الصفحة الإسلامية

المطلوب "عشقُ النوافل" ..

1274 2021-03-04

 

مازن البعيجي ||

 

محطةٌ طالما تكلَّمتْ عنها الروايات وحرصَ المعصومين "عليهم السلام" على بلوغها، وهي أخطر اسلحة المؤمن ، وقد أوجز خطر وعظمة تلك العلاقة التي تحتاج نوع تعلّق وغرام من طراز خاص!

مارُويَ عن النبيّ محمد"صلى الله عليه وآله" وهو يقول:

قال الله عز وجل: "ما تقرّب إليّ عبد بشئ أحب إلي مما افترضتُ عليه، وإنه ليتقرب إليّ بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحبَبتهُ كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يبصر به، ولسانهُ الذي يَنطق به، ويده التي يَبطش بها، إن دعاني أجبتُه، وإن سألني أعطيتُه" كتاب الكافي

لأن التعلق بالنافلة خاصة تلك التي تغادر بها العيون والشخوص، وأنت تمتطي صهوة الوحدة والاختباء والتوسل دون خوف الرياء والعُجب ،وفي هدأةِ الليل الذي له جاذبة وخشوع خاص ، لتهجرَ لذيذ منامٍ، ووافر فراش، ولعله في بردٍ قارص أو حرٍ لاهب ، تلهج وتنشج بعبارات وبكاء، إعترافًا بالتقصير عما مضى من اسراف أوتفريط، يدٌ مرفوعة نحو السماء، وأخرى تعدّ حبّاتٍ بأنفاس الاستغفار ( استغفر الله ربي وأتوب إليه) ومثلها العفو العفو العفو .. سياحة وتطبيب، وغرسُ سيقان تتجذّر في باطن الروح، لتصبح شجرةَ أُنس وعلاقة، ودرعٌ يصدّ عنك سهام إبليس، ويمنع من تسويلات النفس الأمارة بالسوء، فالذنوب عصيّة ولابد لها من سهام قوية الرماية والتسديد .

النافلة بإخلاص، هي أول رسائلَ الودّ والعشق بيننا وبين كنوزٍ لا شيء على الارض يُشبهها، وانت تتذوّق طعم مناجاتكَ شَهدًا،

(اِلـهي مَنْ ذَا الَّذي ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً، وَمَنْ ذَا الَّذي اَنـِسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغى عَنْكَ حِوَلاً)

شعور ملكوتيّ، سيمنحك اللذة الحقيقية التي تنعشُ الجوانح وتستريح إليه الجوارح، كما تُشعِرك بالندم على كل لحظة فاتت دون هذا الطعم الذي أعدّتهُ يد السماء حلال. طيّبا لمن هيّأ مائدة قلبهِ والروح لتستذوقه وتستقوي بها على حِملِ يومك.

( أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالِينَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلًا يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ مُفْتَرِشُونَ لِجِبَاهِهِمْ وَأَكُفِّهِمْ وَرُكَبِهِمْ وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ يَطْلُبُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ وَأَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ قَدْ بَرَاهُمُ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ ..)

إنها كنوزٌ فادّخروها لذلك اليوم وإن خير الزاد التقوى

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك