الدكتور فاضل حسن شريف
تحدث القرآن 69 مرة عن إبراهيم عليه السلام وسمّيت سورة باسمه حيث حوت قصة حياته. و تطرق القرآن إلى حياته و نبوته وإمامته ومعجزاته. واهم اية قرآنية عنه ان ابراهيم عليه السلام لم يسجد لصنم "وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (ال عمران 67). يستشهد بعض المفسرين بآيات قرآنية عن احتفالات ايام ولادة الأنبياء والأولياء والاحزان ايام وفياتهم عليهم السلام بايات منها اية عن ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام "سلام على إبراهيم" (الصافات 109). وقد ورد في بعض المصادر التاريخية أن نمرود في السنة التي ولد فيها إبراهيم أمر بقتل كل مواليد تلك السنة فذهبت والدة إبراهيم بطفلها بعيدا عن بيتها حتى لا يراه جنود الملك.
وعن اب ابراهيم عليه السلام فهنالك فريقان من المفسرين الاول يقول ان اب ابراهيم هو آزر استنادا الى الاية المباركة "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" (الانعام 74). اما الفريق الثاني ومنهم اتباع اهل البيت فيقولون ان آزر هو عمه وليس ابيه لان اباه تارخ بن ناحور بن ساروغ بن ارغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن ارفخشد بن سام بن نوح. وقد اشتهر العم بالاب في ذلك الزمن. وهذا يطابق الحديث النبوي الشريف (لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات، حتى أخرجني في عالمكم هذا، لم يدنسني بدنس الجاهلية) فاباء الانبياء طاهرين غير مشركين لان المشرك نجس "ِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ" (التوبة 28).
ذكرت بعض الروايات أن تارخ والد إبراهيم توفي قبل أن يولد ولده، فانتقلت أم إبراهيم عليه السلام إلى دار شقيق زوجها آزر وهي حامل بإبراهيم عليه السلام كان يوم الأول من ذي الحجة يوماً مميزاً إذ ولد فيه إبراهيم عليه السلام. كان بين الطوفان ومولد إبراهيم عليه السلام ألف سنة وتسع وتسعون وقيل ألف ومائتا سنة وثلاث وستون وذلك بعد خلق آدم عليه السلام بثلاثة آلاف سنة وثلاثمائة وسبع وثلاثين سنة. وقد روى أبو أمامة أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: كم بين نوح وإبراهيم؟ فقال صلى الله عليه وآله: عشرة قرون.
تزوج ابراهيم عليه السلام من سارة بنت خالته او ابنت عمه، وهي أخت النبي لوط عليه السلام. وتزوجت في اور الكلدانيين وقيل في كوثا، وكانت ثرية تملك المواشي والعقارات، وبعد زواجهما اهدته لإبراهيم، فعمل به وأصبح اكثر تمكنا من الآخرين. وكان ابراهيم عليه السلام له معرفة بمهنة البناء، حيث بنى الكعبة المُشرَّفة بمساعدة ابنه إسماعيل عليه السلام. كانت سارة عاقرا، وفي الكبر تمكنت من الإنجاب، فأنجبت إسحاق وعمر ابراهيم عليه السلام 100 او 120 سنة وسارة 90 سنة. وروي ان إسحاق عليه السلام ولد بعد 30 عاما من ولادة إسماعيل عليه السلام. وذكرت المصادر إن إبراهيم تزوج بعد وفاة سارة من امرأتين، ولدت إحداهما أربعة أبناء، وولدت أخرى 7 أبناء، فكان لإبراهيم 13 ابنا. ومن الوثائق التاريخية فإن هاجر المصرية صحبتها سارة زوجة ابراهيم عليه السلام من مصر الى بيت المقدس وطلبت سارة من ابراهيم عليه السلام ان يتزوج هاجر ليرزقه ولد فأنجبت اسماعيل عليه السلام الذي ولدته في مدينة الخليل في الشام مكان اقامة ابراهيم عليه السلام.
و الله سبحانه اختص ذرية ابراهيم عليه السلام بالنبوّة، فالأنبياء جميعاً كانوا من نَسله، وآخرهم محمد صلّى الله عليه واله وسلّم. وقد دعا إبراهيم الله سبحانه أن يبعث في مكة رسولاً من أنفسهم "رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (البقرة 129). فاستجاب الله دعوة نبيه ابراهيم عليه السلام "لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ" (ال عمران 164).
لم يحصل إبراهيم عليه السلام على مقام الامامة إلا بعد نجاحه في الابتلاء كما جاء في قوله تعالى "وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا" (البقرة 124). فجعله الله تعالى بعد النجاح في الابتلاء إماما للناس.
.توفي إبراهيم عليه السلام في روايتين إنّه مات فجأة، و مات بسبب مرضٍ في عمر بين 175 - 200 سنة. ودفن جنب زوجته سارة في مغارة في حبرون وهي مدينة الخليل حاليّاً، حيث دفنه ابناه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام.
https://telegram.me/buratha