الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى عن جعل النار بردا وسلاما على ابراهيم عليه السلام "قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ" (الانبياء 86-70). وقال عز من قائل بذل مال ابراهيم عليه السلام على ضيوفه "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ" (الذاريات 24-26). و تلبية ابراهيم عليه السلام نداء ربه بذبح ابنه اسماعيل عليه السلام "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)" (الصافات 102-113).
قدم ابراهيم عليه السلام ثلاث جسده للنيران وماله للضيفان وولده للقربان فهذه هي الكلمات التي اتمها عند مفسرين في الاية الكريمة "وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ" (البقرة 124) وبذلك فان الامامة هي تكريم اضافي لابراهيم عليه السلام بعد اتمام الابتلاءات كما قال عز من قائل "إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا" (البقرة 124). قال الله رب العالمين "وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ" (العنكبوت 27) ولهذا فان من ذرية ابراهيم الانبياء عليهم السلام ومنهم النبي اسماعيل عليه السلام "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا" (مريم 54) واسحاق عليه السلام "وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ" (الصافات 112).
لهذا جاء في الحديث النبوي الشريف عن تعويذ النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم للحسن والحسين عليهما السلام (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق) فالحديث الشريف له ربط بالاية الكريمة "وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ" (البقرة 124) عن كلمات الله التامة، اما ابوكما فهي اشارة الى ابراهيم عليه السلام. اما قوله صلى الله عليه واله وسلم (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا) فلها ارتباط بقوله تعالى "إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا" (البقرة 124) والحديث السابق حول ابوة ابراهيم عليه السلام للحسن والحسين. والمحصلة ان ابراهيم اب الانبياء والائمة فخاتم الانبياء الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وخاتم الائمة هو الحجة المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف. وليس من الانبياء والائمة احد ظالم كما قال عز من قائل "قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" (البقرة 124)، و " وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ" (الصافات 113) ومن اكثر احسانا من ائمة اهل البيت عليهم السلام وجدهم المصطفى صلى الله عليه واله وسلم.
جاء في صحيح البخاري عن عبد الملك، سمعتُ جابرَ بن سَمُرةَ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يكون اثنا عشر أميراً، فقال كلمةً لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش. عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه عن جده عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: قال رسول الله، الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم فهم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي، المقرّ بهم مؤمن والمنكر لهم كافر. في حديث عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت على فاطمة سلام الله عليها وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثنى عشر أحدهم القائم، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي عليهم السلام. كما وأن القندوزي يعتقد بأن في حديث الثقلين والأحاديث الأخرى المذكورة في مصنّفه وغيرها من المصنفات مؤيداً ومرجحاً لهذا المعنى أي انطباقه على الأئمة الاثني عشرية.
https://telegram.me/buratha