الدكتور فاضل حسن شريف
قال الإمام الجواد عليه السلام (يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم) استنادا لقوله تعالى "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ" (الشعراء 227). وقال عليه السلام (لن يستكمل العبد حقيقة الايمان، حتى يؤثر دينه على شهوته) وقال (راكب الشهوات لا تقال عثرته) اعتمادا لما ورد في آية" ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" (ال عمران 14). وعلى المؤمن ان لا يكون مدافعا عن الخونة كما قال الجواد عليه السلام (كفى بالمرء خيانة ان يكون أمينا للخونة) وكما جاء في كتاب الله " إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ" (الأنفال 58).
وقد عرف الامام الجواد عليه السلام المنافق حيث قال (لا تكن وليا لله في العلانية عدوا له في السر)، وبهذا المعنى ورد في القرآن الكريم " يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ" (ال عمران 167). وقال عليه السلام (والاصرار على الذنب امن لمكر الله) كما جاء في " فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ" (الاعراف 99). وقال عليه السلام (إظهار الشئ قبل ان يستحكم مفسدة له) كما جاء في الحديث الشريف (إن الله تعالى يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه).
وعن الآية "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ" (المائدة 6) قال الجواد عليه السلام (اليد هي الأصابع والكف الى الكرسوع اي المعصم). وسئل الإمام الجواد عليه السلام عن " وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ " (البقرة 173) فقال (ما ذبح لصنم أو وثن او شجر) وعن " فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عليه" (البقرة 173) فقال عن الاضطرار (ان يأكل الميت).
وعن حداثة سنه في الامامة فقد أوضح لسائله الجواد عليه السلام استنادا إلى الآية الشريفة في سورة يوسف "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي" (يوسف 108) وقد تبع علي رسول الله وكان ابن تسع سنين، وأنا ابن تسع سنين. فكما في النبوة تحصل الحالة في الإمامة فقال تعالى "يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا" (مريم 12) وقد يكون شابا "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا" (يوسف 22) وقد يكون في الأربعين من عمره " حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً" (الأحقاف 15). وكان الإمام الجواد عليه السلام يكنى أبا جعفر وتلاميذه يزيدون المائة منهم عبد العظيم الحسني وهم الثقات والرواة، فورد عن سبط ابن الجوزي عن الإمام الجواد عليه السلام (وكان على منهاج أبيه في العلم والتقى والزهد والجود). وكان الإمام الجواد سببا في تشيع ربع أهل بغداد بسبب أخلاقه وسلوكه والسلام مع من خالفه، وقد شيعه الآلاف في بغداد.
بعد وفاة والده الرضا عليه السلام في خراسان رجع المأمون الى بغداد ورجع الامام الجواد عليه السلام الى المدينة المنورة وهو امام فتى وبقي فيها ثمانية أعوام وكان الناس يسألونه ويجيبهم. بعدها طلب المأمون قدوم الجواد الى بغداد وعمره 16 سنة، ثم رجع الى المدينة ومعه زوجته بنت المأمون حتى وفاة المأمون وخلفه ابنه المعتصم الذي طلب من الجواد القدوم مرة اخرى الى بغداد والذي قتله بالسم وصلى عليه ابنه علي الهادي عليه السلام.
https://telegram.me/buratha