الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب مرشد المغترب للسيد محمد سعيد الحكيم: يكون عزاء لكم وسلوة عن مصائبكم ومحنكم، ويرفع معنوياتكم، ويشد من عزائمكم ويزيدكم صبراً وثبات، وصلابة وتصميم، فإنهم صلوات الله عليهم خير قدوة لكم، وأسمى مثل وأفضل أسوة. وقد ورد في نصوص كثيرة أن من أصيب بمصيبة فليذكر مصابه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنها أعظم المصائب. وفي حديث أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: (قال: إن إسماعيل كان رسولاً نبياً سلط الله عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه، فأتاه رسول من عند رب العالمين، فقال له: ربك يقرؤك السلام ويقول: قد رأيت ما صنع بك. وقد أمرني بطاعتك، فمرني بما شئت، فقال: يكون لي بالحسين عليه السلام أسوة) وقد صدق من قال: أنست رزيتكم رزايانا التي سلفت وهونت الرزايا الآتية.
وخصوصاً إذا نظرتم إلى عاقبة تلك المصائب والمحن التي كتبها الله تعالى عليهم حين استسلموا لها وصبروا عليه، ورأيتم كيف صارت العاقبة لهم، فنصرهم الله تعالى على عدوهم، بأن أبقى ذكرهم، وأحيى أمرهم، ورفع شأنهم، وأعلا نورهم، حتى طبق الأرض وملأ الخافقين. وباء الظالمون بالفشل الذريع والعاقبة الوخيمة والخيبة والخسران واللعنة الدائمة في الأرض والسماء. وتذكرتم قول عقيلة بني هاشم زينب الكبرى صلوات الله تعالى عليه للإمام زين العابدين عليه أفضل الصلاة والسلام وهي في قمة المأساة ـ حين مروا بهم على شهداء كربلاء وهم موزعون على وجه الأرض ـ : (ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة، لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة، فيوارونه، وهذه الجسوم المضرجة. وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء عليه السلام لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام. وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علواً". وقولها ليزيد وهي أسيرة في مجلسه: "فكِد كَيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرن، ولا تميت وحين، ولا تدرك أمدن، ولا ترحض عنك عاره. وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم يناد المناد: ألا لعنة الله على الظالمين). وقد صدق الله عز وجل حين يقول: "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" (التوبة 32).
جاء في كتاب فاجعة الطف للسيد محمد سعيد الحكيم: خطبة الزهراء عليه السلام الكبرى قال الطبرسي : ابتداراً زعمتم خوف الفتنة. "أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ" (التوبة 49). فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنى تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة، وزواجره لايحة، وأوامره واضحة، وقد خلفتموه وراء ظهوركم. أرغبة عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟
جاء في موقع الحكيم عن ظواهر مذهبية للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال: نرى كثيراً من شيعة أهل البيت أعزهم الله عندما يكتبون كتابة أو لوحة فيها اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم واسم الإمام علي عليه السلام فإنهم يكملون ذلك بكتابة لفظ الجلالة، حتى باتت هذه الظاهرة تشكل ثالوثاً شيعياً محل طعن الآخرين ، فنرجو من سماحتكم أن توضحوا لنا هل أن ذلك يشكل توهيناً للباري عزَّ وجل لأنه لا يقرن بأي مخلوق مهما كانت درجته أم ماذا ؟ الجواب : ليست في الكتابة المذكورة توهين للذات المقدسة ، لأن الكتابة المذكورة عبارة عن الانتماء لله ، وإكمال هذا الانتماء بذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، وكما لا يكون الاقتصار على ذكر الله تعالى والنبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الآخرين يشكل ثنوياً مقدساً كثنوية المجوس ، فإلحاق أمير المؤمنين عليه السلام بهما لا يشكل ثالوثاً مقدساً كثالوث النصارى. ولا توهين على الباري عزَّ وجل في إلحاق عبديه المقربين عنده عند ذكره تكريماً لمن كرمه هو عزَّ اسمه، ولذا تكرر في القرآن المجيد الأمر بإطاعة الله تعالى ورسوله في سياق واحد والمدح لمن يطيعهما . كما أمر الله سبحانه وتعالى بإطاعته هو ورسوله وأولي الأمر في سياق واحد فقال: "وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ" (التوبة 74).
جاء في كتاب مصباح المنهاج / التجارة للسيد محمد سعيد الحكيم: يحرم الكذب: كما هو المتبادر منه عرفاً، المناسب لما في لسان العرب من أنه ضد الصدق. وربما قيد بما إذا علم بمخالفة الخبر للواقع. بل ربما ادعى أنه الإخبار على خلاف المعلوم للمخبر وإن صادف الواقع. لكن لا يبعد انصراف الكذب لذلك بسب ارتكاز أن الكذب من الصفات الذميمة، والذم إنما يكون مع تعمد الإخبار بخلاف الواقع، ولا يكون مع الخطأ، مع كون المعنى الحقيقي للكذب هو الإخبار بخلاف الواقع مطلقاً ولو مع الخطأ. أن مجرد كون الشيء حقاً مستلزم لكون إنكاره تكذيباً من دون أن يتوقف على أمر آخر، وهو اعتقاد أن مدعيه قد تعمد الكذب. وكذا مثل قوله عز وجل: "وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا الله وَرَسُولَهُ" (التوبة 90) لظهوره في أنه يكفي في كذب الوعد عدم تحقيق الأمر الموعود به وإن كان الواعد معتقداً تحققه حين الوعد به. وكذلك ما تضمن تقييد الكذب بالعمد، مثل ما في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لأمير المؤمنين عليه السلام من قوله: (يا علي من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)، وما في وصيته صلى الله عليه وآله وسلّم لأبي ذر: (قلت: يا رسول الله فما توبة الرجل الذي يكذب متعمداً؟ قال: الاستغفار وصلوات الخمس تغسل ذلك) إلى غير ذلك.
https://telegram.me/buratha