الدكتور فاضل حسن شريف
الجهاد او الدفاع عن النفس فطرة انسانية قال الله تبارك وتعالى "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج 39-40). وعدم الجهاد يعني فساد الارض. الجهاد المطلوب في هذه الايام القدرة على الدفاع والمقاومة أمام العدو، كما اكد ذلك الشيخ المفيد وابن حمزة وابن زهرة وابن البراج وابو الحسن الحلبي والكيدري والشيخ الطوسي و العلامة الحلي والشهيد الثاني وابن فهد الحلي والسيد علي الطباطبائي والشيخ النجفي والميرزا القمي وكاشف الغطاء حيث ذهبوا إلى اطلاق وجوب الدفاع امام المعتدي الظالم.
الجهاد والقتل في سبيل الله هي ارادة الله ومشيئته كما قال عز من قائل "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ" (البقرة 253). كان الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم يدعو الى السلام فان ابى الاعداء وبدؤا الهجوم فعند ذاك يصبح الدفاع الزامي. قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً" (البقرة 208)، و "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا" (الانفال 61).
يقول القاضي ابن البراج: والجهاد فرض على جميع المسلمين على الكفاية، ومعنى قوله فرض الكفاية، أنه إذا قام به من يكتفي به فيه بعض المسلمين سقط فرضه عن الباقين، والذين يمكن حصوله الكفاية بهم هم الذين يكونون في أطراف بلاد الإسلام، فإنه إذا طرقهم العدو وكان فيهم كفاية لهم وقيام بكفيهم ودفعهم ، فالفرض ساقط عن غيرهم . فإن لم يكن فيهم كفاية واحتاجوا إلى عدد، كان الفرض لازما لمن يليهم، وعليهم أن يمدوهم ويعينوهم أولا فأولا ، فإن لم ينكفئ العدو بذلك فاحتيج إلى جميع المسلمين وجب ذلك على الجميع ، لوجوبه على كل رجل منهم.
قال السيد الطباطبائي: لا يستهدف الإسلام من تشريع الجهاد ما تستهدفه الحروب في المجتمعات الجاهلية من التسلط والاحتلال، وتحصيل الغنائم والأموال والغلبة العنصرية أو الفئوية، ولا ما ترتكبه الدول في هذا العصر من هدم المباني وتخريب المدن وقتل النساء والأطفال والشيوخ والمرضى والأسرى والعزل والمدنيين الآمنين بالهجوم عليهم ليلاً ونهاراً بالسلاح والقنابل والصواريخ والطائرات وغيرها من أجل الاستيلاء على بلاد الغير سياسياً واقتصادياً وثقافياً. قال الشيخ الطوسي: إنّ الجهاد فرض لإعزاز دين الله، ودفع الشر عن العباد، والمقصود أن يأمن المسلمون ويتمكنوا من القيام بمصالح دينهم ودنياهم، فإذا اشتغل الجميع به لم يتفرغوا للقيام بمصالح دنياهم.
والجهاد الكفائي عند مفسرين كذلك هو توفير الكادر المهني لخدمة الناس كالاطباء والمهندسين والمحامين. والاعلام احد انواع الجهاد في الحكومات الاستبدادية والتي تحصل فيها فوضى عندما يكتب الصحفي ما لا يرضى به الطرف القوي.
https://telegram.me/buratha