إيزابيل بنيامين ماما آشوري ||
المقصود بهذا البحث هو (الحيض).الدورة الشهرية للمرأة. وسوف استعرض ما رافق هذه الحالة الطبيعية من حيف وظلم من قبل بعض الأديان مما لا ينسجم ورحمة خالق الأديان.
أقدم كتاب مقدس بين أدينا هو (التوراة) ثم يأتي بعده (الانجيل) ثم يأتي بعده (القرآن) لنأتي على ذكر الاحكام في هذا الكتب.
لا يوجد ألعن من التوراة في أحكامها على المرأة والطفولة ، وكأن العالم كله خلقه للرجل يفعل ما يشاء من دون ضابطة ، ولكن ما بال الرب أيضا يجور في الاحكام على المرأة في هذا الكتاب المخيف!
جاء في التوراة في احكام الحائض : (وإذا كانت امرأة لها سيلٌ دما فسبعة أيام تكون في طمثها. وكل من مسها يكون نجسا إلى المساء وكلُ ما تضطجع عليه في طمثها يكون نجسا وكل ما تجلس علي يكون نجسا وكل من مس فراشها يغسلُ ثيابه ويستحم بماء، ويكون نجسا إلى المساء وكل من مس متاعا تجلس عليه يُغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء. وإن كان على الفراش أو على المتاع الذي هي جالسةُ عليه عندما يمسه يكون نجسا إلى المساء . وإن اضطجع معها رجل يكون نجسا سبعة أيام . وكل فراش يضطجع عليه يكون نجسا وكلُ من مسهّن يكون نجسا فيغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء وإذا طهرت من سيلها تحسب لها سبعة أيام وفي اليوم الثامن تأخذ لنفسها دجاجتين أو فرخي حمام وتأت بهما إلى الكاهن. ويُكفر عنها الكاهن أمام الرب من سيل نجاستها). كل ذلك من أجل دجاجتين يحشوا بها الكاهن كرشه. راجع سفر اللاويين 19: 33.
باختصار هذا النص فإن الحائض نجسة سبعة أيام وعندما تطهر تكون نجسة ايضا ثمانية أيام . وكل من يمسها يكون نجسا سبعة أيام يجب عليه الغسل . وكل شيء تجلس عليه يكون نجسا وكل شيء تمسه يكون نجسا وإذا واقعها الرجل في حيضها يكون نجسا سبع أيام . وكل من مس فراشها يكون نجسا يستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء والذي يمسها يكون نجسا وكل شيء يمسه يتنجس ولاتطهر المرأة من نجاستها إلا بعد تقديم دجاجتين لرجل الدين يحشوا بها كرشه لكي يغفر الرب ذنبها.
ولكن ماهو حكم من يضطجع مع حائض؟ تعالوا لأغرب الأحكام .جاء في سفر اللاويين الاصحاح 20: 18 (وإذا اضطجع رجل مع امرأة طامثٍ يُقطعان كلاهما من شعبهما).
أي يُقتلان قتلا الاثنين معا الزوج والزوجة يخرجوهم خارج المدينة أمام الملأ ويُقطّعونها بالسيوف والخناجر تقطيعا ويرجمونهم بالأحجار ما تبقى من جثتيهما . وذنبهما الوحيد انهما مارسا الجنس ايام الحيض.
اما في الإنجيل البشارة الجديدة . أولا فإن المسيح اقر كل ما في التوراة وقال بأنه لم يأت لكي ينقض الناموس ــــ أي التوراة ـــ وإنما جاء ليُكمل ، وأن زوال السماء والأرض اهون من زوال حرف واحد من التوراة كما في نص إنجيل متى الاصحاح 5 : 17 : حيث قال : (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لانقض بل لأكمل فإني الحق أقول لكم إلى ان تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس).
اذن فإن عيسى يقر بكل احكام التوراة للحائض من نجاسة والقتل تقطيعا ورجما لمن يقربها.
ولذلك نرى عيسى لم يضف شيئا من أحكام الحائض بل اكتفى بما في التوراة من حكم ، وكأنه ليس نبي جاء لهداية هذه الأمة ووضع التشريعات التي تُسهل لها الحياة.
وأما في الإسلام فقد قال القرآن في سورة الحج آية 44 : (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض).ولربما يسأل البعض ماذا يعني (اعتزلوا). هل يُفهم منه المقاطعة ام شيء آخر ، ولكن المعنى واضح في قوله اعتزلوا اي الانقطاع الجنسي فيما بينهما في هذه الأيام. ولو تمعنا في الروايات التاريخية الاسلامية لوجدنا ان تأثير اليهودي على الصحابة تأثير كبير فقد كانوا يُعاملون المرأة بالمقاطعة التامة وهذا ما نراه يلوح في حديث النبي مع عائشة في قول النبي لـ عائشة : ( ناوليني الخمرة -الخمرة: شيء يصلى عليه كالسجادة- قالت: إني حائض يا رسول الله! قال: إن حيضتك ليست في يدك). يعني ان نجاسة الحيض معنوية وبدنك طاهر تستطيعين ان تناوليني اي شيء. وبهذا الحديث كسر النبي الاعراف اليهودية السائدة في مكة وما حولها.
هذا كل ما موجود في أحكام الحائض ، وأما الجوانب الفرعية الأخرى التي بيّنها الفقهاء ومن دون دجاج وحمام ويمام ، فهي لايحق لها مثلا مس القرآن أو الصلاة والصوم وهي بمثابة رحمة وفترة استراحة لها. وبإمكانها مزاولة كل اعمالها فأي شيء تطبخه او تلمسه او تجلس عليه طاهر لا تسري نجاسة الحيض إليه وحتى لو قاربها الرجل أيام حيضها فلا يُقتل لا هو وإلا الزوجة بل يكون آثما عليه ان يستغفر منهُ . لابل يجوز للرجل والمرأة أيام الحيض المباشرة الغير جنسية والملاعبة والتقبيل وغيرها من حركات الود والملاطفة.
مما تقدم نفهم من هي الكتب التي تم التلاعب بها . وكذلك نفهم قول الكتاب المقدس الذي يقول فيه الرب لأتباعه وبكل وضوح: (اليوم كُله يُحرفون كلامي ، عليّ كل افكارهم بالشر).
https://telegram.me/buratha