الدكتور فاضل حسن شريف
15- ان زكاة الفطرة ماهي الا دليل على ان تجعل الفقير يفرح كما يفرح الغني بملابسه الجديدة وطعامه اللذيذ في ايام العيد السعيدة. قال الله تبارك وتعالى "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى" (الاعلى 14-15). عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ.
16- ان الاحتقانات الاجتماعية اذا تراكمت ولا يوجد لها متنفس فقد تؤدي الى مشاكل واحيانا كوارث. وما العيد الا فرصة لازالة تلك الاحتقانات بتبادل التهاني والتبريكات وهذا مما يضفي للعيد فرحة وابتهاجا. قال الله جل جلاله "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ" (ال عمران 159).
17- ان العيد مسؤولية فاذا مر العيد ولم يقم المؤمن بما مطلوب منه من بعد مادي كالصدقة والزكاة والتزاور وتقديم الهدايا وخاصة للاطفال ليفرحهم والبعد الروحي بازالة الضغائن والاحقاد والتصالح فان ذلك يجعله حاملا لمسؤولية كان عليه ان يضعها نصب عينيه عند قدوم العيد ليصبح عيده ومجتمعه سعيدا بهيجا. جاء في الحديث الشريف (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
18- من صفات المسلم المسامحة ومن ايام المسامحة ايام العيد واخطر ما في الانسان ان يريد الانتقام من اخيه في الانسانية. والفرح والمسامحة مترادفتان مطلوبان في ايام العيد. قال الله سبحانه وتعالى "فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ" (البقرة 109).
19- يقول الامام علي عليه السلام (انما هو عيد لمن قبل الله صيامه وقيامه) ولاتمام قبول الاعمال فان للعيد طقوسه التي منها ان يكون المؤمن فرحا سعيدا لقبول خالقه ما طلب منه من عبادة كما يفرح العامل عند اكمال واجبه. ويدعو المؤمن في يوم العيد بان يتقبل الله عمله خلال شهر رمضان "رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (البقرة 127).
20- وفي عيد الفطر يخنس الشيطان بعد ان نجح الصائم في اداء شعائره طوال شهر رمضان كما يحصل عندما يرمي الحاج ايام عيد الاضحى الجمرات بمنى، حيث يفيض الحجاج من المزدلفة عند شروق الشمس مشيا الى منى لرمي الجمرات "ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ" (البقرة 199). وفكرة رمي الشيطان بالحصيات او الجمرات تعود الى عهد ابراهيم عليه السلام عندما بين له جبرائيل مناسك الحج حيث عند وصوله موقع العقبة بمنى اعترضه الشيطان فرمى الشيطان بحصيات سبعة كون هذا الرقم له قدسية في ايات عديدة منها "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا" (الملك 3). وقيل ان ابليس اعترض على ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل عليهما السلام فرجمه في العقبة "فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ" (الصافات 103). اما في ايام التشريق الثلاثة فان ابليس وسوس لابراهيم واسماعيل وهاجر عليهم السلام في مواقع الرمي الثلاثة فتم رجمه. وفي رواية ان ادم عليه السلام اول من رجم الشيطان وقد رماه بمنى فاسرع اي اجمر فسميت الحصاة و موقع الرمي بالجمرة.
21- ورد اسم العيد باسم الفرح في القرآن الكريم "قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" (يونس 58). ويسمى العيد لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد. ومن العبارات الشائعة في الاعياد (كل عام وأنت بخير) أو (كل سنة وأنت طيّب) أو (من العائدين الفائزين) (أسعد الله أيامك).
https://telegram.me/buratha