الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب مرشد المغترب للسيد محمد سعيد الحكيم: وتراجع لهذا الدين أبناؤه، معتزين به داعين إليه، مدافعين عنه، متحملين في سبيله المصاعب والمصائب، والمحن والرزاي، دون أن تثنيهم عنه.وإذا بكم ـ أنتم المغتربين المؤمنين ـ تحملون دينكم في بلادهم، وتعلنون دعوتكم في ديارهم، وتقيمون شعائركم بين أظهرهم، فخورين بذلك، تدعون إليه، لتقوم الحجة من الله تعالى عليهم بكم، على نحو لم يكن يخطر على بال أحد قبل نصف قرن أو أكثر. ونفس الحديث يجري عن التشيع لأهل البيت عليهم السلام، والولاء لهم، الذي به يكمل الإسلام وتتم نعمته، حيث تحزبت عليه فرق الضلال، وتحالفت على مقاومته قوى الكفر، من يومه الأول حتى يومنا هذ، وحاربوه بلا هوادة، وأنزلوا به النوازل، وقارعوه بالقوارع، وجدوا في إطفاء نوره، ونسف قواعده، واستئصال شجرته، وهو يزداد مع كل ذلك قوة وصلابة، وظهوراً وانتشار. وقد صدق الله عز وجل حيث يقول: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ" (الرعد 17).
جاء في مصبح المنهاج للسيد اية الله العظمى محمد سعيد الحكيم قدس سره: وفي كتاب العسكري عليه السلام إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري: (إن الله لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه إليكم ليميز الخبيث من الطيب... ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية). وعن تفسير النعماني عن أمير المؤمنين عليه السلام: (وأما ما فرضه الله عز وجل من الفرائض في كتابه فدعائم الاسلام، وهي خمس، وعلى هذه الفرائض بني الاسلام. أولها الصلاة، ثم الزكاة، ثم الصيام، ثم الحج، ثم الولاية، وهي خاتمتها والحافظة لجميع الفرائض والسنن). فإن ظاهر النصوص المتقدمة وغيرها أن الفرائض ليست هي جميع الواجبات، بل قسم منها له أهمية خاصة، والمتيقن منها الخمس التي بني عليها الاسلام، وإن كان لا بد من سبر النصوص والتأمل فيها. فقد عد من الكبائر في صحيح عبد العظيم مشيرا إلى الاستدلال عليه وعلى قطيعة الرحم بقوله تعالى: "والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار" (الرعد 35).
وعن السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره في كتابه في رحاب العقيدة: ومن نكث العهد، وفارق الحق، وغير وبدل، وانقلب على عقبه، استحق النكال والوبال، والبراءة واللعنة، كما قال الله تعالى "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد 25).
https://telegram.me/buratha