الدكتور فاضل حسن شريف
8- قال الله عز وعلا " وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" (البروج 8) يتميز أصحاب المقابر الجماعية بروح الانتقام للمخالفين لرأيهم او عقيدتهم وهذا ديدنهم منذ خلق آدم عليه السلام الى قيام الساعة، والمؤمنون الأبرياء هم عادة اهل المقابر الجماعية الذي يريد الأشرار الانتقام منهم.
9- قال الله جل جلاله "وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ " (البروج 7) أي ان القتلة أصحاب الاخدود يشاهدون المنظر المروع المؤلم بان هؤلاء المؤمنين بعقيدتهم وهي الايمان بالله الخالق التي يرفضها أصحاب المقابر الجماعية.
10- جاء في كثير من التفاسير من المذاهب الإسلامية ان أصحاب الاخدود كما جاء في بحار الانوار للمجلسي: تفسير علي بن إبراهيم: أن الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذانواس وهو آخر من ملك من حمير تهود واجتمعت معه حمير على اليهودية، وسمى نفسه يوسف وأقام على ذلك حينا من الدهر، ثم أخبر أن بنجران بقايا قوم على دين النصرانية، وكانوا على دين عيسى عليه السلام وعلى حكم الإنجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريامن، حمله أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها، فسار حتى قدم نجران، فجمع من كان بها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها، واختاروا القتل، فخد لهم خدودا وجمع فيها الحطب وأشعل فيه النار، فمنهم من أحرق بالنار، ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة، فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفا، وأفلت رجل منهم يدعى دوس على فرس له وركضه واتبعوه حتى أعجزهم في الرمل، ورجع ذونواس إلى ضيعة في جنوده، فقال الله: "قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ" (البروج 4) إلى قوله: "الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" (البروج 8) الى قوله: " إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ" (البروج 10) أي أحرقوهم "ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ" (البروج 10).
11- في صحيح مسلم عن صهيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلى غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه، فكان في طريقه إذا سلك، راهب، فقعد إليه وسمع كلامه، فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر م بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي. وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس. فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب: أي بني، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلي، فإن أبتليت فلا تدل علي. وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء.
12- روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن سورة البروج أنه قال (من قرأ هذه السورة أعطاه الله من الأجر بعدد كل من اجتمع في جمعة وكل من اجتمع يوم عرفة عشر حسنات، وقراءتها تنجي من المخاوف والشدائد).
13- جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: اشتهر بين أرباب التاريخ والتفسير من قصة أصحاب الأخدود، وثمة روايات تذكر بأن هذه الجريمة البشعة ما اقتصرت على أهل اليمن فقط ولم تقف عند عصر ذو نواس، حتى قيل عشرة أقوال في ذلك. وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (إنهم كانوا مجوس، أهل كتاب، وكانوا متمسكين بكتابهم، فتناول ملكهم الخمرة فوقع على أخته، وبعد أن أفاق ندم، فأعلن حلية زواج الأخت، فلم يقبل الناس، فهددهم فلم يقبلوا، فخد لهم الأخدود، وأوقد فيه النيران، وعرض أهل مملكته على ذلك، فمن أبى قذفه في النار، ومن أجاب خلى سبيله). هذا في أصحاب فارس. أما أصحاب أخدود الشام، فهم قوم مؤمنون أحرقهم آنطياخوس. وقيل أيضا: إن هذه الواقعة تعود لأصحاب نبي الله دانيال من بني إسرائيل، وقد أشير إلى ذلك في كتاب دانيال من التوراة. واعتبر الثعلبي: إنهم هم الذين احرقوا في أخدود فارس ولا يبعد انطباق قصة أصحاب الأخدود على كل ما ذكر، وإن كان المشهور منها قصة ذو نواس في أرض اليمن.
14- عن الملك الطاغية قائد اصحاب الاخدود (المقابر الجماعية): في تاريخ اليعقوبي: ذو نواس بن أسعد وكان اسمه زرعة. وفي الكامل لابن الأثير: ذو نواس بن تبان أسعد بن كرب. وفيه عن ابن عباس: أن اسمه يوسف بن شرحبيل وكان قبل مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسبعين سنة، وقد فصل اليعقوبي وابن الأثير ترجمته وأخباره.
https://telegram.me/buratha