الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع الحكيم عن ظواهر مذهبية للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال : نرى كثيراً من شيعة أهل البيت أعزهم الله عندما يكتبون كتابة أو لوحة فيها اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم واسم الإمام علي عليه السلام فإنهم يكملون ذلك بكتابة لفظ الجلالة ، حتى باتت هذه الظاهرة تشكل ثالوثاً شيعياً محل طعن الآخرين، فنرجو من سماحتكم أن توضحوا لنا هل أن ذلك يشكل توهيناً للباري عزَّ وجل لأنه لا يقرن بأي مخلوق مهما كانت درجته أم ماذا ؟ الجواب: ليست في الكتابة المذكورة توهين للذات المقدسة، لأن الكتابة المذكورة عبارة عن الانتماء لله ، وإكمال هذا الانتماء بذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، وكما لا يكون الاقتصار على ذكر الله تعالى والنبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الآخرين يشكل ثنوياً مقدساً كثنوية المجوس ، فإلحاق أمير المؤمنين عليه السلام بهما لا يشكل ثالوثاً مقدساً كثالوث النصارى . ولا توهين على الباري عزَّ وجل في إلحاق عبديه المقربين عنده عند ذكره تكريماً لمن كرمه هو عزَّ اسمه، ولذا تكرر في القرآن المجيد الأمر بإطاعة الله تعالى ورسوله في سياق واحد والمدح لمن يطيعهما . كما أمر الله سبحانه وتعالى بإطاعته هو ورسوله وأولي الأمر في سياق واحد فقال : "أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ" (النساء 59).
جاء عن دار السيدة رقية للقرآن الكريم في استفتاءات المراجع للمرجع السيد محمد سعيد الحكيم: السؤال : "إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" (الاحزاب 33)، تشمل زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟ أم لا ؟ الجواب : لا تشملهن ، بل هي تختص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين والزهراء والحسنين عليهم السلام، كما صرحت بذلك الروايات المتظافرة ، خصوصاً الروايات المروية عن أم سلمة رضوان الله عليها. ولما هو المعلوم من تعرض بعض زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم للعظائم ، كخروج عائشة لحرب إمام زمانها أمير المؤمنين عليه السلام، وتظاهرها هي وحفصة على رسول الله صلى الله عليه وآله حتى نزل في ذلك قرآن يتلى ، إلى غير ذلك مما يمتنع معه شمول آية التطهير لهن .
جاء في كتاب مصباح المنهاج / الطهارة للسيد محمد سعيد الحكيم: ويشكل بما سبق عند الكلام في نجاسة الكافر من عدم وضوح ظهور النجس في الآية في النجاسة الخبثية التي محل الكلام. فراجع. مضافاً إلى أن المفرع على نجاسة المشركين ليس هو النهي عن قربهم للمسجد الحرام مطلقاً، بل النهي عن قربهم في العام الثاني، ومن الظاهر أن حرمة إدخال النجاسة للمسجد وتنجيسه لم يشرع على هذا النحو، بل لو شرع لكان تشريعه على نحو الإطلاق، فالحكم المذكور حكم سياسي خاص بمورده لا مجال للتعدي عنه لكل نجس بالمعنى الذي هو محل الكلام. ولاسيما مع قرب كون النجَس بالفتح مصدراً لا وصفاً بمعنى النجس بالكسر، ويكون إطلاقه على المشركين مبالغة في نجاستهم، فالمفرع عليه ليس مطلق النجاسة، بل النجاسة بمرتبة خاصة تناسب المبالغة المذكورة، ولا مجال مع ذلك للتعدي لكل نجس، خصوصاً بملاحظة ما يأتي من عدم الإشكال في جواز إدخال النجس للمسجد في الجملة، مع إباء لسان التعليل في الآية عن التخصيص ارتكازاً. ومن القريب جداً أن يكون الحكم المذكور مساوقاً لما ورد من نداء أمير المؤمنين عليه السلام لما بعثه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بسورة براءة بأنه لا يحج.
https://telegram.me/buratha