حامد كماش آل حسين
لقد بلغت ألقاب وفضائل أمير المؤمنين علي «عليه السلام» من الكثرة والشهرة حداً لم يتمكن أعدى أعدائه من إنكارها، رغم بذل كل الجهود في ذلك.
– قال الخليل بن أحمد الفراهيدي(1) وقد سُئل عن الإمام علي «عليه السلام»: ((ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً، وأخفاها محبوه خوفاً، وظهر من بين ذين وذين ما ملأ الخافقين)).(2)
– وقال احمد بن حنبل عن الإمام علي «عليه السلام»: (( لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي))(3).
ونتيجة لعدم إمكانية إخفاء هذه الفضائل حاولوا أن يتقاسموها، وينحلوها الى الآخرين، حتى لا تكون خصوصية للإمام علي «عليه السلام»، وهذا دليل على أن كل فضيلة لوحدها تمثل مقاماً رفيعاً، ومع كل هذه المحاولات بقي الإمام علي «عليه السلام» صاحب الخصوصيات التي لم يشاركه فيها أحد، حيث تميز الإمام علي «عليه السلام» في حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بعدة ألقاب ومناقب، وقد تكلمنا عن:
1. لقب «أمير المؤمنين».
2. لقب «قائد الغر المحجلين».
3. لقب «يعسوب الدين».
4. لقب «أبو تراب».
5. لقب «إمام المتقين».
6. لقب ومنقبة أنه «وليد الكعبة».
7. لقب ووصفه بـــ«السيد».
8. لقب ووصفه بأنه «قسيم الجنة والنار».
9. منقبه وفضيلة أنه «أول من أسلم».
10. لقب « الصديق».
11. لقب «الفاروق».
12. لقب «سيف الله المسلول».
13. لقب «ساقي الحوض».
14. لقب «ذي النورين»
واليوم نتكلم عن لقب « باب مدينة العلم »:
باب مدينة العلم:
كان الإمام علي «عليه السلام» عالماً واسع العلم، وينبوعاً للحكمة والمعرفة، ويكفينا دلالة على سعة علم الإمام علي «عليه السلام» أن نلقي نظرة على قطرة من محيط علمه المترامي، والتي أودعها في نهج البلاغة، فنهل منها كل عالم، وارتوى منها كل طالب علم، وبهذه النظرة سوف نقف على مدى سعة علمه وعمق فكره.
إن من مفاخر الإمام علي «عليه السلام» أنه كان تلميذ مدرسة الوحي والرسالة، وتربى في أحضان النبي «صلى الله عليه وآله»، وهو محيط العلوم والفضائل فغذى النبي «صلى الله عليه وآله» الإمام علي «عليه السلام» من علمه، وأفاض على روحه وقلبه من حكمته حتى قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»، وفي لحظات عمره الأخيرة، أودع الأمام علي «عليه السلام» أسراراً عظيمة، قال عنها الإمام علي «عليه السلام»: «علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب، كل باب يفتح لي ألف باب»(4)
لقد ترامت أطراف بحر علم الإمام علي «عليه السلام»، وتلاطمت أمواجه، وأترع روحه بعلوم رسول الله «صلى الله عليه وآله» الفياضة، واطلع على الأسرار العلمية، حتى قال: «سلوني قبل أن تفقدوني، فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض».(5)
ولم يكن الإمام علي «عليه السلام» عالماً بالعلوم الإسلامية وحسب، بل كان عارفاً بعلوم الأديان السابقة وأحكامه، حتى إنه كان قادراً على أن يحكم بين أهل كل ملة بأحكامهم، فكان يقول «عليه السلام»:
«فإن عندي علم الأولين والأخرين، أما والله لو ثنيت لي الوسادة، ثم جلست عليه، لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى ينادي كل كتاب بأن علياً حكم بحكم الله في».(6)
وقد تكلم الإمام علي «عليه السلام»، على مدى حياته في أسرار القرآن والعلوم الإسلامية المختلفة والمسائل الفلسفية والكلامية المعقدة، وأجاب الإجابة الصحيحة على أسئلة العلماء المعقدة الصعبة، ولم يكن غيره يقوى على هذه الإجابة، ولولاه لبقيت تلك المسائل ألغازاً لا تحل وأموراً مبهمة غامضة يحير فيها أبناء البشر طوال تاريخهم.
وجملة القول فإن الإمام علي «عليه السلام» كان كتاب الله المتحرك والقرآن الناطق والقلب المليء بينابيع العلوم القرآنية وعلوم النبي «صلى الله عليه وآله، والمفيض على العلماء وطلاب العلم ومسائل الإسلام وأحكامه بجوانبها المتعددة، والقلم والبيان عاجزان عن ذكر أسراره وعلومه.
معنى مدينة العلم:
لقد مثل رسول الله «صلى الله عليه وآله» نفسه بالمدينة التي تحوي على كل العلوم وأن تحصيل تلك العلوم، لابد أن يحصل من طريق باب تلك المدينة وهو الإمام علي «عليه السلام»، فإذا أردنا أن نحصل على بعض ذلك العلم لابد أن نأخذ ذلك من أقوال الإمام علي «عليه السلام»، ومن الأحاديث التي نقلها عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» وكذلك نأخذ من بقية أئمة أهل البيت «عليهم السلام»، لأنهم ورثوا ذلك العلم من الإمام علي «عليه السلام» عن رسول الله «صلى الله عليه وآله».
إذن الدخول إلى هذه المدينة وتحصيل العلوم منها يحصل بالورود على بابها والأخذ من الإمام علي «عليه السلام» معناه الأخذ من تلك المدينة، وإنه بالتمسك بالإمام علي «عليه السلام» وجعله هادياً يحصل الدخول إلى تلك المدينة.
وكذلك الحال بالتمسك بأولاده المعصومين «عليهم السلام» كونهم ورثوا علمه الذي ورثه من رسول الله «صلى الله عليه وآله» فالأخذ منهم أخذ من الإمام علي «عليه السلام».(7)
تنبيه:
وهنا قد يطرح سؤال وهو لماذا عبر رسول الله «صلى الله عليه واله» عن نفسه بمدينة العلم ولم يعبر أنه بحر العلم مع العلم أن المدينة لها حدود والبحر ممتد الى ماشاء الله؟
والأجابة على هذا التساؤل:
1. أنه لا يحق لنا الإعتراض على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ونقول له لماذا قلت هكذا ولم تقل هكذا فهو أعرف بما يقول وهو سيد البلغاء بل علينا التسليم لما قال وفهمه كما صدر منه لا وفق رغباتنا وأهوائنا.
2. إن كل من البحر والمدينة له حدود ورسول الله «صلى الله عليه وآله» ليس بصدد بيان سعة علمه حتى يقال ما ذكر في السؤال بل هو بصدد بيان ان لهذه المدينة باباً معينة منها يؤتى ولو عبر بالبحر لما صح المعنى الذي يريد إيصاله وهو ان هناك طريقاً لعلمه لان البحر يمكن دخوله من كل جهة.
3. كما ان الوصول الى المدينة لا يكون إلا عن طريق الباب كذلك الوصول الى فهم علم رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا يكون الا من خلال طريق خاص فالنبي «صلى الله عليه وآله» يريد القول بانه جامع للشريعة كاملة لكن فهم هذه الشريعة لا يكون إلا عن طريق تطبيقها من طريق الإمام علي«عليه السلام» ومن ينصبه علي من بعده.
الأحاديث:
1. «... عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله الصادق «عليه السلام» عن آبائه عن أمير المؤمنين «عليه السلام»، قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «يا علي، أنا مدينة العلم وأنت بابها، وهل تؤتى المدينة إلا من بابها».(8)
2. «... عن ابن عباس وعن جابر بن عبدالله، قالا: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب».(9)
3. «... عن الإمام علي «عليه السلام» قال: علمني رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» ألف باب كل باب يفتح لي ألف باب».(10)
4. «... عن ابن عباس عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد بابها فليأت علياً».(11)
الأحاديث مؤيدة:
هناك احاديث كثيرة تشير الى علم الامام علي «عليه السلام» نذكر منها ماورد عن ابن عباس:
1. «... عن الكلبي قال ابن عباس: علم النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» من علم الله وعلم علي «عليه السلام» من علم النبي«صلى الله عليه وآله وسلم» وعلمي من علم علي «عليه السلام» وما علمي وعلم الصحابة في علم علي «عليه السلام» إلا كقطرة في سبعة أبحر».(12)
2. «... عن ابن عباس قال: قال النبي «صلى الله عليه وآله»: «علي عيبة علمي».(13)
3. «... عن ابن عباس قال: والله لقد أعطي علي بن أبي طالب «عليه السلام» تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر».(14)
4. «... عن ابن عباس قال: العلم ستة أسداس لعلي «عليه السلام» خمسة أسداس وللناس سدس ولقد شاركنا في السدس حتى لهو اعلم به منا».(15)
5. «... عن ابن عباس، قال: كنا نتحدث أن النبي «صلى الله عليه وآله»: عهد إلى علي سبعين عهداً لم يعهدها إلى غيره».(16)
6. «... عن عبد الله بن عباس، قال:كنت عند النبي «صلى الله عليه وآله» فسئل عن علي «عليه السلام» فقال: «قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فاعطي علي تسعة أجزاء، والناس جزءاً واحداً».(17)
7. «... عن ابن عباس، قال: «العلم عشرة أجزاء، اعطي علي بن أبي طالب «عليه السلام» منها تسعة، والجزء العاشر بين جميع الناس، وهو بذلك الجزء أعلم منهم».(18)
8. «... عن ابن عباس، قال: والله لقد اعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر». (19)
9. «... عن ابن عباس، قال: قسم علم الناس خمسة أجزاء، فكان لعلي منها أربعة أجزاء، ولسائر الناس جزء، وشاركهم علي «عليه السلام» في الجزء، فكان أعلم به منهم».(20)
10. «... عن أبي البختري، قال: رأيت ابن عم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، علياً «عليه السلام» صعد منبر الكوفة، وعليه مدرعة لرسول الله «صلى الله عليه وآله» متقلداً سيف رسول الله «صلى الله عليه وآله»، متعمماً بعمامة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وفي إصبعه خاتم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقعد على المنبر، وكشف عن بطنه، فقال: سلوني من قبل أن تفقدوني، فإن ما بين الجوانح مني علم جم، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، هذا ما زقني رسول الله «صلى الله عليه وآله» زقاً من غير وحي أوحي إلي، فو الله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليه، لأفتيت لأهل التوراة بتوارتهم، ولأهل الانجيل بانجيلهم، حتى ينطق الله التوراة والانجيل، فيقول: صدق علي، قد أفتاكم بما أنزل في».(21)
والنتيجة:
ان حديث «أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها» هو مما أشاد به رسول الله «صلى الله عليه وآله» بسمو مكانة الإمام علي «عليه السلام» وعظيم منزلته أن جعله باباً لمدينة علمه.
وقد روي هذا الحديث بعدة طرق وعدة صيغ ونال الدرجة القطعية في سنده وأنه مما أثر عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» في عدة مناسبات.
وبما إن الإمام «عليه السلام» باب مدينة علم رسول الله «صلى الله عليه وآله» فإن ما يؤثر عنه من معالم الدين وأحكام الشريعة ومحاسن الأخلاق وقواعد الآداب فإنها مستمدة من رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ومأخوذة عنه ولازم ذلك وجوب التعبد والأخذ بها.
كما إن هذا الحديث يدل على رسول الله «صلى الله عليه وآله» خلف ينبوعاً من العلم يمد الحياة بالحكمة والازدهار وقد أودعه عند الإمام علي «عليه السلام» لتنتهل منه امته ولكن من المؤسف أن القوى الحاقدة على الإمام علي «عليه السلام» من قريش قد سدت نوافذ ذلك النور وحرمت الامة من الاستفادة منه وتركتها تتخبط في مجاهيل هذه الحياة.
دلالات حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها»:
1. دلالته على الأعلمية:
إن الحديث يدل على أعلمية الإمام علي «عليه السلام»، والأعلمية تستلزم الأفضلية، ولا ريب في استحقاق الأفضل الامامة وتعينه لها دون غيره.
- وأما دلالته على أعلميته، فلأنه باب مدينة العلم، إذ لو كان غيره أعلم منه لزم النقص في الباب، والنقص فيه يفضي إلى النقص في المدينة، وذلك ما لا يجترئ مسلم على تقوله ولا مؤمن على تخيله.
- وأيضا صريح الحديث إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» مدينة العلم، وإن أمير المؤمنين «عليه السلام» باب تلك المدينة، والعقل السليم يحكم بأنه لا يكون باباً لمدينة العلم إلا من أحاط بجميع علومها، وهذا المعنى يستلزم أعلمية أمير المؤمنين «عليه السلام» من كافة الخلائق فضلاً عن سائر الأصحاب لأن رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان أفضل وأكمل من جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين بالإجماع.
2. دلالته على العصمة:
إن الحديث يدل على عصمة الإمام علي «عليه السلام»، ولا ريب حينئذ في اولوية خلافة المعصوم بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بلا فصل.
3. دلالته على أن الامام واسطة العلوم:
ويدل الحديث على أن الأمة يجب أن تستمد العلوم من رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بواسطة سيدنا أمير المؤمنين «عليه السلام»، وهذا شرف يتضاءل عنه كل شرف، وفضيلة ليس فوقها فضيلة، ومرتبة تثبت الأفضلية، ومن هنا أيضا تثبت خلافة أمير المؤمنين «عليه السلام» بلا كلام.
4. دلالته على أن الامام حافظ العلم:
ويدل الحديث على أن أمير المؤمنين «عليه السلام» حافظ علوم رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»، وهذا المعنى بوحده دليل على أفضلية الإمام علي «عليه السلام» من سائر الصحابة.
5. دلالته على وجوب الرجوع اليه:
يدل الحديث على وجوب رجوع الأمة إلى أمير المؤمنين «عليه السلام» لأخذ العلم منه، ولذا قال «صلى الله عليه وآله» في ذيله «فمن أراد العلم فليأت الباب» وقال «كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلا من الباب»، وهذا أيضا وجه آخر لإثبات الأفضلية.
6. دلالته على أن الامام خاتم الأولياء:
إن هذا الحديث من أحسن بيّنة على أن أمير المؤمنين «عليه السلام» خاتم الأولياء، وأنه ما من ولي من الأولياء إلا وهو راجع إليه، آخذ من لديه، وهذا وجه آخر لدلالة حديث مدينة العلم على أفضليته بالتالي إمامته «عليه السلام» وخلافته بلا فصل.
.... الخ.(22)
شبهات وردود:
• الشبهة الإولى: قال إبن ىتيمية:
(... لم يقل أحد من علماء المسلمين المعتبرين: إن علياً أعلم وأفقه من أبي بكر وعمر بل ولا من أبي بكر وحده، ومدعي الإجماع على ذلك من أجهل الناس وأكذبهم بل ذكر غير واحد من العلماء إجماع العلماء على أن أبا بكر الصديق أعلم من علي، منهم الإمام منصور بن عبد الجبار السمعاني المروذي، أحد أئمة السنة من أصحاب الشافعي ذكر في كتابه «تقويم الأدلة على الإمام» إجماع علماء السنة على أن أبا بكر أعلم من علي، وما علمت أحداً من الأئمة المشهورين ينازع في ذلك ...).(23)
الجواب:
هذا مجرد تهريج لا يستند الى أساس علمي او حجة منطقية او حديث نبوي يؤكد ذلك وليس من الصعوبة رد مثل هذه الدعاوى الفارغة.
فهناك الكثير من الأحاديث النبوية في حق الإمام علي «عليه السلام» التي تثبت أعلميته ومرجعية الإمام علي «عليه السلام» العلمية.
لقد جاءت الأحاديث الكثيرة والتي فاقت حد التواتر في النصّ على المرجعية العلمية لأمير المؤمنين علي «عليه السلام» بصورة خاصة، منها:
– الأحاديث النبوية:
1. قوله «صلى الله عليه وآله»: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأتِ الباب»(24)، وفي لفظ: «أنا دار الحكمة وعليّ بابها ».(25)
2. قوله «صلى الله عليه وآله»: « قسّمت الحكمة عشرة أجزاء، فاُعطي عليّ تسعة أجزاء والناس جزءً واحداً ».(26)
3. قوله «صلى الله عليه وآله»: «ان أقضى اُمتي عليّ بن أبي طالب».(27)
4. قوله «صلى الله عليه وآله»: «ليهنئك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شرباً ونهلته نهلاً».(28)
5. قوله «صلى الله عليه وآله» لفاطمة «عليهم السلام»: « زوجك سيد في الدنيا والآخرة، وأنه أول أصحابي إسلاماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً».(29)
6. قال الإمام علي «عليه السلام»: «بعثني رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله تبعثني إلى اليمن ويسألونني عن القضاء ولا علم لي به، قال: ادنُ، فدنوت، فضرب بيده على صدري، ثم قال: اللهم ثبت لسانه، واهدِ قلبه، فلا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما شككت في قضاء بين اثنين بعد».(30)
– روايات وصف الإمام علي «عليه السلام» نفسه:
1. قال الإمام علي «عليه السلام»: «سلوني، والله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار».(31)
2. قال الإمام علي «عليه السلام»: «والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيمَ نزلت وأين نزلت وعلى مَن نزلت إن ربي وهب لي قلباً عَقولاً ولساناً صادقاً ناطقاً».(32)
3. روى ابن سعد بإسناده عن جبلّة بنت المصفّح عن أبيها قال: « قال لي علي «عليه السلام»: يا أخا بني عامر، سلني عمّا قال الله ورسوله، فإنّا نحن أهل البيت أعلم بما قال الله ورسوله ..... قال: والحديث طويل».(33)
4. وقيل للإمام علي «عليه السلام»: «ما لك أكثر الصحابة علماً، فقال: كنت إذا سألته أنبأني، وإذا سكتّ ابتدأني».(34)
– شهادة الصحابة بأعلمية الإمام عليّ «عليه السلام»:
1. فقد أتى اُذينة بن سلمة الى عمر بن الخطّاب فسأله: «من أين أعتمر، فقال: ائتِ عليّاً فاسأله ...».(35)
2. سأل شريح بن هانئ عائشة اُمّ المؤمنين عن المسح على الخفين، فقالت: ائتِ عليّاً فسله».(36)
3. عن عمر أنه قال: « أقضانا عليّ بن أبي طالب»، وفي لفظ آخر: «وعليّ أقضانا ».(37)
4. عن عائشة قالت: «أنه أعلم من بقي بالسنّة ».(38)
5. عن عبد الله بن عبّاس: « إذا حدّثنا ثقة عن عليّ بفتيا لا نعدوها ».(39)
- في لفظ آخر: « كنّا إذا أتانا الثبت عن عليّ لم نعدل به ».(40)
- في لفظ آخر: « كنّا إذا ثبت لنا الشيء عن عليّ لم نعدل عنه إلى غيره ».(41)
6. عن عبد الله بن مسعود: «أعلم أهل المدينة بالفرائض عليّ بن أبي طالب».(42)
- في لفظ آخر: «أفرض أهل المدينة وأقضاها عليّ بن أبي طالب». (43)
- في لفظ ثالث: «إن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن».(44)
7. عن عبد الله بن عمر: «علي أعلم الناس بما اُنزل على محمد «صلى الله عليه وآله»»(45)
8. «سأل رجل معاوية عن مسألة، فقال: اسأل عنها علياً فهو أعلم، فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحب إلي من جواب علي، فقال: بئس ما قلت، لقد كرهت رجلاً كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» يغره بالعلم غراً، ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذ منه».(46)
وبعد فان حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها» من أقوى الأدلة على أعلمية أمير المؤمنين «عليه السلام» من جميع الصحابة بشهادة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، يقول الكنجي الشافعي:
(قال العلماء من الصحابة والتابعين وأهل بيته بتفضيل علي «عليه السلام» وزيادة علمه وغزارته وحدّة فهمه ووفور حكمته وحسن قضاياه وصحة فتواه، وقد كان أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من علماء الصحابة يشاورونه في الأحكام ويأخذون بقوله في النقض والابرام، اعترافاً منهم بعلمه ووفور فضله ورجاحة عقله وصحة حكمه، وليس هذا الحديث في حقه بكثير، لأن رتبته عند الله وعند رسوله «صلى الله عليه وآله وسلم» وعند المؤمنين من عباده اجل وأعلى من ذلك).(47)
بالإضافة الى ذلك فهو حديث وارد عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» بالأسانيد والطرق المعتبرة في كتب الفريقين، وله ألفاظ مختلفة وشواهد كثيرة حتى نص جماعة من علماء أهل السنة على كونه من الأحاديث المتواترة المشتهرة، وتفرغ آخرون لإبطال الطاعنين في سنده.(48)
والسبب الأصلي لطعن القوم في سنده وذلك لقوة دلالته على أفضلية الامام علي «عليه السلام» والأفضلية مستلزمة للامامة والخلافة بلا كلام ولهذا عمد بعضهم إلى التلاعب في متنه بالتأويل والتحريف ولكنها فشلت لانها لا تصمد امام التحقيق.
وبعد هذه الجولة في رجاب الأحاديث والروايات وهي غيض من فيض نعرف مدى مصداقية ابن تيمية واتباعه من قولهم ان ابا بكر اعلم الصحابة فشتان بين اقوال وردت عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» وأصحابه وبين اقوال وردت عن أمثال منصور بن عبد الجبار السمعاني المروذي واضرابه وهي اقوال معروفة الأهداف والغايات ثم أبن تيمية ليستشهد بها وكأنها وحي منزل .. «وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً»(49)
• الشبهة الثانية: قال إبن حجر في الصواعق:
(... وثالثاً: شذ بعضهم فأجاب بأن معنى: وعلي بابها من العلو «أي: أنا مدينة العلم وبابها رفيع عالي الشأنن» علی حد قراءة هذا صراط علي مستقيم برفع علي وتنوينه، كما قرأ به يعقوبب).(50)
هناك من يزعم أن المراد من لفظة (علي) في حديث مدينة العلم هو صفة للباب وليس المقصود منها الإمام علي «عليه السلام»، وذلك ان رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» قال في البداية: (يا علي)، ثم قال: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)، فهو يخبر علي بأنه مدينة العلم وأن بابها عالي ورفيع!!
الجواب:
هذا الفهم مردود لأسباب، منها:
1. انه خلاف ما فهمه الناس أجمعون من الحديث.
2. انه ينافي ما ثبت من قوله «صلى الله عليه وآله وسلم»: (بعثت بالحنيفية السمحة السهلة)(51)، فان علومه «صلى الله عليه وآله وسلم» واضحة الألفاظ ظاهرة الدلالات فهمها أهل الحضر والبوادي.
3. انه لا طائل تحت الأخبار بأن باب علومه «صلى الله عليه وآله وسلم» عال مرتفع إلا تبعيد العلم وتوعير مسلكه وسد بابه.
وان احتجاج بعض من لا تحقيق عنده على الشيعة بأن (عليّاً) اسم فاعل من العلو فلا ينال لكل أحد، وهو بالسفاسف أشبه!
إذا ذهبنا إلی أن كلمة «علي» في قوله: «وعلي بابها» هي من العلو بالمعنى الوصفي لا بالمعنى العلمي، فهو كلام ما أنزل الله به من سلطان، ولايحتمل أحد هذا المعنى البعيد جداً عما يتبادر إلی الذهن، فضلاً عن التفوه به، فلهذا قال أبن حجر: «كلام شاذ».
والعجيب هنا أنه لو كان المعنى وصفياً، إذ يفيد أن باب المدينة رفيع وعال، فماذا يصنعون بقوله: «فمن أراد المدينة فليأت الباب»! إذ يفيد هذا الكلام أن من أراد المدينة، فعلیه أن يدخل من هذا الباب، فإذا كان المعنى وصفياً سيكون الكلام لغواً لا طائل تحته، ولايمكن نسبته إلی رسول الله.
لأن المفروض أنّ الحديث الشريف دعوة إلى المدينة عبر الباب، فلا يناسب المقام أن يكون الباب عالياً، بل واسعاً، فالعلو فيه جهة تبعيد لا تنسجم مع الدعوة الى المدينة، فان علو الباب أو ارتفاعه يستلزم عجز الأيدي عن تناوله أو تعاطيه.
فلو قلت لشخص يريد دخول بيت: أن باب البيت عال، فكأنك حذرته من صعوبة بلوغه أو دخوله، ويفهم من ذلك أيضاً بالدلالة الإلتزامية أن الباب مغلق لأنه لو كان مفتوحاً لما كانت ثمة ثمرة أو فائدة من وصفه بأنه عالِ فيكون هذا الوصف لغواً.
أما إذا كان المقصود من الباب كما هو الظاهر علي ابن أبي طالب «عليه السلام» فإن المعنى يكون واضحا بأنّه «صلى الله عليه وآله وسلم» قد سمى نفسه مدينة العلم، ثم أوضح أن لهذه المدينة باباً، فالمتبادر أن يكون الباب رجلاً كما كانت المدينة رجلاً.
الشبهة الثالثة: قال ابن حجر في الصواعق المحرقة:
(... على أن تلك الرواية معارضة بخبر الفردوس: أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي بابها. فهذه صريحة في أن أبا بكر أعلمهم، وحينئذ فالأمر بقصد الباب إنما هو لنحو ما قلناه لا لزيادة شرفه على ما قلته لما هو معلوم ضرورة أن كلا من الأساس والحيطان والسقف أعلى عن الباب)(52)
الجواب:
نترك جواب هذه المهزلة للشيخ الأميني حيث قال في كتابه الغدير:
((... وأما ما ذكره من رواية الفردوس فلا يختلف اثنان في ضعفها وضعف ما يقاربها في اللفظ مما تدرج نحته في الأزمنة المتأخرة تجاه ما يثبته هتاف النبي الأعظم من فضيلة العلم الرابية لمولانا أمير المؤمنين «عليه السلام» وابن حجر نفسه من أولئك الذين زيفوه وحكموا عليه بالضعف كما في كتابه الفتاوى الحديثية ص197 فقال: «حديث ضعيف، ومعاوية حلقتها فهو ضعيف أيضاً»
فأذهله لجاجه في حجاجه عن حكمه ذاك، ورأى ما حكم عليه بالضعف نصاً في أعلمية أبي بكر.
– وقال العجلوني في كشف الخفا ج1 ص204:
«روى الديلمي في «الفردوس» بلا إسناد عن ابن مسعود رفعه: أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي بابها، وروى أيضاً عن أنس مرفوعاً: أنا مدينة العلم، علي بابها، ومعاوية حلقتها، قال في المقاصد: وبالجملة فكلها ضعيفة وألفاظ أكثرها ركيكة».
– وقال السيد محمد درويش الحوت في أسنى المطالب ص73:
«أنا مدينة العلم، أبو بكر أساسها، وعمر حيطانها وذلك لا ينبغي ذكره في كتب العلم لا سيما مثل ابن حجر الهيثمي ذكر ذلك في الصواعق والزواجر وهو غير جيد من مثله»
فلم يبق إذن مجال للمناقشة بالتعبير بالباب لمولانا صلوات الله عليه وبالأساس والحيطان والسقف والحقلة لغيره، حسب المسكين ناحت هذه المهزأة مدينة خارجية يرمق إليها، ويتجول بين جدرانها، ويتفيأ تحت سقفها، ويدق بابها بالحلقة، وقد عزب عنه أنه «صلى الله عليه وآله وسلم» يريد أن السبب الوحيد للاستفادة من علوم النبوة هو خليفته مولانا أمير المؤمنين «عليه السلام»، كما أن المدخل الوحيد للمدنية بابها، فهو معنى كنائي جيئ به لإفادة ما ذكرناه، والأساس لا فضيلة له غير أنه يقوم عليه سياج المدينة المشاد للوقاية عن الغارات والسرقات، وأما معنويات المدنية فلا صلة لها بشئ من ذلك، والاستفادة بالسقف على فرض تصويره في المدن ليس إلا الاستظلال ودفع عايدة الحر والقر ولذلك لا يسقف إلا المحال التي يتصور فيها ذلك كالبيوت والحمامات والحوانيت والربط وأمثالها، فقاصد المدينة للاستفادة مما فيها من علم أو ثروة أو أي من أقسام النفع معنوية ومادية لا يتوصل بها إلا بالدخول من الباب، فهو أهم مما جاء به ابن حجر من الأساس والجدار والسقف وأما الحلقة فيحتاج إليه لفتح الباب وسده و الدق إذا كان مرتجاً غير أن باب علم النبوة غير موصود، ولا يزال مفتوحاً على البشر بمصراعيه أبد الدهر.
ثم إن من الواضح أن المراد من التعبير بالباب ليس الولوج والخروج فحسب وإنما هو الاستفادة والأخذ، ولا يتم هذا إلا أن يكون عنده كل علم النبوة الذي أراد «صلى الله عليه وآله سوق الأمة إليه، وحصر الطريق إلى ذلك بمن عبر عنه بالباب تأكيداً للحصر ثم زاد في التأكيد بقوله: فمن أراد المدينة فليأت الباب.
فعلي أمير المؤمنين هو الباب المبتلى به الناس، ومن عنده كل علم النبوة وكل ما يحتاج إليه البشر من فقه أو عظة أو خلق أو حكم أو حكم أو سياسة أو حزم أو عزم، فهو أعلم الناس لا محالة ...))(53)
الشواهد الشعرية:
1. السيد الحميري:
إنمــــا مولاكــــم بعــــدي إذا ..... حــــان مـوتي ودنا مرتحلي
ابن عمي ووصيي وأخي ..... ومجيبي في الرعيل الأول
وهو باب لعلومي فسقوا ..... ماء صبــــر بنفــــيع الحــــنظل
2. البشنوي الكردي:
يا مصرف النص جهلا عن أبي حسن ..... بــــــاب المدينة عن ذي الجهل مقفول
مدينــــــة العـــلم ما عن بابها عــــــــــــوض ..... لطــــــالب العــــــلم إذ ذو العلم مسئول
3. شمس الدين المالكي:
وقـــــال رســـــول الله: إنـــــي مدينة ..... مـــــن العـلم وهو الباب والباب فاقصد
ومـــــن كنـــــت مـــــولاه عـــــلي وليـه ..... ومــــولاك فاقصد حب مـــــــــولاك ترشد
4. ابن فهد الهاشمي:
ليـــث الحروب المدره الضرغام من ..... بحــــسامه جــــاب الدياجـــي والظلم
صهـــــر الــرسول أخوه باب علومه ..... أقضى الصحابة ذو الشمائل والشيم
5. المولى محمد طاهر القمي:
صرفت في حب آل المصطفى عمري ..... من مال عنهم إليه قط لم أمل
باب المـــــــــــــــــــــــــــــدينة منجانا وملجأنا ..... ما انحل مشكلنا إلا بحل علي
6. مهيار الديلمي:
إن يحـــــسدوك فلفــرط عجزهم ..... فــي المشكلات ولما فيك كمل
الصنـــــو أنـــــت والـــوصي دونهم ..... ووارث العلم وصاحب الرسل
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد ...
الهوامش:
(1). هو الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري الازدي «100هـ ــــ170هـ» 718م ــــ 786م» اللغوي والنحوي الشهير صاحب العروض، وصاحب أول وأقدم قاموس للغة العربية باسم كتاب العين، توفي في حكم هارون العباسي.
(2). تنقيح المقال ج1 ص403، سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسني ج1ص145 ، الإمامة في ضوء الكتاب والسنة لمهدي السماوي ص229 ، وفي الكنى والألقاب للقمي ج2 ص349 نسبه للشافعي ، وفي المناقب للخوارزمي ص8: عن بعض الفضلاء ولم يسميه.
(3). فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للمغربي ص20، الصواعق المحرقة لأبن حجر ص118، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص149، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج2 ص282.
(4). فرائد السمطين للحمويني ج1 ص101.
(5). نهج البلاغة: الخطبة /189.
(6). فرائد السمطين ج1 ص338.
(7). مركز الابحاث العقائدية (الاسئلة العقائدية).
(8). الأمالي للشيخ الصدوق ص655.
(9). المستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 ص126.
(10). نظم درر السمطين للزرندي ص113.
(11). فرائد السمطين للحمويني ج1 ص98.
(12). ينابيع المودة للقندوزي ص82 ، بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج٨٩ ص١٠٥، الشرف المؤبد للنبهاني ص٥٨.
(13). ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق ج2 ص482.
(14). الاستيعاب لإبن عبد البر ج3 ص40 ، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج2 ص194.
(15). مناقب الخوارزمي ص55. فرائد السمطين في الباب68.
(16). ترجمة الامام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق ج2 ص499.
(17). المناقب لابن المغازلي الشافعي ص287 ح328 ، فرائد السمطين ج1 ص94 ، ترجمة الامام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق ص481 ج2.
(18). شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني ج1 ص84.
(19). الاستيعاب لابن عبد البر المالكي بهامش الاصابة ج3 ص40.
(20). ترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق ج3 ص45.
(21). فرائد السمطين للحمويني ج1 ص340.
(22). راجع سلسلة: إعرف الحق تعرف أهله للسيد علي الحسيني الميلاني: الكتاب (40) أنا مدينة العلم وعلي بابها.
(23). مجموع فتاوى إبن تيمية ج4 ص398.
(24). المستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 ص137 ح4637 و4638 و4639 ، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي ج9 ص114 ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج3 ص1102 ، اسد الغابة في معرفة الصحابة ج2 ص100.
(25). حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج1 ص64 ، الرياض النضرة في مناقب العشرة 3 4 : 140.
(26). حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج1 ص65.
(27). المناقب للخوارزمي الفصل السابع ص39.
(28). حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج1 ص65.
(29). الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج3 ص1099.
(30). اسد الغابة في معرفة الصحابة ج4 ص99.
(31). الإصابة في تمييز الصحابة ج2 ص509 ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب 3ج ص1107 ، الرياض النضرة في مناقب العشرة 3 ص147.
(32). تاريخ الخلفاء ص146.
(33). الطبقات الكبرى ج6 ص240.
(34). فيض القدير شرح الجامع الصغير ج4 ص470.
(35). الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج4 ص1106.
(36). الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج4 ص1106.
(37). حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج1 ص65 ، الصواعق المحرقة ص126 ، مسند الإمام أحمد ج5 ص113 ، الرياض النضرة في مناقب العشرة 3ج ص147 ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج3 ص1102.
(38). الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج3 ص1104 ، الرياض النضرة في مناقب العشرة ج3 ص141.
(39). الصواعق المحرقة ص127.
(40). الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج3 ص1104.
(41). اسد الغابة في معرفة الصحابة ج4 ص100.
(42). الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج3 ص1105، الرياض النضرة في مناقب العشرة ج3 ص141.
(43). تاريخ الخلفاء ص135 ، وانظر: الصواعق المحرقة ص127.
(44). حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج1 ص65.
(45). شواهد التنزيل لمن خص بالتفضيل ج1 ص39.
(46). الصواعق المحرقة ص179 ، الرياض النضرة في مناقب العشرة ج3 ص142 ، فضائل الصحابة ص675.
(47). كفاية الطالب للكنجي ص222.
(48). راجع كتاب الغدير في الكتاب والسنة والادب للشيخ الاميني ج3 ص95 ، ج6 ص61.
(49). سورة الأسراء: الآية /81.
(50). الصواعق المحرقة لإبن حجر ص20.
(51). الكافي للكليني ج١ ص١٦٤ ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج7 ص209.
(52). الصواعق المحرقة لأبن حجر ص20.
(53). الغدير في الكتاب والسنة والأدب للشيخ الأميني ج٧ ص١٩٧.
https://telegram.me/buratha