الصفحة الإسلامية

ابراهيم عليه السلام و العراق في القرآن الكريم (ح 2) (مكة)


الدكتور فاضل حسن شريف

كان للنبي إبراهيم عليه السلام صفات ذكرها القرآن الكريم منها حنيفاً غير مشرك حيث قال الله سبحانه "وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (البقرة 135)، راشداً منذ صغرة "وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ" (الانبياء 51)، سليم القلب أي خالٍ من الشرك بالله "إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" (الصافات 84)ً، حليماً منيباً أي صابرا يعفو عن الآخرين ويفوض أمره إلى الله "إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ" (هود 75)، بصيرا قوي البنية "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ" (ص 45)، مِضيافاً "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ" (الذاريات 24). ومن سمات الانبياء الوفاء فهذا ابراهيم عليه السلام "وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى" (النجم 37).

 

أنّ الرسول محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم التقى نبيّ الله إبراهيم عليه السلام في رحلة الإسراء والمعراج في السماء السابعة "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى" (النجم 13-18).

 

ومن ألقابه الاصطفاء "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" (ال عمران 33)، و "وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ" (البقرة 130)، صديقا "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا" (مريم 41)، خليلا "وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) (النساء 125).

 

ومن الوثائق التاريخية فإن هاجر المصرية صحبتها سارة زوجة ابراهيم عليه السلام من مصر الى بيت المقدس وطلبت سارة من إبراهيم عليه السلام ان يتزوج هاجر ليرزقه ولد فأنجبت اسماعيل عليه السلام الذي ولدته في مدينة الخليل في الشام مكان إقامة ابراهيم عليه السلام. وبعدها أوحى الله تعالى الى ابراهيم عليه السلام ان يهاجر الى بيت الله الحرام في مكة مع هاجر وابنها وتركها في أعلى المسجد بأمر الله. ودعا ابراهيم عليه السلام عند مغادرته مكة “رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ” (إبراهيم 37). وهذه آية ان جعل هاجر تمثل المرأة القادرة على التحمل عكس ما يتصوره البعض ان المرأة خلقت ضعيفة والرجل خلق قويا ولم يعلموا ان كليهما خلقا ضعيفين "وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا" (النساء 28). بعد فترة قصيرة نفذ الماء الذي تركه لهما إبراهيم عليه السلام فأخذت تبحث عن الماء بين الصفا والمروة فقد كانت تسرع في الوادي بين جبلي الصفا والمروة لأنها ترى سراب وتظنه ماء. فاول طلب إبراهيم عليه السلام من الله سبحانه ان يكون البلد آمنا وبعد ذلك طلب الرزق "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ" (البقرة 125-126). من معاجز ابراهيم عليه السلام قدومه ورجوعه من مكة.

 

إن جبرائيل صاحب إبراهيم عليه السلام وعرفه مشاعر الحج وكان يردد عليه القول (أعرفت أعرفت) ومنها جاءت تسمية عرفات " فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ" (البقرة 198). وفكرة رمي الشيطان بالحصيات او الجمرات تعود الى عهد ابراهيم عليه السلام عندما بين له جبرائيل مناسك الحج حيث عند وصوله موقع العقبة بمنى اعترضه الشيطان فرمى الشيطان بحصيات سبعة كون هذا الرقم له قدسية في ايات عديدة منها "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا" (الملك 3). وقيل ان ابليس اعترض على ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل عليهما السلام فرجمه في العقبة "فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ" (الصافات 103). اما في ايام التشريق الثلاثة فإن إبليس وسوس لإبراهيم وإسماعيل وهاجر في مواقع الرمي الثلاثة فتم رجمه. وفي رواية ان آدم عليه السلام أول من رجم الشيطان وقد رماه بمنى فأسرع اي اجمر فسميت الحصاة و موقع الرمي بالجمرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك