الصفحة الإسلامية

الامام الحسن العسكري عليه السلام والهجرة القسرية


الدكتور فاضل حسن شريف

اذا كان كل نبي او امام اما مقتول او مسموم فان اضافة او مهاجر لا تبتعد عن الواقع الذي عاشوا فيه. فهذا ابراهيم عليه السلام "وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي" (العنكبوت 26) ولوط عليه السلام"قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ" (الشعراء 167) وموسى عليه السلام "فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ" (القصص 21) وشعيب عليه السلام "قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا" (الاعراف 88) و مريم وابنها عيسى عليهما السلام "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ" (المؤمنون 50) ومحمد صلى الله عليه واله وسلم"وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ" (الانفال 30). وحتى عيسى عليه السلام اخر ايامه على الارض هاجر الى السماء "بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ" (النساء 158) والامام المهدي عليه السلام مهاجرا مختفيا يجول في ارض الله الواسعة.

 

استمرت امامة الحسن العسكري ست سنوات مرغما في سامراء وكان يسكن في محلة العسكر بسامراء ولهذا لقب بالعسكري، وهي بلد الهجرة خارج بلد ولادته المدينة ومات في سامراء مسموما عن عمر شباب لم يتجاوز 28 سنة ودفن جنب ابيه الامام علي الهادي عليه السلام. وكان قد قدم اليها مع والده و عمره خمس سنوات عندما اجبرهم قسرا الخليفة العباسي المتوكل الخروج من المدينة لمراقبتهم عن قرب في عاصمة حكمه. وعاصر ثلاثة خلفاء خلال امامته هم المعتز والمهتدي والمعتمد.

 

وكان المتوكل يفتش دار عائلة الامام علي الهادي عليه السلام بشكل متكرر وقد ضيق عليهم الرزق فقد عاش الامام العسكري فترة رعب في مهجره لحياة امتدت 23 سنة من اصل 28 سنة وهي طول حياته. وجاء في هجرة الامام العسكري للمسعودي ان الامام خلال امامته حبس اكثر من مرة وكانوا يضيقون عليه في سجون بني العباس المخيفة.

 

 

ان عادة الذي يهاجر يحصل على مكان افضل الا هجرة ائمة اهل البيت فان هجرتهم قسرية الى بغداد وطوس وسامراء فبالرغم من غربتهم فانهم يضيق عليهم ويودعون السجون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك