الصفحة الإسلامية

ثقافة من القران الكريم / 17 إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ


 

✍ محمد شرف الدين ||

 

يقول الحق تبارك وتعالى:

«إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا، ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ. إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ، وَ أَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها، وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى‏، وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا، وَ اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»

تشير هذه الاية المباركة الى قاعدة ايمانية في حياة كل افراد المجتمع – بصورة فردية او مجتمعية – وهي قاعدة " كلمة الله هي العليا ، وكلمة الذين كفروا السفلى "

هذه القاعدة تعطي للفرد المسلم او المجتمع المسلم بصورة عامة منفذا للاطمئنان والسكون في التعامل مع اساليب وخدع الاعداء ، حيث تنص القاعدة الى ان خاتمة الامور دائما تنتهي الى الحق تعالى ، بل ان تعاليمه تبارك وتعالى هي ذات الرونق البراق والفائدة الكبيرة بالنسبة الى الناس ،

حيث أن المراد بالكلمة في قوله: «وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى‏" هو ما قضوا به في دار الندوة و عزموا عليه من قتله (ص) و إبطال دعوته الحقة بذلك، و بقوله:

«وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا» هو ما وعد الله نبيه صلى الله عليه واله وسلم  من النصر و إظهار دينه على الدين كله.

ولما كان تعامل الاعداء عادة يكون من منطلق القضاء على تلك التعاليم وابعاد المجتمع والناس عنها ، فتراهم يأتمرون ويجتمعون ويعقدون الدسائس والضغائن من اجل القضاء على الحق تعالى ، بل يستخدمون جميع وسائل الترهيب من الطرد والحصار والمقاطعة والقتل والاضطهاد وغيرها من وسائل الجرم والخبث – المادية والفكرية والمعنوية - .

فقد يتثاقل بعض المسلمين عن نصرة الحق ولا يخرج في سبيل اقامة تعاليم الباري تبارك وتعالى ، فياتي المدد الالهي والافاضات الرحمانية والرحيمية لرفع الحق واهله " إلا تنصروه فقد نصره الله ...." وهذه النصرة تكون بعدة عوامل ، يذكر الحق تبارك وتعالى في هذا المقطع عاملين منها ، وهما :

-  السكينة والاطمئنان لقوله تعالى "  فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ "

-  جنود لقوله تعالى " وَ أَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها "

و هي إشارة إلى أنّ مؤامراتهم قد باءت بالخيبة و الفشل و حبطت أعمالهم و آراؤهم، و شعّ نور اللّه في كل مكان، و كان الإنتصار في كل موطن حليف الرسول الاعظم صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و لِمَ لا يكون الأمر كذلك‏ وَ اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏؟

فبعزته و قدرته نصر نبيّه، و بحكمته أرشده سبل الخير و التوفيق و النجاح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك