الصفحة الإسلامية

ُبكاء الخشية

1214 2021-04-24

 

📌🖊غدير التميمي ||

 

هناك روايات عديدة تمدح بعض أنواع البُكاء لما يترتّب عليه من آثار معنويّة، في الدنيا والآخرة، منها البُكاء من خشية الله سبحانه وتعالى، فقد ورد عن الإمام الصادق {عليه السلام} عن آبائه {عليهم السلام} عن النبيّ {صلى الله عليه وآله وسلم }في حديث المناهي قال: "ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكلّ قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنّة، مكلّل بالدرّ والجوهر، فيه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر".

ولا استغراب ولا تعجّب من أن تؤثّر قطرةٌ واحدةٌ هذا الأثر العظيم، لأنّ هذه القطرة الذارفة من خشية الله نابعة من وجود إنسان يتحلّى حينها بأمرين اولها تحوّل عظيم في نفسه، فهو أثناء الحزن وما يُرافقه من انسكاب الدمعة متفاعلٌ بشكلٍ كاملٍ مع الله سبحانه، مع أوامر الله ونواهيه، فتتجلّى عظمة الله في القلب ليتحوّل إلى الخشوع، ويُرافقه الندم والتأسُّف على ما فرّط في ساحة القدس الإلهيّة، وعلى ما ارتكبه من معاصٍ، وهذا الندم يوجب غفران الذنوب، فقد ورد عن الحسن بن عليّ العسكريّ، عن آبائه{ عليهم السلام} قال: قال الإمام الصادق {عليه السلام}: "إنّ الرجل ليكون بينه وبين الجنّة أكثر ممّا بين الثرى إلى العرش، لكثرة ذنوبه، فما هو إلّا أن يبكي من خشية الله عزَّ وجلَّ ندماً عليها حتّى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته". وكأنّ هذا البكاء ملازم لتحقّق سائر شرائط التوبة.وثانيها اقتراب عاطفيّ كبيرٌ من الله جلّ ثناؤه، ما يعني تفاعل النفس أكثر من ذي قبلٍ مع الله سبحانه، لذا على الباكي أن يستغلّ هذه النفحة الإلهيّة، ويغتنم هذه الفرصة الّتي يكون فيها حزيناً باكياً، لأنّها لا تحصل دائماً ومتى شاء.

فعن أبي عبد الله {عليه السلام }قال: "ما من شيءٍ إلّا وله كيلٌ ووزن، إلّا الدموع، فإنّ القطرة تُطفئ بحاراً من نار، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يُرهق وجهه قترٌ ولا ذلّة، فإذا فاضت حرّمها الله على النار، ولو أنّ باكياً بكى في أمّة لرُحموا"

وعن أبي أيوب، عن الرضا {عليه السلام} قال: "كان فيما ناجى الله به موسى {عليه السلام} أنّه ما تقرّب إليّ المتقرّبون بمثل البكاء من خشيتي، وما تعبّد لي المتعبّدون بمثل الورع عن محارمي، ولا تزيّن لي المتزيّنون بمثل الزهد في الدنيا عمّا يهمّ الغنى عنه.

فقال موسى{ عليه السلام}: يا أكرم الأكرمين فما أثبتهم على ذلك؟

فقال: يا موسى أمّا المتقرّبون لي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يُشركهم فيه أحد، وأمّا المتعبّدون لي بالورع عن محارمي فإنّي أُفتّش الناس عن أعمالهم ولا أُفتّشهم حياءً منهم، وأمّا المتزيّنون لي بالزهد في الدنيا فإنّي أُبيحهم الجنّة بحذافيرها، يتبوّؤن منها حيث يشاؤون".

وعن جعفر بن محمّد، عن أبيه{ عليهما السلام} قال: "قال رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم}: طوبى لصورةٍ نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله لم يطّلع على ذلك الذنب غيره

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك