الصفحة الإسلامية

ابى الفضل مرآة من عرف الحسين ..

1601 2021-03-18

 

مازن البعيجي ||

 

كم تعدّدت القصص وتعدّدَ من يرويها بألوان من الطرح واختلاف طرق مُتناوليها، وكم زخر التاريخ ما قبل الإسلام وبعده في بيان قيمٍ عليا متعددة تفردت بها رجال عظماء على طول خط البشرية! لكننا حينما نجد امثال هذه المُثُل والقيم تتعدى حدود ماوراء تلك القيم لتجدها في شخص كأبي الفضل العباس "عليه السلام" وقد كان في مثل العصمة الصغرى بما حوى واختزل كيانه اليقظ والواعي عنوانا لمن عرف قيمة الحسين "عليه السلام" حق المعرفة، لتصل تلك المعرفة الى درجة الذوبان والانصهار!! ليس الدافع الأخوّة النسبية التي جمعتهما ،لا، فلقد تعدى الأمر ليصبح الموت لأجله كما الشهد في فمه ، وذلك لأنه الجنديّ المطيع الذي أطاع وليّ امره بعقلٍ عارف لله ولرسوله ولأمير المؤمنين وماحكم به الشرع ووجّه له المعتقد في معرفة التكليف اتجاه المعصوم مفترض الطاعة، فكان ذلك الإنموذج العجيب والحامل لكل أنواع الفضائل، حتى اصبح عنوانا الإباء وسيد الوفاء وأمير الإخاء!!

لم يأتي ذلك كونه ابن المعصوم واخ المعصومين او لأنه تربى في بيت العصمة ، انما زيدَ على ذلك حجرُ  تلك الام العظيمة البدوية التي زقّت له من عمق الفضائل والقيم ما صيّره شاخصا عليه، فزادت على فضلِ أصلهِ فرعا وكانت له دعامة فهي الوعاء الطاهر الذي كان أهل لحمل فرع الإمامة والحجر الذي ربّى، والقلب الذي غذّى،  فكان العباس وسيبقى الى يوم الدين أبن البدوية عريقة الاصل كما هو ابن عليّ صنو النبوة وأصل الإمامة

العباس، منارة الفضل ومهوى العشق والغرام، ومؤسس الإباء، وحامل القِربة!

قربة لم تكن لحمل الماء، بل لحمل الحياة وكل ما يُديمها، حمل الكرامة بعنفوانٍ وحرص وحمية وشجاعة وجمال وإحساس قلّ نظيره على امتداد الوجود، لم يعرف فقهاء اللغة على مر التاريخ معاني ماوراء "القربة" لسبب بسيط. لانها ليست مفردة لغوية، إنما تجليات ملكوتية لا يفقهها إلا من عرف معاني الحب والهيام، ليكون يوم الطف شاهدا على تلك المعرفة لتعكس مرآة العباس عشق الحسين في قصة الإخاء والوفاء، لانه مضى على بصيرة من أمرهِ حتى عرف الحسين  وليّ أمره قبل ان يكون أخيه، فجاءت الشهادة له صادحة كلما زاره موالٍ ومحب الى يوم القيامة

(فَنِعْمَ الصّابِرُ الْمُجاهِدُ الْمُحامِي النّاصِرُ، وَالأَخُ الدّافِعُ عَنْ أَخيهِ، الْمُجيبُ اِلى طَاعَةِ رَبِّهِ، الرّاغِبُ فيـما زَهِدَ فيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزيلِ وَالثَّناءِ الْجَميلِ، وَأَلْحَقَكَ اللهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي جَنّاتِ النَّعيمِ)

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك