الدكتور فاضل حسن شريف
عن مفهوم التأويل للسيد محمد باقر الحكيم: تعرض القرآن وبيانه لكل شئ كما ورد في ايات مباركة منها "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ" (الانعام 38). وكذلك ثبوت تفسير النبي صلى الله عليه وآله للقرآن الكريم بهذا الشكل الواسع وتعليمه للإمام علي عليه السلام بشكل خاص، أو ارتباط بقاء القرآن الكريم حيا ونورا هاديا على مر العصور والأجيال بهذا الفهم الواسع للتفسير. وهذا الفهم لشمولية التفسير لا ينافي أيضا ما عرفناه في بعض الاخبار والنصوص من هداية القرآن وأنه مبين وبيان وهداية ورحمة، وقد حث أئمة أهل البيت على الاخذ به والرجوع إليه والعرض عليه، فإن ذلك لا شك أمر قائم وموجود في القرآن، حيث يمكن للناس في كل عصر وزمان أن يفهموا ظاهره ومحكماته، ويتعرفوا على مصاديقه بالمقدار الذي آتاهم الله من العلم والفهم وما اكتسبوه من التعلم واتصفوا به من الطهارة، ولا يجب أن يعرف كل واحد من الناس جميع الأبعاد والوجوه الأخرى. خصوصا إذا عرفنا انه لا يوجد أي منافاة بين الظاهر والباطن أو المحكم والمتشابه، أو التنزيل والتأويل، بل كل واحد من الظاهر والمحكم والتنزيل يدل على الباطن والمتشابه والتأويل بنحو من الدلالة، غاية الامر أن بعض هذه الدلالة لا يعلمها إلا الله تعالى والراسخون في العلم بعد أن علمهم الله تعالى إياها، أو بما وفقهم إليه من الطهارة والنقاوة والمعرفة. وشأن ذلك شأن الحوادث المستجدة أو المكتشفات العلمية الحديثة أو الموضوعات الشرعية الجديدة الحادثة التي يمكن أن نفهم مضمونها والإشارة إليها أو إلى حكمها من القرآن الكريم مع أنها لم تكن معلومة سابقا، وكانت بالنسبة لإنسان عصر النزول من عوالم الغيب وعرفها اللاحقون فكانت من عالم الشهود، فمعرفة كل ذلك يمثل تفسيرا للقرآن الكريم كان يعلمه أهل البيت عليهم السلام. أو شأن ذلك شأن تأويل الأحاديث الذي أشار إليه القرآن الكريم في قصة يوسف عليه السلام، حيث أمكن ليوسف أن يفهم من الرؤيا التي رآها الملك هذا المعنى الخاص الذي يمثل باطنا للصورة الظاهرية التي انعكست في ذهنه عند الرؤيا، فالبقرات العجاف والسنابل اليابسة هي سنين القحط، و البقرات السمان والسنابل الخضراء هي سنين الرخاء، وكذلك الرؤيا التي رآها السجينان في السجن ومداليلها الباطنية.
وجاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن تفسير القرآن في أدبيات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره للدكتور فيصل مفتن اللامي: لقد قسم السيد الحكيم التفسير إلى قسمين باعتبار الشئ المفسر: 1 ـ تفسير اللفظ. 2 ـ تفسير المعنى. وتفسير اللفظ عبارة عن بيان معناه لغة، واما تفسير المعنى فهو تحديد مصداقه الخارجي الذي ينطبق عليه ذلك المعنى. وامثلة ذلك في القرآن الكريم كثيرة، فنحن نلاحظ في القرآن الكريم أن الله سبحانه يوصف بالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام، ونواجه بالنسبة إلى هذه الكلمات بحثين: أحدهما: البحث عن مفاهيم هذه الكلمات من الناحية اللغوية، والاخر: البحث عن تعيين مصداق تلك المفاهيم بالنسبة إلى الله تعالى فكيف يسمع سبحانه؟ وهل يسمع بجارحة اولاً؟ وكيف يعلم؟ وهل يعلم بصورة زائدة على ذلك؟ التفسير المعنوي او تفسير المعنى: ومن امثلة ذلك قوله تعالى: "وَﻫذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ" (الانعام 92).
جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن آثار الإمام محمد باقر الحكيم في الاقتصاد الاسلامي للباحثين محمد حسين الشويطي وعلي خوير مطرود: المؤلفات التي خصصت للاقتصاد الإسلامي:
1 ـ دور الفرد في الاقتصاد الإسلامي: هذا الكتاب في الأصل مجموعة محاضرات للإمام الحكيم، عملت مؤسسة تراث الشهيد الحكيم على جمعها وتبويبها وفهرستها وإخراجها على شكل كتاب يقع في أربع وثمانين ورقة. استندت فكرة البحث الى إشعار الفرد بمسؤوليته في الاقتصاد الإسلامي وأثره الكبير في تنمية موارد الأرض واستثمارها لصالح عامة المسلمين، بوصفه خليفة الله سبحانه وتعالى في الأرض، قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ" (الانعام 165) وتكمن أهمية هذه الدراسة التي قل من تناولها من الباحثين بشكل مستقل في بحوث الاقتصاد الإسلامي في تحديد أثر الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية، وبالتالي معرفة الحدود العامة لعمل الدولة فيها، فضلاً عن تشخيص المسؤوليات التي يتحملها الفرد والدولة . وتضمن هذا الكتاب الأطر العامة للنظرية الاقتصادية الإسلامية، التي تماشت مع فطرة الإنسان ورغباته ضمن الحدود الألهية، ومنها (حب المال والتملك ـ الحرية الاقتصادية والفطرة ـ التفاوت في القدرات ـ الانتفاع المحدود ـ الملكية والحقوق الخاصة)، ثم انتقل الى معالجة الموضوع الرئيس وهو أثر الفرد في الاقتصاد الإسلامي، ووزع ذلك على ثلاثة محاور هي: (مسؤولية الفرد في الإنتاج والتنمية ـ مسؤولية الفرد في التوزيع وتحقيق العدالة الاجتماعية ـ مسؤولية الفرد في التبادل التجاري) فضلاً عن مواضيع اخرى ذات علاقة بهذا الموضوع.
2 ـ نافذة على الإنفاق: وهذا الكتاب ايضاً في الأصل عدد من المحاضرات الصوتية للسيد الحكيم، تناول فيها جانباً اقتصادياً مهماً، جمعتها مؤسسة تراث الشهيد الحكيم وأخرجتها على هيئة كراس سنة 2005م، بلغ عدد صفحاته احدى وستين صفحة، وأشرف على إخراجه السيد حيدر مهدي الحكيم. وتأتي أهمية هذا الكتاب بمعالجته لأحد الموضوعات الاقتصادية المهمة وهو الإنفاق وكيف يستطيع الفرد الإسلامي ان يحقق إنفاقاً متوازناً بين الإسراف والإقتار، إذ قدم سماحته آليات ذلك وفقاً للمفهوم الإسلامي. وأشار الى وجود خطين رئيسين للسلوك العملي في الإنسان هما: العبادة والإنفاق، وان الخط الأخير على نوعين هما الواجب ـ المستحب، ولا يتم ذلك الا بشروط هي: الإيمان ـ النية الصالحة ـ عدم المن والأذى ـ عدم الإملاق ـ التوازن. ويحقق الإنفاق آثاراً ايجابية على حياة الإنسان، لذلك حث عليه الإسلام، ومن تلك الآثار الخير للإنسان ـ تهذيب أخلاقه تأمين سيولة نقدية ـ اعمار الأرض ـ تيسير الحياة الاجتماعية ـ كسب الآخرة، كما تضمن الكتاب مواضيع اخرى ذات علاقة.
https://telegram.me/buratha