الصفحة الإسلامية

الخزانات والسدود المائية في القرآن الكريم (الحلقة الثالثة)


الدكتور فاضل حسن شريف

كانت الجيوش خلال الحروب تخرب سدود وخزانات الاعداء كما فعلت جيوش كسرى في العراق وجيوش الروم في بلاد الشام لانها المصدر المائي والغذائي حيث الماء الذي ينزله الله تعالى يحتاج الى خزن لاستخدامه وقت الحاجة "وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ * وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ" (ق 7-11) فالاية تبين ان العامل في مجال الزراعة والمياه والاستفادة منها بعمل السدود والخزانات سيجعل الارض جنات ونخيل ويحي الارض. فله ثواب يؤجر على عمله المبارك.

 

وكان خراج الدولة الاسلامية زمن الخلفاء المسلمين يتحصل من البقعة الزراعية في وادي الرافدين. واهتم الحذيفة بن اليمان بانشاء القناطر التي سميت باسمه واحياء المشاريع الاروائية. واستخدم بحر النجف في خزن المياه بالاضافة الى بناء السدود في منطقة الكوفة القريبة من هذا البحر. وكذلك بنيت سدود على الاهوار جنوب العراق وسد وخزان خريفة بين تدمر ودمشق في الشام. واقيمت سدود على الفرات. وانشأ سدين شمال غرب بغداد ليتفرع نهران هما الدجيل وكرخيا، وسدين على اطراف بغداد وعلى نهري القلائين والبزازين لسقاية بساتين بغداد، وسد على نهر الخر وسد على نهر عيسى مارا بمنخفض عقرقوف. وشق نهر النهروان وانشأ عليه سد. ومن العرب المسلمين الذين ابدعوا ببناء السدود ابناء موسى بن شاك والمهيمن قيصر بن ابي القاسم وعبد الغني بن المسافر.

 

والله تعالى حث على التقدم العلمي "لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ" (المدثر 37)، ومن القصص على ذلك قصة ذي القرنين في صناعة السدود الضخمة، بالاضافة الى قصة تفوق آدم على الملائكة بالعلم وقصة نوح في صناعة السفن، وقصة داود في صناعة الحديد وقصة نوح في صناعة السفن، و قصة خاتم الانبياء في معرفة مسببات الاسباب وحربه ضد الخرافات والكهنة والسحرة.

 

 

وعند انشاء السدود يجب تطبيق الحديث النبوي (لا ضرر ولا ضرار) فالسد عمل مباح ولكن ان لا يضر الاخرين ويحسر المياه عنهم فيدخل في باب الفساد في الارض " وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (القصص 77). و جاء في الحديث الشريف (الناس شركاء في ثلاثة: الماء والنار والكلأ). والصلح في الامور المتنازعة بسبب انشاء السدود فهو عمل خير " وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" (النساء 128).

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك