الصفحة الإسلامية

عندما يتحول قعر السجن الى سراج منير

2066 2021-03-07

 

حيدر السعيدي ||

 

باءت كل محاولاتهم الدنيئة بالفشل حين أرادوا ثني إمامنا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، عن الاستمرار بالتثقيف والتوعية وبث المعرفة الدينية والعقائدية في نفوس فئات متعددة في أوساط المجتمع الإسلامي في القرن الثاني الهجري .

مرحلة قيادة الأمة في ظل الكوكب السابع من كواكب العصمة والهداية التي استمرت على مدى (35) عاما، كانت زاخرة بالعطاء الفكري والعلمي والتميز الواضح لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في نشر علومهم وبث معارفهم وأعداد جيل من الشباب يعي خطورة المرحلة، ودقة إحاطة العدو العباسي بضرورة القضاء على هذا الإمام الهمام، فلا بد من استثمار كل لحظة من لحظات وجوده من قبل اتباعه أيما استثمار، واغتنام فترته الذهبية في اغتراف المزيد من فيض علومه وهدي معارفه.

بين ولادة الإمام الكاظم (عليه السلام) في 7 / صفر / 127 هجرية، وحتى يوم استشهاده بدس السم إليه بالرطب المسموم (روحي له الفداء) في 25 /رجب / 183 هجرية، نجد العطاء الفذ من قبل الإمام لأتباعه، والمنهج الواضح في أسلوب التعامل مع أعدائه، وصبرا وصمودا أمام كل أساليب الوعيد والتهديد والوان العذاب، وأباءا كبيرا أمام أنواع المغريات الدنيوية.

ازدادت المضايقات على الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) من الأبواء محل ولادته والمدينة وحتى البصرة وانتهاءاً ببغداد وسجن الشاهك بن سندي، الذي أمره هارون العباسي بأن يضيّق على الإمام الكاظم (عليه السلام) أشد التضييق في العبادة ولقاء محبيه ومعرفة أحواله من قبل أتباعه وشيعته.

لقد جعل الإمام الكاظم (عليه السلام) قعر السجون المظلمة سراجاً منيراً يضيء إلى أهل الأرض والسماء، وأحال تلك المطامير إلى منزل من منازل اللطف الالهي، يرهب العباسيين ويهدي الضالين لنور الإيمان، وموئلاً للخائفين ينجي من لجأ إليه بصدق.

نتعرف في حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) على كثير من الشخصيات التي استثمرت وجود راهب آل محمد (عليه السلام)، وتبرز لنا أسماء لامعة في تأريخ التشيع، مثل: علي بن يقطين وهشام بن الحكم وعبد الله بن جندب وغيرهم، اذ دأبت هذه القامات على الأخذ بنصائح الإمام الكاظم (عليه السلام ) والعمل بتوجيهاته في مجال الحكم والسياسة وتقديم الخدمة كابن يقطين، أو العقيدة والمناظرات والدفاع عن المذهب الحق كابن الحكم، أو الفقاهة والورع كابن جندب .

حري بنا اليوم أن نطيل المكوث أمام أعتاب باب الحوائج كاظم الغيظ في بغداد، وأن تأسرنا هذه القباب الذهبية في الكاظمية المقدسة، وتأخذ لب القلوب تلك اللحظات الروحانية الجميلة التي يعيشها زوار الجوادين (عليهما السلام)، وأن نلثم هذه الأبواب لأنها محال رحمة الله، وفيض الشفاعة، ولنتعلم من منهج العبد الصالح ماينير طريقنا في شتى ميادين الحياة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك