. التعبير بـ شاكراً وكفوراً يعتبر أفضل تعبير ممكن في هذه الآية، لإنّه مَنْ قابل النِعَمِ الإلهية الكبيرة بالقبول واتخذ طريق الهداية مسلكاً، فقد أدّى شكر.

قال الله عز وجل "وَجَزَهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُّتَّكِئِيِنَ فِيهَا عَلَى الاْرَآئِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَـلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِـَانِيَة مِّن فِضَّة وَأَكْوَاب كَانَتْ قَوَارِيرَاً(15) قَوَارِيرَ مِن فِضَّة قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20) عَـلِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُس خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّواْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّة وَسَقـَهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً (21) إِنَّ هَـذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً (22)" (الانسان 12-22). عطاءات الجنة للذين صبروا على الوفاء بالنذر والخوف من الليه ويوم القيامة والصوم واطعام المسكين واليتيم والاسير "وَجَزَهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً" (الانسان 12) منها لباس الحرير وكما قال عز من قائل "سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" (الرعد 24، و "إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ" (المؤمنون 111).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك