الدكتور فاضل حسن شريف
قال الإمام الرضا في مولد الامام الجواد عليهما السلام (قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق اليحار، وشبيه عيسى بن مريم) حيث كان معجزة وشيئا خارج القوانين الطبيعية. عن السيدة حكيمة أنها قالت لما ولد امامنا الجواد قال لها امامنا الرضا عليهما السلام يا حكيمة الزمي مهده، قالت: فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثم نظر يمينه ويساره ثم قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أن محمداً رسول الله. فقمت ذعرة فزعة فأتيت أبا الحسن عليه السلام، فقلت: سمعت من هذا الصبي عجباً. ولا غرابة ان يختار الله انبياء واولياء يتكلمون وهم أطفال وصبيان "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا" (المائدة 110).
عن أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن أبيه قال: إِنَّ رَجُلًا أَرْبَى دَهْراً مِنَ الدَّهْرِ فَخَرَجَ قَاصِداً أَبَا جَعْفَرٍ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عليه السلام: "مَخْرَجُكَ مِنْ كِتَابِ اللهِ يَقُولُ اللهُ "فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ" (البقرة:275) وَالْمَوْعِظَةُ هِيَ التَّوْبَةُ فَجَهْلُهُ بِتَحْرِيمِهِ ثُمَّ مَعْرِفَتُهُ بِهِ فَمَا مَضَى فَحَلَالٌ وَمَا بَقِيَ فَلْيَحْفَظْ.
وعن الاية المباركة "لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" (الأنعام 103) يقول الامام الجواد عليه السلام في تفسير هذه الاية أوهام القلوب أدَقُ مِنْ أبْصار العيون، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند، والبلدان التي لم تدخلها، ولا تدركها ببصرك ، وأوهام القلوب لا تدركه، فكيف أبصار العيون.
روى الكليني بإسناده عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال:كتبت إلى أبي جعفر الإمام الجواد عليه السلام في التزويج، فأتاني كتابه بخطه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه، فزوّجوه "وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ" (الأنفال 73)).
جاء عن دار السيدة رقية للقرآن الكريم في استفتاءات المراجع للمرجع السيد محمد سعيد الحكيم: السؤال: ما معنى النبي الأمي؟ هل الأمي بمعنى عدم القراءة والكتابة؟ الجواب: ذكروا فيه أكثر من تفسير: فذهب بعضهم إلى أن الأمي هنا بمعنى غير العارف بالقراءة والكتابة ، ويستدل أصحاب هذا القول بظاهر بعض الآيات القرآنية ، كقوله تعالى : "وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ" (العنكبوت 48)، وباتخاذه صلى الله عليه وآله الكُتَّاب للوحي والرسائل ، بالشهرة المستفيضة بعدم معرفته صلى الله عليه وآله وسلم الكتابة ، حتى كادت تكون من الضروريات . وذهب بعضهم إلى أنها نسبة إلى أم القرى ، وهي مكة، ويستدلون على ذلك بخبر مروي عن الإمام الجواد عليه السلام، والله العالم.
قال الإمام الجواد عليه السلام في تفسير قوله تعالى: "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة:148) عن عبد العظيم الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى: إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً فقال عليه السلام: (مَا مِنَّا إِلَّا قَائِمٌ بِأَمْرِ اللهِ وَهادي إِلَى دِينِ اللهِ وَلَكِنَّ الْقَائِمَ الَّذِي يُطَهِّرُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْأَرْضَ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالْجُحُودِ وَيَمْلَأُهَا عَدْلًا وَقِسْطاً هُوَ الَّذِي يَخْفَى عَلَى النَّاسِ وِلَادَتُهُ وَيَغِيبُ عَنْهُمْ شَخْصُهُ وَيَحْرُمُ عَلَيْهِمْ تَسْمِيَتُهُ وَهُوَ سَمِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَكَنِيُّهُ وَهُوَ الَّذِي تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ وَيَذِلُّ لَهُ كُلُّ صَعْبٍ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِهِ عَدَدُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَقَاصِي الْأَرْضِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة 148)، فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الْعِدَّةُ مِنْ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ أَظْهَرَ أَمْرَهُ فَإِذَا أُكْمِلَ لَهُ الْعَقْدُ وَهِيَ عَشَرَةُ آلافِ رَجُلٍ خَرَجَ بِإِذْنِ اللهِ فَلَا يَزَالُ يَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللهِ حَتَّى يَرْضَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ عَبْدُ الْعَظِيمِ قُلْتُ لَهُ يَا سَيِّدِي وَكَيْفَ يَعْلَمُ أَنَّ اللهَ قَدْ رَضِيَ قَالَ يُلْقِي فِي قَلْبِهِ الرَّحْمَة).
https://telegram.me/buratha